سلسلة تجهيز رقمية

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (تصميم سلسلة تجهيز رقمية على وفق بعض تقنيات الصناعة 4.0 باستعمال المحاكاة – دراسة حالة في شركة مصافي الوسط / مصفى الدورة ) في تخصص ‏إدارة الأعمال للطالب (يوسف عبد الاله أحمد) بأشراف أ.م. د. مها كامل جواد

يسعى البحث إلى تحليل مستوى نضج وجاهزية سلسلة التجهيز الحالية ومن ثم تصميم مقترح لسلسلة تجهيز رقمية باستعمال بعض تقنيات الصناعة 4.0 الملائمة لكل مرحلة على طول سلسلة التجهيز، ومقارنة أداء السلسلة الحالية بالسلسلة المقترحة من خلال عدد من المعايير والمؤشرات التشغيلية للمفاضلة بين السلسلتين. وبحسب الزيارات الأولية فقد تلمس الباحث ضعف مستوى الرقمنة في سلسلة تجهيز مصفى الدورة العينة المبحوثة وعدم مواكبتها لمتطلبات سلسلة التجهيز الرقمية اسوةً بالشركات النفطية، لذا تجسدت مشكلة البحث المتمثلة بتلكؤ في تجهيز النفط الخام بين مكونات السلسلة الذي انعكس سلباً على طاقتها الإنتاجية والوقت المستغرق لتلبية الطلب المحلي مما دعا لاستيراد بعض أنواع المشتقات النفطية مثل البنزين والكاز.

ويمكن تحديد اهمية البحث بالنقاط الاتية:

  1. لا يزال هناك فهم محدود فيما يتعلق بالجانب المعرفي للتقنيات الرقمنة في مجال سلاسل التجهيز، إذ لا تقدم الأدبيات تصنيفًا عميقًا لتقنيات الصناعة 4.0 التي يمكن اعتبارها مناسبة للتطبيق في عمليات سلسلة التجهيز، لذا فإن البحث يُسهم في تسليط الضوء على فلسفته وتقنياته وقدراته للاستفادة منها.
  2. عدم وضوح الفوائد والأهمية الحقيقية للتقنيات الرقمية لسلسلة التجهيز 4.0، بسبب حداثة المفهوم في الأوساط الأكاديمية والممارسين على حد سواء، إذ أوصت العديد من الأدبيات على ضرورة التطبيق للتعرف على النتائج الواقعية.
  3. تقديم اطاراً نظرياً لفك التشابك المعرفي وتحليل الآراء للظاهرة المدروسة عبر عرض وتحليل أفكار عدد من المفكرين والباحثين في هذا المجال وردم الفجوة المعرفية أو تقليلها ليكون البحث الحالي نقطة انطلاق لدراسات وبحوث أخرى مكملة تسهم في اغناء المكتبة العربية والعراقية.
  4. زيادة أدراك الإدارات العليا نحو ضرورة الاهتمام بتبني سلاسل التجهيز 4.0، والمساعدة في وضع آليات تطبيقية للاستفادة منها في تحسين المرونة وزيادة الإنتاجية، وزيادة الكفاءة وتحسين التوقيت والربحية.

 وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:

  • تعمل التقنيات الرقمية على تحويل سلسلة التجهيز من نموذج خطي تتدفق فيه المعلومات من المجهز إلى المنتج إلى الموزع إلى المستهلك، والعكس صحيح، إلى نموذج أكثر تكاملاً تتدفق فيه المعلومات في اتجاهات متعددة (يشار إليها ايضاً باسم سلسلة التجهيز الرقمية أو سلسلة التجهيز 4.0).
  • تمثل سلسلة التجهيز 4.0 المستقبل لسلسلة التجهيز، إذ توفر الأدوات التي تحتاجها المنظمات لتظل قادرة على المنافسة في عالم سريع التحول إلى الرقمنة، نتيجة إلى الاستفادة من التحليلات المتقدمة والتقنيات الرقمية وأدوات التعاون، التي تمكنها من تحسين أدائها واتخاذ قرارات مستنيرة وتعزيز تجربة زبائنها. للتقدم نحو أنماط النمو الشاملة والابتكار وفرص ريادة الأعمال.
  • إن سلسلة التجهيز 4.0 لا تقتصر على البيانات والتكنولوجيا فحسب، بل اتباع نهج منظم وتعزيز ثقافة منفتحة على التغيير والابتكار، كما تلعب القيادة دورًا حيويًا في التنفيذ الناجح. وذلك نتيجة الدور الذي يلعبونه في وضع استراتيجية واضحة. وضمان أن الافراد العاملين من مهندسين وفنيين على دراية ووعي كاملين بالأدوات والتقنيات الرقمية التي ينبغي استخدامها في كل مرحلة من مراحل سلسلة التجهيز وأنهم ملتزمون تمامًا بالتحول.
  • يعد الفرق الجوهري بين الجاهزية والنضج، هو إن تقييم ‏الجاهزية يتم إجراؤه قبل الانخراط في عملية النضج، لانة يمثل امتلاك المنظمة للمقومات الأساسية لتنفيذ والشروع بالمشروع المزمع تنفيذة، بينما يريد تقييم النضج لالتقاط الوضع كما هو لتحديد المستوى الذي وصل له المشروع أو المنظمة أثناء ‏عملية التنفيذ.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • يقترح الباحث تطبيق سلسلة التجهيز الرقمية المقترحة في مصفى الدورة، لتجاوز الاخفاقات التي تواجهها السلسلة الحالية وزيادة الطاقة الانتاجية وتقليص المهل الزمنية وبالتالي زيادة كمية الانتاج لسد الحاجة المحلية من الطلب على المشتقات النفطية.
  • ضرورة اتباع خطة استراتيجية لزيادة مستوى جاهزية ونضج عينة البحث للتحول الرقمي، وذلك بتقييم القدرات الرقمية الحالية، وتحديد مجالات التحسين عبر تحديد الثغرات الرقمية ومن ثم تحديد الاستثمارات والموارد المطلوبة ووضع جدول زمني ملائم لذلك، لوضع الاهداف والاولويات لرحلة التحول الرقمي.
  • اعتماد النتائج الواردة في قوائم الفحص لتقييم مستوى نضج وجاهزية سلسلة التجهيز الرقمية باعتبارها أداة لتقييم الفجوة، والخطوة الأولى للتحول الرقمي.
  • الاستعانة بتقنيات الحوسبة السحابية ‏ (CC)وسلاسل الكتل (Blockchain) والامن السيبراني (CS) لتوفير بيانات دقيقة وموثوقة وبشكل آني لأصحاب المصلحة والتي لا يكمن تغييرها إلا بموافقة الأطراف المعنية.

 

Comments are disabled.