تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد , مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير الموسوم (دور مهارات التفاوض في الصراع التنظيمي) فـــي تخصص التخطيط الاستراتيجي الأمني للطالبة (رنا رفعت عبد الامير) بأشراف أ.م.د علي عدنان حسن
يهدف هذا البحث إلى بيان علاقة التأثير والارتباط بين مهارات التفاوض بأبعادها (مهارة التخطيط والاعداد، مهارة الاقناع والتأثير، مهارة الاتصال، ومهارة الاعتراض) كمتغير مستقل في الصراع التنظيمي بأبعاده (الاختلاف في القيم، والاختلاف في الاهداف والمصالح، الاعتمادية بين اللجان النيابية، والتغيير التنظيمي) كمتغير تابع لعينة من اعضاء مجلس النواب العراقي.
وتبرز أهمية هذا البحث من خلال :-
- يتسم عمل مجلس النواب العراقي في بيئة شديدة التعقيد مما يستدعي تبني مفاهيم جديدة لمهارات التفاوض لادارة الصراع التنظيمي داخل المؤسسة المبحوثة بصورة عملية وواقعية وهذا ما عمل عليه البحث.
- إيضاح وتعميق أهمية مهارات التفاوض للقيادات داخل مجلس النواب العراقي لدورها في ادارة الصراع التنظيمي إذ تؤثر هذه الصراعات تأثيرا كبيرا ومباشرا على نشاطاته.
- كيفية الاستفادة من الصراع التنظيمي وتحويله الى فرصة يمكن استثمارها، وطرق الوقاية من الصراعات التنظيمية من خلال الدور الذي تلعبه مهارات التفاوض.
- يمثل هذه البحث محاولة جادة لإثراء المكتبات العلمية العراقية والعربية بمفاهيم متغيرات البحث.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اتضح اهتمام لجان مجلس النواب العراقي بمهارات التخطيط والاعداد بشكل مرتفع والناجم عن اختيار أعضاء الفريق التفاوضي من الافراد الذين يمتلكون قدرات على التفاوض والاقناع، مما جعلها تهيئ البيئة المادية والنفسية لإنجاح عملية التفاوض.
- تبت لجان مجلس النواب العراقي مهارات الاقناع والتأثير بشكل جيد، فعملت اداراتها على امتلاك القدرة على توضيح شروط الاتفاقية النهائية لمختلف الأطراف، الامر الذي جعل المفاوض يلجأ الى طرف ثالث لحسم الخلاف التفاوضي ان حدث بشكل محدود.
- حسنت لجان مجلس النواب العراقي من مهاراتها التفاوضية باعتماد مهارات الاتصال بشكل جيد، اذ قامت بالإصغاء الى ما يقوله الاخرين من الرسائل المقدمة بغية فهم الحقائق اثناء عملية التفاوض، فضلاً عن امتلاكها الملاحظة والانتباه الى الحركات الجسدية للطرف الاخر في الجلسات التفاوضية.
- تبنت لجان مجلس النواب العراقي من مهارات الاعتراض فلجأت الى البحث عن وسائل جديدة لإضافة جلسات تفاوضية لحل النزاع اذا لم تنتهي عملية التفاوض بإيجابية عالية، الامر الذي دفع المفاوضين الى كسب الحوار لصالحهم من الطرف الاخر بكثرة الاعتراضات على ما يقدمه من حلول واقتراحات.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات :
- على اللجان البرلمانية الاهتمام الإضافي بمهارات التخطيط والاعداد من خلال توظيف عدد من البدائل وتحديد نقاط مشتركة اثناء عملية التفاوض لأقناع الطرف الاخر، فضلاً عن اعتماد التخطيط المسبق لمواجهة صعوبة التوصل الى اتفاق اثناء التفاوض.
- ضرورة اهتمام اللجان البرلمانية بتحسين مهارات الاقناع والتأثير من خلال امتلاك المفاوض وسيلة اقناع ولا يكشف أوراقه الى الطرف الاخر تلافياً لحدوث ارتفاع في الصراع اثناء عملية التفاوض، مع استعمال لغة واضحة ومفهومة بنبرة صوتية ويقدم بعض التنازلات لأقناع الطرف الاخر.
- ينبغي تعزيز مهارات الاتصال لدى اللجان النيابية من خلال اختيار الأسلوب الحسن عن طريق تعابير الوجه المناسبة والتعابير اللفظية الودية اثناء الحوار مع أطراف التفاوض، واجراء اتصالات ودية مسبقة تسهم في تحقيق المصالح المشتركة.