تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( عصام محمود عبد المنعم ) بأشراف أ.م. فائق جواد كاظم ، عن بحثه الموسوم (التحليل الاستراتيجي للمشاريع باستخدام أسلوب ديفيد/ دراسة حالة ).
تظهر أهمية التحليل الاستراتيجي في ظل البيئة المعقدة التي تشهدها المؤسسات الحكومية لا سيما وزارة التربية في الوقت الحالي، إذ تبرز أهميته كونه يساعد مشاريع الوزارة في الوصول إلى غاياتها، لذا يعد أحد المواضيع التي تؤثر في سير عمل مشاريع الوزارة، كما وتنبع أهميته كونه يسمح لمشاريع وزارة التربية في التعرف على الفرص والتهديدات التي تتطلب منها اعادة صياغة أوضاعها الاستراتيجية من أجل مجابهة التهديدات التي تحيط بها ومحاولة استغلال الفرص المتاحة، كما ويمكن التحليل الاستراتيجي الوزارة من تحليل بيئتها الداخلية للتعرف على نقاط الضعف لديها والتي تتطلب معالجتها وتقليل اثارها السلبية، فضلاً عن تحليل نقاط القوة التي تمكنها من تحقيق قدرتها المميزة لبناء ميزة تنافسية مستدامة.
تأتي اهمية البحث من خلال النقاط الاتية :
1- يشكل موضوع التحليل الاستراتيجي اهمية كبيرة ، وذلك كون ان التحليل الاستراتيجي يعد اداة مهمة في جميع الدول المتقدمة لتحديد مسار عمل المنظمات والهيئات الحكومية والاهلية بصورة عامة، وفي مجال تطوير المشاريع بصورة خاصة .
2- اهمية اجراء التحليل الاستراتيجي لمشاريع وزارة التربية التي تعتبر منظمة خدمية تربوية وعملها ياتي ليصب لمصلحة جميع شرائح المجتمع .
3- تعريف العاملين والموظفين وخاصة القيادات الوسطى والعليا في الوزارة بأهمية التحليل الاستراتيجي وكيفيه عمله وبالذات الاداة التي تم استعمالها في هذا البحث وهي (SWOT) من اجل تشخيص معوقات العمل وتحديد نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية والفرص والتهديدات في البيئة الخارجية والافادة منها في تطوير المشاريع الاستراتيجية في وزارة التربية .
يهدف البحث الحالي إلى معرفة ودراسة المشاريع الاستراتيجية في وزارة التربية، وذلك من خلال القيام بعملية التحليل الاستراتيجي لهذه المشاريع، ويمكن تلخيص أهداف البحث بما يأتي:
1- التعرف على مفهوم التحليل الاستراتيجي ، فضلاً عن دوره في دراسة المشاريع الاستراتيجية.
2- التعرف على عوامل البيئة الداخلية والخارجية المؤثرة على مشاريع وزارة التربية عينة البحث.
3- توضيح الدور الذي يلعبه التحليل الاستراتيجي في دعم المتطلبات الاستراتيجية في جهود وزارة التربية لانجاز مشاريعها الاستراتيجية .
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- اظهرت نتائج تحليل البيئة الداخلية ان مشاريع وزارة التربية تمتلك قوة واضحة في كل من عامل (التخطيط الاستراتيجي ، البنى التحتية ، التكنلوجيا ، المالية ، الهيكل التنظيمي)، وذلك من خلال حساب نقاط القوة والضعف والاهمية النسبية لهذه المشاريع، واتضح ان نقاط القوة تتفوق على نقاط الضعف نتيجة جمع القوة والضعف على الوزن الترجيحي للبيئة الداخلية، ومن خلال الجدول (17) يمكن توضيح الآتي :
- وجود خطط استراتيجية موثقة للمشاريع والتي توضح اهداف ومخرجات تلك المشاريع .
- ان الوزارة تمتلك بنى تحتية من ابنية وقطع اراضي تؤهلها لتنفيذ مشاريعها، فضلاً عن امكانيتها الى التحول إلى العمل الالكتروني الذي يسهل من ادارة مشاريع الوزارة.
- تمتلك الوزارة كوادر مهنية مؤهلة لتصميم برامج الكترونية وانظمة فنية حديثة تسهل من عمل مشاريع الوزارة.
- توفر الوزارة خبرات تخصصية في المجال المالي والرقابي على عمل المشاريع، فضلاً عن انها توفر تخصيص مالي يغطي عمل المشاريع بشكل كامل.
- ان الهيكل التنظيمي للوزارة يتصف بالمرونة، مع وجود وحدات رقابية لمتابعة اعمال تنفيذ المشاريع .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
1- على الوزارة ان توفر المعلومات الراجعة ( التغذية العكسية) عن مشاريعها لكي تشكل قاعدة لها للرقابة على عمل المشاريع واتخاذ القرارات المهمة واجراء اللازم خصوصها.
2- ضرورة ان تخضع الوزارة موظفيها قبل تسليمهم لمهام تنفيذ المشاريع لدورات تدريبية مكثفة تؤهلهم لتولي هكذا مهام، وخاصة فيما يتعلق بادارة المشاريع (الادارة العليا) والتي تعتبر الجهة المسؤولة عن اصدار القرارات المتعلقة بسير عمل المشاريع .
3- على الوزارة ان تحفز موظفيها على الاتصال بنظائرهم في الوزارات الاخرى ذات المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات وتعزيز سبل التعاون بينهم.
4- يوصي الباحث بضرورة التخطيط للقوى العاملة في المشاريع لمعرفة الاحتياج الفعلي وتوفير ما هو مطلوب من الخبرات اللازمة لتنفيذ المشاريع وفق المواصفات المطلوبة.
5- وضع خطة استراتيجية من الوزارة توثق فيها الأهداف المراد تحقيقها وتعرض على جميع العاملين في المشاريع لضمان أفضل مخرجات لمشاريعها ولا تقتصر فقط على واضعي الخطة والادارة العليا.