الطالب : محمد حسين ناظم المشرف أ.د. غني دحام تناي
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص ادارة الاعمال للطالب ( محمد حسين ناظم ) عن دراسته الموسومة ” دور ممارسات ادارة الموارد البشرية الالكترونية في استدامة رأس المال المعرفي – بحث ميداني في جامعة بابل “.
تعتبر الموارد البشرية الثروة الأساسية التي يتوقف مستقبل التنمية الشاملة على تطويرها، وخاصة في المجال الاداري، وقد أصبح استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصال عنصرا أساسيا في تنميتها، ولاسيما في المنظمات التي أصبحت تهدف إلى بث المعرفة والوعي لدى موظفيها من جهة، وإلى صقل القدرات والمهارات وزيادة الفاعلية وتحسين الأداء والانتاجية من جهة ثانية، وهو ما أدى إلى ظهور إدارة الموارد البشرية الالكترونية كتوجه ونمط جديد يقوم على الاستعمال الواعي لتقنيات المعلومات والاتصال في ممارسات الموارد البشرية.
ومع ظهور اقتصاد المعرفة وتصاعد أهمية المعلومات، وتعاظم دور المعرفة كوحدة إنسانية للثورة القائمة على الأفراد وخبراتهم وقدراتهم على الابتكار وتوليد المعرفة الجديدة، فإن اكتشاف آخر اخذ طريقه إلى مركز الاهتمام والحديث عنه على نحو متزايد وهو موجودات المعرفة أو ما يعرف عند الإداريين برأس المال المعرفي والتي يعتبر اليوم قاعدة الثروة وهو التدفق الحيوي للقيمة وللأفكار والمنتجات والخدمات الجديدة.
حيث تعتبر إدارة رأس المال المعرفي أمر بالغ الأهمية والقدرة على تطوير والاحتفاظ بالموظفين يشكل تحدياً كبيراً لخبراء الموارد البشرية، وهذا التحدي فرض على إدارة الموارد البشرية مهمات جديدة، لعل أهمها وأكثرها حرجا هو جذب واستقطاب نوعية جديدة من الموارد البشرية تتميز بدراية ومعرفة عالية، وقدرة متميزة، وما يساعد ذلك اعتماد توجه إلكتروني لإدارة الموارد البشرية والتي تقدم حلول تقنية تغطي المهام المتعددة لوظيفة الموارد البشرية.
و يهدف البحث الى ابراز دور ممارسات إدارة الموارد البشرية الالكترونية في استدامة رأس المال المعرفي باعتباره أحد عوامل نجاحها، وكذلك تشخيص وتفسير العلاقة بين متغيرات البحث وابعادها.
وتتجلى مشكلة البحث من ان جامعة بابل تطبق بعض ممارسات إدارة الموارد البشرية الالكترونية وليس بشكل متكامل ولم تجري عملية تقييم لمستوى تطبيقها والمشكلات التي تواجهها فضلاً عن مدى انعكاس هذه الممارسات على رأس المال المعرفي واستدامة في الجامعة.
وتبرز أهمية البحث كونه يهتم بالجوانب الالكترونية وتحقيق الميزة التنافسية للمنظمات من خلال تقليل التكاليف، واعتمدت الاستبانة كأداة لجمع البيانات والمعلومات اذ تم توزيع (150) استبانة وكان الصالح منها (135) استبانة واستبعدت (15) استبانة.
واعتمد البحث فرضيتان رئيستان انبثق عنها سبع فرضيات فرعية خضعت لاختبارات إحصائية، واستعمل الباحث البرنامج الاحصائي الجاهز (Spss) ومجموعة من الأساليب الإحصائية لتحليل البيانات منها (الوسط الحسابي، والانحراف المعياري، ومعامل الارتباط سبيرمان، معامل الاختلاف، ومعادل الانحدار البسيط، وتحليل العاملي الاستكشافي).
وتضمن البحث الحالي أربعة فصول تناول الأول منها منهجية البحث والدراسات السابقة وتضمن مبحثين خصص الأول لمنهجية البحث والثاني الدراسات السابقة، فيما عرض الفصل الثاني الجانب النظري بثلاثة مباحث، اذ عرض المبحث الأول ممارسات إدارة الموارد البشرية الالكترونية، فيما عرض المبحث الثاني استدامة رأس المال المعرفي، وركز المبحث الثالث على العلاقة بين ممارسات إدارة الموارد البشرية الالكترونية واستدامة رأس المال المعرفي من الجانب النظري، وتضمن الفصل الثالث الجانب العملي بثلاثة مباحث خصص المبحث الأول اختبار أداة القياس، وتناول المبحث الثاني وصف استجابات العينة لمتغيرات البحث، والمبحث الثالث خصص لاختبار فرضيات البحث وتفسير النتائج وتحليلها، وتضمن الفصل الرابع مبحثين الأول منها الاستنتاجات والمبحث الثاني التوصيات والمقترحات.
وكانت أبرز الاستنتاجات التي توصل اليها البحث، هي ان جامعة بابل تتبنى بعض ممارسات إدارة الموارد البشرية الالكترونية وهذا واضح من خلال نتائج التحليل العملي، مما يعزز توجه الجامعة نحو الاعمال الالكترونية في اغلب وظائفها.
اما اهم التوصيات التي أشار اليها البحث هي وضع الخطط والبرامج التدريبة المناسبة لتثقيف العاملين حول المفاهيم الاكاديمية لمتغيرات البحث، والنتائج الإيجابية من استعمالها، ومالها من مزايا تخفيض التكاليف والحفاظ على بيئة العمل.