زواج القاصرات

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (أستعمال أنموذج الانحدار اللوجستي المكاني لتحليل ظاهرة زواج القاصرات في العراق لعام 2021  )  في تخصص الاحصاء للطالبة ( اباء صلاح مهدي ) بأشراف  أ.م.د.اسماء نجم عبد الله

تتناول هذه الدراسة موضوع زواج القاصرات ، اذ يُعد العراق من الدول التي تواجه ظاهرة انتشار زواج القاصرات، وشهدت هذه الظاهرة انتشاراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي مر بها العراق، لذا تتطلب دراسة ظاهرة زواج القاصرات تحديد الأنموذج الإحصائي المناسب الذي يعكس طبيعة هذه الظاهرة، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة زواج القاصرات في العراق بأستعمال أنموذج الانحدار اللوجستي الذاتي المكاني لما للظاهرة من أبعاد اجتماعية وجغرافية متداخلة، اعتمدت الدراسة على بيانات المسح المتكامل للأوضاع الاجتماعية والصحية للمرأة في العراق لعام 2021 (I-WISH-II)

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:

  1. أظهرت نتائج الدراسة أن أستعمال أنموذج الانحدار اللوجستي الذاتي المكاني يعد أكثر ملاءمة لتحليل ظاهرة زواج القاصرات في العراق مقارنةً بالأنموذج التقليدي للانحدار اللوجستي غير المكاني، يعود ذلك إلى وجود اعتماد مكاني موجب ذي دلالة إحصائية لظاهرة زواج القاصرات بين المحافظات في العراق.
  2. تم أستعمال طريقتي الإمكان الأعظم وبيز لتقدير معلمات أنموذج الانحدار اللوجستي الذاتي المكاني، ولتحديد أفضل طريقة من حيث دقة التقدير، تم إجراء مقارنة بين الطريقتين بأستعمال معيار جذر متوسط مربعات الخطأ (RMSE) ومعيار متوسط الخطأ المطلق (MAE)، أظهرت نتائج المقارنة أن طريقة تقدير بيز (Bayesian Estimation) كانت هي الأفضل في تقدير معلمات الأنموذج مقارنة بطريقة الإمكان الأعظم (Maximum Likelihood)، إذ قدمت نتائج أكثر استقراراً، مما يدل على أداءً أفضل من حيث دقة تقدير معلمات الأنموذج.
  3. وجود الاعتماد المكاني يشير إلى أن الظاهرة لاتنتشر بشكل عشوائي، بل تتأثر بالعوامل المكانية والاجتماعية المرتبطة بالموقع، لذلك من الضروري وضع استراتيجيات وخطط تأخذ هذا البعد المكاني بنظر الاعتبار لتحقيق أفضل النتائج.
  4. أظهرت نتائج اختبار Wald أن هناك مجموعة من المتغيّرات التي تؤثر تأثيراً معنوياً على انتشار ظاهرة زواج القاصرات، ومن أهم هذه المتغيّرات (المستوى التعليمي للفتاة ،الوضع الاقتصادي ، العادات والتقاليد ، إصرار الأهل ، رغبة الفتاة ، اتخاذ قرار الزواج ، بالإضافة إلى مجموعة من المهن للزوج (مثل مهن القوات المسلحة ، المهن الأولية ، بدون عمل)، ومكان الإقامة (حضر ، ريف)، مما يشير إلى أهمية هذه العوامل في تفسير انتشار الظاهرة.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :

  1. نظراً لوجود الاعتماد المكاني، نوصي بتصميم برامج مكافحة الظاهرة بناءً على “التجمعات المكانية (Spatial Clusters)” فالمحافظات ذات المعدلات المرتفعة تحتاج إلى وضع خطة مكثفة ومشتركة تعالج ارتفاع انتشار الظاهرة في هذه المحافظات.
  2. نوصي الباحثين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية بأستعمال النماذج المكانية وطريقة التقدير البيزي، إذ أظهرت في هذه الدراسة قدرتها العالية على تحليل العلاقات المعقدة التي يصعب تحديدها بأستعمال النماذج التقليدية.
  3. إقامة آليات تعاون بين المحافظات المجاورة لمكافحة الظاهرة، وذلك من خلال تبادل الخبرات وتنظيم حملات توعية مشتركة، ومراقبة حركة انتقال الأسر بين المحافظات للحد من استغلال القوانين أو التحايل عليها.
  4. التأكيد على تطبيق القوانين التي تمنع زواج القاصرات، والعمل على توحيد سن الزواج في قانون الأحوال الشخصية بما ينسجم مع المعايير الدولية، مع الأخذ بنظر الاعتبار الخصوصية المكانية للمناطق التي تنتشر فيها الظاهرة.

Comments are disabled.