تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة  للطالبة  (نور جاسم محمد ) بأشراف أ.د. علي حسون فندي ، عن رسالتها الموسومة (دور سلوكيات القيادة البارعة في التجديد الاستراتيجي).

حاولت  الباحثة تسليط الضوء على دراسة تأثير سلوكيات القيادة البارعة التي تشكل الاتجاه الحديث لإدارة المنظمات العامة لتحقيق تجديدها الاستراتيجي، ولكي يتحسن ادراك وفهم وزارة الشباب والرياضة وبشكل اكثر دقة لهذا الدور، فقد دعت الحاجة الى وجود متغير تفسيري (سلوكيات القيادة البارعة المنفتح والمغلق) من جهة، له تأثير في التجديد الاستراتيجي وعبر ابعاده (السياق ، المحتوى ، العملية)، اذ لجأت الباحثة الى تطبيق هذه المتغيرات في وزارة الشباب والرياضة، كونها تهتم بشريحة الشباب والقطاع الرياضي الذي يمثل العراق في المحافل الدولية، اذ تحتاج الوزارة الى أسلوب قيادي بارع يمكن اعتماده لمواكبة التطور والتوسع في القطاع الرياضي، فضلا عن التغلب على المشكلات والصعوبات التي تواجهها الوزارة، في ظل اتساع هذا القطاع بعد رفع الحظر عن الملاعب العراقية ومتطلبات المشاركة في المحافل الدولية وتمثيل العراق بشكل مشرف، فضلا عن الإيرادات التي يمكن تحقيقها من هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد العراقي وتمويل الجوانب الرياضية والتعريف بثقافة العراق ومن هنا ظهر التساؤل (هل تحقق سلوكيات وممارسات القيادة البارعة لوزارة الشباب والرياضة التجديد الاستراتيجي؟) .

وقد اختيرت عينة من قيادات الوزارة في محافظة بغداد (المقر العام) ميداناً للجانب التطبيقي للبحث، إذ تتعامل هذه القيادات مع المواهب والقامات الرياضية والتخطيط لبناء قطاع رياضي يتمتع بعدد من القدرات والقابليات لتحقيق سمعة رياضية، فضلاً عن التعامل مع مرؤوسيهم ومديرياتهم واقسامهم وشعبهم لتوليد تجديد استراتيجي في سياق ومحتوى وعمليات الوزارة، مما يستوجب إيجاد سلوكيات قيادة منفتحة ومنغلقة وبحسب المواقف التي تتطلب تعزيز التزامهم باللوائح والإجراءات وتقديم اعمال ومهام جديدة، لتبقى الوزارة محل اهتمام وبناء قطاع رياضي يشرف العراق تمثيلا وسمعة وحصدا للجوائز والمكانة على المستوى الإقليمي والدولي والمحلي.

تتجسد أهمية البحث بالآتي:

  1. تعريف وزارة الشباب والرياضة باخر مستجدات الفكر الإداري في مجال سلوكيات القيادة البارعة، والتجديد الاستراتيجي، فضلا عن عرض اخر المفاهيم والاهمية والنماذج التي توصل اليها الباحثين السابقين للمساهمة في توسيع مدراك الوزارة لتبني أي تلك النماذج ملائمة لأهدافها وتوجهها المستقبلي.
  2. تعريف المجتمع والوزارة والعينة المبحوثة بأهمية المتغيرات قيد البحث لما لها من تماس مع حياتهم الوظيفية والية استدامة مواردها البشرية والحفاظ عليهم من منظور سلوكي يتجسد في إيضاح سلوكيات القيادة المنفتحة والمنغلقة التي تحقق تجديدا استراتيجيا للوزارة.
  3. يسهم البحث الحالي في تأشير نقاط القوة والضعف في سلوكيات القيادة البارعة، والتجديد الاستراتيجي في وزارة الشباب والرياضة، فضلا عن تأشير السبل اللازمة لتعزيز كل منها.
  4. تشخيص مدى اهتمام وزارة الشباب والرياضة بسلوكيات القيادة البارعة واهميتها كونها وسيلة واداة تسهم في تحقيق التجديد الاستراتيجي، ومن ثم تحقيق أهدافها على مستوى العمليات والسياق والمحتوى.

يسعى البحث الحالي لتجسيد أهدافه الرئيسة في تشخيص العلاقة بين متغيرات البحث (سلوكيات القيادة البارعة، والتجديد الاستراتيجي)، فضلا عن التعرف على دور كلا منها في بلوغ وزارة الشباب والرياضة لمستوى أداء مرغوب كما ونوعا، اذ تنبثق عن هذه العلاقة اهداف تكون تأسيسا لواقع يحقق الاتي:

  1. بناء جانب نظري يتضمن المتغيرات الرئيسة (سلوكيات القيادة البارعة، والتجديد الاستراتيجي) وابعاد كل منهم ونماذجه، من خلال عرض إطار نظري للأدبيات الإدارية المتخصصة بالسلوك التنظيمي والإدارة الاستراتيجية، لتجذير وتحديث معرفة الوزارة المبحوثة بهذه المتغيرات.
  2. التعرف على مدى تبني الوزارة لسلوكيات القيادة البارعة (المنفتحة، والمنغلقة) وايهما تطبيقا وتبنيا وممارسة، فضلا عن مستوى تبنيها وممارستها واهتمامها بالتجديد الاستراتيجي، واي ابعاده اهتماما.
  3. بناء مخطط يصف العلاقة والتأثير بين متغيرات البحث الرئيسة والفرعية، وإظهار الجدوى العلمية لذلك المخطط الفرضي، تمهيدا لوضع الاستنتاجات والتوصيات اللازمة، لتتجه الوزارة نحو الأفضل بتبنيها لتلك المتغيرات.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات  اهمها :

1. أظهرت وزارة الشباب والرياضة توازنا عند توظيف افرادها، دون النظر الى النوع الاجتماعي، في ظل تركيزها على قوة عمل منتجة تتمتع بالشهادات والمؤهلات الجامعية، تدعمها بالخبرة والمعرفة المتأتية من مزيج العمر وسنوات الخبرة.

  1. تمتلك وزارة الشباب والرياضة سلوكيات القيادة المنفتحة، اذ تعززها بطرائق متنوعة وإعطاء مساحة للتفكير المستقل لتنجز من خلالها اعمالها بمرونة حال مواجهة افرادها لبعض الأخطاء، في ظل امتلاكها لوسائل تشجيع الإنجاز دون الطموح.
  2. لدى وزارة الشباب والرياضة سلوكيات القيادة المنغلقة تصحح من خلالها إجرائتها وتحقق أهدافها وتعمد من خلالها الى متابعة التزام افرادها بقواعد وإجراءات العمل، في ظل امتلاكها نظام لتحديد المهام والواجبات وتنفيذها دون الطموح.
  3. تبين امتلاك وزارة الشباب والرياضة مهاما خارجية وداخلية، يقع على عاتق افرادها وقياداتها إنجازها، في ظل اهتمامها بتنفيذ مهام وانشطة رياضية داخليا دون الطموح.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

ضرورة استقطاب أصحاب الشهادات العليا كقوة عمل تعمل في اطارها وزارة الشباب والرياضة وادخلها في هيكل خبراتها ومعرفتها وبما يسهم في تجديد شباب دمائها وقوة عملها، سيما وان تلاقح الخبرات يضفي مزيدا من التجديد والتغيير في وسائل بلوغ غاياتها وأهدافها.

  1. ينبغي على وزارة الشباب والرياضة إيلاء المزيد من الاهتمام في سلوكيات قيادتها المنفتحة في سبيل انجاز اعمالها من خلال:

أ. إيجاد برامج مكافئات تدعم وتشجع انجاز المهام ذات التوجه المستقبلي، وتحفز افرادها على تأدية مهام الحالية على اتم وجه.

ب. إيجاد وسائل عمل تزيد من مرونة الإنجاز من خلال منح قيادتها مزيدا من الصلاحيات التي تحول دون انتشار الروتين والبيروقراطية غير المبررة في اتخاذ القرارات ذات الصلة بمستقبل الحركة الرياضية.

ت. الاهتمام بجلسات الحوار والعصف الذهني ومنح المساحة الكافية لقياداتها في التفكير والتخطيط واعداد الرؤى والسيناريوهات التي تحقق أهدافها.

ث. الاهتمام بإيجاد أنظمة مراقبة ودعم القرارات والتي من شانها مشاركة المعلومات لتسريع اتخاذ القرارات والتصرف إزاء المواقف الطارئة ومواجهة المخاطر.

 

 

Comments are disabled.