تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد , مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماحستير الموسوم ( انعكاس سلوك المواطنة التنظيمية في التشارك المعرفي بتوسيط الصورة الذهنية للعاملين ) في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب (حسين علاء حميد) بأشراف أ.م.د سارة علي سعيد
حيث يهدف البحث الى تشخيص مستوى سلوك المواطنة التنظيمي وتحديد مستوى تشارك المعرفة والتقصي عن مدى امتلاك العاملين الصورة الذهنية الايجابية ام السلبية عن منظمتهم وجرى البحث في دائرة صحه بغداد الكرخ واستهدف مجتمعاً بلغ (846) موظفا في مقر الدائرة وتم تحديد العينة البحثية البالغة (264) موظفا موزعين على اقسام وشعب الدائرة عبر معادلة مختصة باختيار العينة العشوائية .
وتكمن اهمية البحث في ايجاد الطرق والاساليب التنظيمية التي تمكن المنظمة المبحوثة من تفعيل وتعزيز سلوك التشارك المعرفي باعتباره السلوك المرغوب والذي بدوره يعزز الاداء ويزيد كفاءة المنظمة وفاعليتها, وهذا لا يتحقق بغياب المواطنة التنظيمية اذ تعد مشكلة الانتماء إحدى أهم مشكلات الوجود البشري فلا يمكن لأي شخص ممارسة وجوده ودوره دون أن يحدد علاقته بالبيئة المحيطة به ومكانته داخلها، هذا وإن دوائر الانتماء بين الاشخاص وبيئته قد تتقاطع وتتعارض، كما أنها تلتقي وتتكامل، لذلك يتقاطع وجوده الفردي مع وجوده الاجتماعي، في هذا السياق طرحت منذ البواكير المبكرة للفكر البشري مشكلة الإنسان والمواطن أو ما يمكن تسميته بمشكلة المواطنة من قبل الفلاسفة ، واستمرت الازدواجية في الوصف بأشكال وأساليب مختلفة.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اتضح وجود مستوى جيد من الايثار اي ان الموظفين على استعداد لتغليب مصلحه الزملاء والمنظمة على مصلحتهم الخاصة لكن هذا غير مستغل بصورة صحيحه من قبل المنظمة.
- تبين ان وعي الضمير ذو مستوى جيد اي ان الموظفين لديهم الفطرة السليمة التي توجه السلوك وتمنعهم من القيام بأفعال تضر الزملاء والمنظمة لكن لديهم تخوف من مواجه القرارات والاعمال الجديدة و التغيير.
- ان العاملين يتعاملون باحترام وينقلون النصيحة والارشاد بصورة لبقة لكن عدم وجود اليات تنظيمية منهجية و واضحة يجعلهم لا يقدمون الدعوات فيما بينهم من اجل النهوض بواقع المنظمة.
- بالرغم من وجود مستوى جيد من المشاركة الطوعية متمثل بطرح الآراء والمقترحات من قبل الموظفين لإدارة المنظمة إلا ان طوعية الحديث عن سلبيات المنظمة لا يقع ضمن اولويات هؤلاء الموظفين ربما بسبب التخوف على مواقعهم الوظيفية كذلك ان كثير من الاراء والمقترحات تواجه معرقلات تنظيمية لتنفيذها.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- يتوجب على المنظمة استثمار مستوى الايثار بالشكل الصحيح وايجاد الاسلوب المناسب لزياده مستواها ذلك من خلال اعطاء انطباع للموظفين ان مصالحهم الشخصية هي ضمن اولويات المنظمة وتسعى المنظمة دائما على تلبيتها كونها تصب في مصلحتها.
- ينبغي على المنظمة استثمار مستوى وعي الضمير بشكل امثل والسعي لزيادة مستواه عبر الاستماع الجاد لمقترحات الموظفين وجعلها جزءاً من الحلول للمشاكل التي تواجه المنظمة وتخفيف المستويات الادارية الروتينية التي تثبط هذا البعد لان مشاركة العاملين في صياغة وتنفيذ الحلول يسهم في زيادة مستوى نجاحها.
- على المنظمة تفعيل مستوى الكياسة والوصول لأعلى مستوياتها عن طريق قيام قيادات المنظمة بالتعامل مع بعضهم البعض ومع الموظفين بطريقة لبقه ومهنية وطرح المواضيع التي تنهض بالمنظمة وعدم الخوض في قضايا جانبية.
- يتوجب على المنظمة استثمار المستوى الحالي من المشاركة الطوعية والسعي للوصل لمستويات اعلى عن طريق تشكيل فرق عمل طوعية يتم من خلالها طرح المعرقلات التي تواجه المنظمة وايجاد الحلول المناسبة وعلى الادارة العليا النظر بصور جدية لتلك الحلول ومحاولة تطبيقها .