تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ( العاطفة في مكان العمل كمتغير تفاعلي لتأثير صوت العاملين في الأداء الإبداعي: بحث ميداني لعينة من الشركات الصناعية الخاصة والمختلطة العراقية ) في تخصص ادارة الاعمال للطالبة (وفاء جودة بادي) بأشراف أ.د. غني دحام تناي
يسعى هذا البحث الى قياس تأثير صوت العاملين بأبعاده (دعم الموظف للمعلومات، والمنصة، واستجابة المدير) في الأداء الابداعي بأبعاده (الطلاقة، والاصالة، والمرونة، والكفاءة الذاتية)، من خلال تفاعل العاطفة في مكان العمل، وقد انطلقت مشكلة البحث من واقع ثلاث شركات صناعية ذات القطاع الخاص والمختلط وهي(شركة بغداد للمشروبات الغازية، وشركة الصناعات الالكترونية، والشركة العراقية لصناعة الكارتون ومستلزماته) التي لم تحقق المستوى المطلوب من الاستجابة لأصوات عامليها، على الرغم من محاولة اداراتها جاهدةً ان تعزز من الاداء الابداعي لعامليها، بهدف الوصول الى ارقى المستويات بين المنظمات المحلية والاقليمية وتمثلت مشكلة البحث الرئيسة بتساؤل مهم وهو (ما مستوى تأثير صوت العاملين في الأداء الابداعي من خلال العاطفة في مكان العمل كمتغير تفاعلي؟)
وأن أهمية البحث تنعكس في النقاط التالية:
- يعد البحث تدعيماً للجهود البحثية في مجال إدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي، اذ مازالت حقول المعرفة تحتاج الى مزيد من الدراسات البحثية في مجال إدارة الأعمال التي تحث على الاهتمام بالموارد البشرية من خلال المفاهيم الحديثة.
- يستمد البحث الحالي اهميته الاساسية من اهمية متغيراته ومدى حداثته (محتوى متجدد)، يتميز بتبني متغير جديد (العاطفة في مكان العمل) اذ لم يكن هناك أي جهد علمي بحثي – حسب اطلاع الباحث – يبين تأثير صوت العاملين في الاداء الابداعي من خلال الدور التفاعلي للعاطفة في مكان العمل، وبذلك يعد البحث امتداداً علميا لشريان الحياة البحثي كونه الرافد الاساس والغني للمنظمات عند تبنيها المفاهيم الإدارية الحديثة بهدف تكيفها وتأقلمها مع التطورات العلمية التي تؤسس استمراريتها في قطاع الاعمال.
- التركيز على موضوع صوت العاملين كونه من الموضوعات التي اصبحت تحتل اهمية استثنائية.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- أظهرت الشركات عينة البحث قدرتها على اعتماد دعم الموظف للمعلومات بشكل مرتفع من خلال نقل عامليها اقتراحاتهم الإبداعية للإدارة، حول منتجات شركتهم، فضلاً عن رفع أصواتهم عندما لا تفي ادارتهم بوعودها تجاههم.
- اتجهت الشركات عينة البحث الى المنصة (المنتدى) عند محاولتها تعزيز صوت العاملين، من خلال تشجيع موظفيها على التعبير عن خلافاتهم وصراعاتهم المتعلقة بالعمل عن طريق جلسات الحوار، فضلاً عن معاناتهم من عدم توفر مكان مناسب للتعبير عن آرائهم ومخاوفهم (كاللجان أو منصات التواصل الاجتماعي)، التي تساعدهم في التعبير عن مخاوف العمل بشكل محدود.
- تبين توجيه استجابة المدير في الشركات الثلاث الى تحسين صوت العاملين من خلال اهتمام ادارتها بالمقترحات والتعليقات السلبية التي يقدمها موظفيها، فضلاً عن استجابتها لشكاوى موظفيها بالوقت المناسب.
- ثبت اهتمام الشركات الثلاث بالعاطفة في مكان العمل فسعت الى تعزيزها من خلال تعاطف موظفيها مع المشاعر الحالية لزملائهم الجدد لتمكينهم على اداء مهام العمل بنجاح، فضلاً عن استنكارهم لأبداء زملائهم لمشاعر التذمر والانتقاص، بتشجيعهم على تقديم مشاعر إيجابية بدلاً عنها.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- . ينبغي الاهتمام الإضافي من قبل الشركات عينة البحث بتوظيف الموظف الداعم للمعلومات وبما يحسن من مستوى صوت الموظفين فيها، من خلال نقل مقترحاتهم الإبداعية الى ادارتها حول مختلف منتجاتها، ومنحهم حرية الاحتجاج عندما يشعرون بالظلم والحيف والغبن من قبل رؤسائهم المباشرين
- ضرورة الاهتمام بالمنصة (المنتدى) وبما يجعلها مرتكز يعزز من صوت العاملين من خلال تشجع الادارة موظفيها على التعبير عن خلافاتهم وصراعاتهم المتعلقة بالعمل من خلال جلسات الحوار.
- التأكيد على إشاعة العاطفة في مكان العمل، وبما يزيد من تعاطف موظفو الشركات الثلاث مع المشاعر الحالية لزملائهم الجدد لتمكينهم على اداء مهام العمل بنجاح، مع تشجيع رغبتهم واستعداهم للتعامل مع زملائهم بمشاعر إنسانية تتناغم والموقف، وتنمية قدرتهم على فهم وأدراك مشاعر زملاء العمل وتقمص المواقف.