تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص ادارة الاعمال  للطالب (علاء كريم صدام) بأشراف أ.د. صلاح الدين عواد الكبيسي عن رسالته الموسومة (صياغة إستراتيجية لشركة نفط ميسان على وفق مدخل التخطيط الموقفي – دراسة حالة)

تواجه الشركات في الوقت الراهن الكثير من الضغوط والتحديات والتعقيدات بسبب الديناميكية المتسارعة والتغيرات المستمرة وتسارع وتيرة الاحداث وزيادة عمق المنافسة في مختلف الصناعات والاعمال في العالم مما ولد ضغطاً على تلك المنظمات لإيجاد سُبلاً وطرائقاً تُمكنها من التكيف مع تلك المفرزات البيئية من حولها من خلال وضع استراتيجيات تتناغم وطبيعة التحديات التي تواجهها، وعليهِ فإن مشكلة البحث تتأتى من عدم إمتلاك شركة نفط ميسان لستراتيجية تمكنها من ممارسة اعمالها في ظل بيئة غامضة المعالم مما يؤثر سلباً على اداءها الاستراتيجي والتساؤل الرئيس هل تستطيع الإدارة العراقية في القطاع النفطي صياغة استراتيجية تتلائم والتحديات البيئية وعلى وفق المدخل الموقفي؟

وتتجلى اهمية البحث بالاتي:–

  1. كونه مرشداً في كيفية تحليل الوضع الحالي للشركة والوقوف على أنواع التحديات التي تعترض اداءها المستقبلي والفرص التي تلوح امامها.
  2. اسهامه في تحديد آليات تعزز قدرة الشركة على صياغة استراتيجية تمكنها من مواجهة التغيرات في البيئة.
  3. يكتسب البحث اهميتهُ من خلال تحليل وبيان اهم الخيارات التي يمكن لمخطط السياسة النفطية اعتمادها من اجل استغلال هذا المورد الناضب.
  4. أهمية الدور الذي تضطلع به شركة نفط ميسان والمتمثل في حجم انتاجها النفطي الكبير مما ينعكس على الوضع المالي للبلد من خلال مساهمتها برفد موازنات العراق بالأموال اللازمة لتحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد فضلاً عن جلبها شركات الاستثمار في مجال الصناعة الاستخراجية.

وفي ضوء مشكلة البحث وأهميته فأن هدفه يتمحور في تكوين إطار معرفي وتطبيقي على ارض الميدان لكيفية صياغة الاستراتيجية كمرحلة مهمة من مراحل الإدارة الاستراتيجية ويمكن اجمال اهداف البحث بالآتي:

  1. خلق تصور لدى الباحثين والأكاديميين والمساهمة في دعم المعرفة التنظيمية بأطُر ووجهات نَظر مختلفة حول عملية صياغة الاستراتيجية.
  2. تأطير نظري لنموذج صياغة استراتيجية من شأنه ان يكون أداة مساعدة للباحثين والأكاديميين والمخططين الميدانيين الممارسين لعملية صياغة الاستراتيجيات.
  3. بحث ودراسة وفهم وتحليل لبيئة شركة نفط ميسان من اجل صياغة نموذج استراتيجية متماسكة ترتقي بأداء الشركة الى مستوى الفرص والمخاطر المحيطة بها خلال السنوات الخمس القادمة.
  4. تحديد وحصر القضايا الاستراتيجية لشركة نفط ميسان والوقوف على المعوقات والمحددات ووضع المعالجات لها.
  5. وضع البدائل والبرامج والتكتيكات والإجراءات التي تحمل حلولاً في طياتها للقضايا الاستراتيجية في الشركة المبحوثة.
  6. تشخيص مستوى مقبولية مديري الشركة للاستراتيجية المقترحة.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • يتضح ان إدارة شركة نفط ميسان تولي اهتمام لصياغة هيكل تنظيمي يتمتع بمرونة، إذ انه يحتوي على وحدات رقابية تمارس اعمال الرقابة المختلفة فضلاً عن ملائمة وظائفهِ مع اهداف الشركة التي تسعى لها ومرونتهِ العالية في الاستحداث والدمج للوحدات الإدارية ونوعية الاتصال الجيدة والتنسيق بين التشكيلات المختلفة للهيكل التنظيمي وبكفاءة عالية.
  • تتمتع الشركة بقدرة مالية تمكنها من ممارسة اعمالها بالقدر الذي يدعم توجهاتها، الامر الذي يؤكد مدى تقبل وجهوزية الادارة المالية في الشركة للتوجهات الحديثة للسياسات المالية وتوفر الخبرات التخصصية في هذا المجال ومدى تغطية الموازنات التشغيلية لاحتياجات الشركة فضلاً عن القدرة على تنفيذ صرف هذه الموازنات بالشكل الامثل والمدعومة بإجراءات الرقابة للحد من الفساد الاداري والمالي.
  • يتضح ان الشركة تنفذ عملياتها وفقاً لإجراءات البيئة والصحة والسلامة المهنية، مما يعني انها ملتزمةً بجانب حماية العاملين والبيئة من خلال توفيرها وحدة إدارية بمستوى هيأة تختص بالبيئة والصحة والسلامة المهنية تتولى مهمة إعداد الدراسات البيئية للمشروعات ومتابعة تطبيق القوانين والتشريعات البيئية.
  • تبين من نتائج التحليل ان العمليات الداخلية للشركة تتمتع بقوة كبيرة ويعود السبب في ذلك الى ان إدارة الشركة قد اولت اهتماماً كبيراً لعملية تصميم ومعالجة العمليات بطرائق علمية ومنتظمة مما انعكس على خفض كلفة إنتاج البرميل الواحد فضلاً عن توافر البنى التحتية لتصريف النفط المنتج متبعةً الأنظمة الحديثة التي تسهل من الاتصال والتنسيق لتنفيذ العمليات الامر الذي يؤدي الى انجاز العمل في الوقت المناسب وبالسرعة المطلوبة.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات  اهمها :

  • يوصي الباحث إدارة الشركة بضرورة الحفاظ على وتعضيد عناصر القوة التي تتمتع بها الشركة في بيئتها الداخلية من خلال العمل على تطوير الخبرات التخصصية لديها في متابعة تنفيذ وإنجاز المشاريع ومعالجة التلكؤات فيها.
  • هنالك ضرورة لاغتنام مستوى تقبل وجهوزية الملاكات وتوافر الخبرات في مجال التكنولوجيا في الشركة للتحول الى ممارسة الاعمال بطريقة الكترونية.
  • إيلاء الاهتمام بعمليات اجراء التفتيش الدوري والمفاجئ على مواقع وورش وبنايات الشركة وكذلك المعدات والآلات للتأكد من تحقيقها لمتطلبات السلامة وربط المخالفات بالحوافز والارباح الموزعة على العاملين للحد منها.
  • ضرورة زيادة التشجيع والدعم من قبل الإدارة العليا لثقافة الاعمال الخيرية والتطوعية بما ينعكس ايجاباً على أبناء المجتمع وتوفير أجواء لبيئة حاضنة لأعمال الشركة.
  • التحسين والتطوير المستمر لعمليات الاستخراج والمعالجة للنفط الخام بطرائق علمية وفنية وبطريقة تنعكس على خفض كلفة انتاج البرميل الواحد، فضلاً عن استغلال الطاقة المعطلة لأنبوب التصدير ذو طاقة المليون برميل/ يوم لزيادة الإنتاج والتصدير.

 

Comments are disabled.