تأثير الإفصاح عن تغير المناخ

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة ( تأثير الإفصاح عن تغير المناخ على وفق IFRS-S2 في نموذج الأعمال وانعكاسهِ على استمرارية المصارف المدرجة في سوق العراق للأوراق المالية ) في تخصص المحاسبة للطالب (احمد جاسم عبد محمد) بأشراف أ.د بشرى نجم عبد الله

يهدف البحث إلى عرض ومناقشة الإفصاحات عن تغير المناخ على وفق IFRS-S2 من جانب وعرض ومناقشة نموذج الأعمال والأطر المتعلقة به من جانب أخر، فضلاً عن عرض ومناقشة مفهوم الاستمرارية ومقاييسها، وتحليل العلاقة التفاعلية بين هذه المتغيرات، من خلال دراسة تأثير الإفصاح عن تغير المناخ على وفق IFRS-S2 في نموذج الإعمال وإنعكاس ذلك على استمرارية الوحدات الاقتصادية.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها

  1. يُعد تغير المناخ أحد أبرز التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه الوحدات الاقتصادية المعاصرة، لما له من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الوحدات الاقتصادية ونماذج أعمالها وأستدامتها المالية والتشغيلية. إذ لا تقتصر هذه التأثيرات على المخاطر فحسب، بل تشمل أيضاً فرصاً إستراتيجية تتطلب إعادة دمج الاعتبارات المناخية بالسياسات والنماذج التشغيلية بما يعزز المرونة والقدرة على التكيف.
  2. يعد الإفصاح المناخي وسيلة إستراتيجية لإدارة المخاطر واغتنام الفرص وتعزيز الثقة لدى أصحاب المصلحة، إذ إن الإفصاح الشفاف والممنهج عن السياسات والإجراءات المناخية يُعد عاملاً جوهرياً في تحسين جودة اتخاذ القرار الاستثماري، وضمان التخصيص الكفوء للموارد، والتقليل من فجوة المعلومات بين الوحدة الاقتصادية والبيئة الخارجية.
  3. تقتضي فعالية إدارة المخاطر المناخية تبنّي نهج استباقي يركز على التقدير المبكر للمخاطر وتضمينها ضمن عملية أتخاذ القرار، بدلاً من الاقتصار على المعالجة اللاحقة. ويتطلب هذا النهج اعتماد أدوات تحليلية ومؤشرات أداء بيئية قابلة للتحديث المستمر، بما يمكن الوحدات الاقتصادية من تتبع المخاطر والفرص المناخية والاستجابة لها بمرونة تنظيمية وتشغيلية، ويسهم في تقليص الانكشاف للمخاطر المناخية، وتعظيم الاستفادة من الفرص المتعلقة بالمناخ، بما يدعم نجاح الوحدات الاقتصادية ويعزز استمراريتها على المدى البعيد.
  4. تُعد المقاييس والأهداف المناخية من الأدوات التشغيلية الجوهرية التي تُمكّن الوحدات الاقتصادية من التفاعل بفعالية مع متطلبات التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، من خلال توفير مؤشرات كمية قابلة للقياس تساعد في تقييم مدى جاهزية الوحدات الاقتصادية لمواجهة المخاطر المناخية والاستفادة من الفرص المصاحبة لها.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها

  1. حث المسؤولين في البنك المركزي العراقي، بضرورة تبني معيار الإبلاغ المالي الدولي لإفصاحات الاستدامة – الإفصاحات المتعلقة بالمناخ IFRS-S2، كمعيار للإفصاحات المتعلقة بالمناخ، لما يوفره من متطلبات كمية ونوعية قابلة للقياس والمقارنة، تسهم في تحسين جودة الإفصاح، وتعزيز الشفافية، وتقليل فجوة المعلومات بين الوحدات الاقتصادية وأصحاب المصلحة.
  2. حث المسؤولين في البنك المركزي العراقي، بضرورة توفير المتطلبات اللازمة لتسهيل مهمة تبني معيار الإبلاغ المالي الدولي لإفصاحات الاستدامة – الإفصاحات المتعلقة بالمناخ IFRS-S2، وذلك من خلال أعداد وتأهيل كوادر متخصصة بالتعاون مع المنظمات المهنية الدولية والمحلية، تكون مهمتها تدريب موظفي البنك المركزي العراقي و المصارف المدرجة في سوق العراق للأوراق المالية على التطبيق الفعّال للمعيار وتعزيز قدرتهم على التعامل مع المخاطر المناخية.
  3. حث المسؤولين في البنك المركزي العراقي، والمصارف المدرجة في سوق العراق للأوراق المالية على ضرورة تبني نهج استباقي لإدارة المخاطر المناخية على وفق IFRS-S2، من خلال اعتماد أدوات وآليات متقدمة لرصد وتقدير تلك المخاطر في مراحلها المبكرة، ودمج نتائج هذا التقدير ضمن عملية صنع القرار الإستراتيجي والتشغيلي، بما يعزز من قدرة المصارف على التكيف مع التحولات البيئية وتقليل الانكشاف لمخاطر محتملة تؤثر على استمراريتها.
  4. ضرورة نشر وتعزيز ثقافة المخاطر المتعلقة بالمناخ بين الوحدات الاقتصادية وشرائح المجتمع المختلفة، ودعمها من قبل الجهات التنظيمية، بما في ذلك البنك المركزي، بالنظر إلى تأثيرها الجوهري في الاستقرار المالي والاقتصادي، ولاسيما في السياق العراقي الذي يواجه تحديات مناخية وبيئية متزايدة.

Comments are disabled.