تمت مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( عبد الحسين كاظم زوري ) عن بحثه الموسوم ( ترشيد الموارد المالية وتأثيرها في اداء ادارة البلديات – بحث تطبيقي ) ، وتألفت لجنة المناقشة من الاعضاء الافاضل:
• استاذ مساعد دكتور اياد طاهر محمد – كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد : رئيسا.
• استاذ مساعد دكتورة سناء عبد الرحيم سعيد – كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد : عضوا.
• استاذ مساعد دكتور سعدي احمد – كلية الادارة والاقتصاد / جامعة كربلاء :عضوا.
• استاذ دكتور ارشد فؤاد مجيد – الكلية التقنية الادارية : مشرفا.
تعد الموارد المالية في البلديات محدودة ، وبالمقابل يوجد ازدياد في الحاجة الى تقديم الخدمات العامة للسكان في المدن والمناطق الحضرية خلال العقود الاخيرة . وقد اثر ذلك في تقليل تقديم تلك الخدمات كماً ونوعاً من البلديات للسكان ، ولا سيما بعد الازمة المالية العالمية في عام (2008) وانهيار اسعار النفط الخام منذ عام (2014) ولحد الان .
لذلك اصبح ترشيد الموارد المالية البلدية ضرورياً من اجل تقليل النفقات غير الضرورية وايقاف الهدر من دون تعسف او تضييق شديد في الانفاق ، عن طريق الغاء الاقسام والشعب والوحدات التنظيمية الزائدة ، او دمج الاقسام والشعب والوحدات التنظيمية الضرورية المتقارية بوظائفها وتنظيم الانشطة التشغيلية والاستثمارية واستغلال الموارد البشرية والمادية الذاتية . وكذلك يسهم تعديل الرسوم واجور تقديم الخدمات البلدية والتركيز على توفير المبالغ اللازمة للمستلزمات الخدمية في الموازنات التشغيلية ، فضلاً عن تعظيم الايرادات الذاتية واستمرار تدفقها وتنويع مصادرها في تحسين اداء ادارة البلديات وتقديم خدمات بكمية ونوعية مقبولة للسكان .
وفي مدينة كبرى كالعاصمة بغداد تقدم امانة بغداد الخدمات العامة لسكان مدينة بغداد من دون اي تعاون او شراكة مع البلديات المحيطة بمدينة بغداد ، التي تقدم الخدمات العامة لسكان مراكز الاقضية والنواحي الحضرية المحيطة بمدينة بغداد .
ولا تزال الموارد المالية في امانة بغداد والبلديات المحيطة بمدينة بغداد تعتمد بشكل كبير على التخصيصات والتعزيزات المالية للحكومة المركزية ، المتأتية من وزارة المالية والتخصيصات المالية المحلية المتأتية من محافظة بغداد . وتشكل الايرادات الذاتية جزءاً ضئيلاً من الايرادات الكلية . وتشكل نفقات المستلزمات الخدمية نسبة اقل من نسبة نفقات الرواتب والاجور في النفقات التشغيلية مما يؤثر ذلك في تقديم الخدمات العامة كتجميع وطمر النفايات العامة وصيانة الشوارع . ولم تعتمد تلك الدوائر والمؤسسات البلدية سياسة ترشيد الموارد المالية بمبادرة ذاتية منها ، وانما كانت تقلل نفقاتها التشغيلية بحسب التخصيصات والتعزيزات المالية المتأتية اليها من وزارة المالية . لذلك فانه عندما اقرت وزارة المالية سياسة الترشيد بشكل واضح منذ عام (2014) نتيجة الانخفاض الحاد في الايرادات النفطية والزمت الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة بتنفيذها ، فانه قد انعكس ذلك بشكل نسبي في ترشيد النفقات وتعظيم الايرادات وازدياد نسبة التمويل الذاتي . واثر كل ذلك بشكل نسبي في تحسين كفاءة اداء ادارة البلديات ، ولا سيما في الدوائر البلدية لامانة بغداد من خلال ازدياد هامش الفائض التشغيلي بين الايرادات والنفقات .
ويهدف البحث الى امكانية استعمال النسب والموشرات المالية لبيان مدى اداء ادارة المؤسسات والدوائر البلدية في امانة بغداد وبلديات محافظة بغداد. وكذلك يهدف البحث لبيان امكانية اعتماد دمج البلديات المتجاورة والمتجانسة وتقليص حجوم الدوائر والمؤسسات البلدية ، واعتماد اسلوب تقديم الخدمات المشتركة بين البلديات كخيار رئيس لترشيد الموارد المالية البلدية واعتماد اساليب التخطيط الحضري والاقليمي لحل كثير من مشاكل النمو الحضري كالسكن والتخلص ومعالجة النفايات التي تعاني منها الدوائر البلدية لامانة بغداد في الوقت الحاضر ، ودراسة امكانية معالجتها من امانة بغداد بالتنسيق والتعاون مع وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة ومحافظة بغداد ومجلس محافظة بغداد ومديرية بلديات بغداد .
وتوصل البحث الى أن ترشيد الموارد المالية يعد ضرورياً للدوائر والمؤسسات البلدية وينبغي ان تمارسه باستمرار بشكل طوعي ، وليس استجابة فقط لسياسة الترشيد الالزامية التي تقر من الحكومة المركزية ووزارة المالية عند انخفاض الايرادات النفطية . واثبتت اغلب الاختبارات الاحصائية باعتماد انموذج الانحدار الخطي وتحليل البيانات باستعمال برنامج حزمة البرامج الاحصائية (SPSS)انه يوجد تأثير ذو دلالة احصائية معنوية لنسبة ترشيد النفقات ونسبة تعظيم الايرادات ونسبة التمويل الذاتي في كفاءة اداء البلديات ، وانه لا يوجد تأثير ذو دلالة احصائية معنوية لنسبة ترشيد النفقات ونسبة تعظيم الايرادات ونسبة التمويل الذاتي في فاعلية اداء البلديات عند دراسة التغيرات في النفقات والايرادات بين سنة واخرى وانه يوجد تأثير ذو دلالة احصائية معنوية لنسبة ترشيد النفقات ونسبة تعظيم الايرادات ونسبة التمويل الذاتي في فاعلية اداء البلديات عند دراسة التغيرات في النفقات والايرادات طوال سنوات الدراسة (2015-2011) . وهذا يؤشر ضرورة ان يكون توازن بين الكفاءة والفاعلية من اجل تقويم الاداء وتحسينه.
ويتم تحسين فاعلية الاداء بالتركيز على جعل نفقات المستلزمات الخدمية في النفقات التشغيلية الكلية تصرف فعلاً لتقديم الخدمات ولا سيما نفقات الخدمات الاساسية كتجميع وطمر النفايات وصيانة خطوط الماء والمجاري ، وان تكون تلك النفقات مقاربة لنفقات المستلزمات الخدمية المخططة التي تلبي حاجات ورضا السكان وتحقق تقديم خدمات عامة مستمرة بجودة مقبولة . وان تحقيق فاعلية الاداء يتطلب توفير رقابة ذاتية بلدية ومحلية ومركزية على تقديم الخدمات ولا سيما من دوائر واقسام وشعب التخطيط والمتابعة والتخطيط والتدقيق عن طريق الزيارات الميدانية والكشف الموقعي والمشاهدات العينية واعتماد التغذية العكسية والسماع والاستجابة السريعة لراي وطلبات السكان والتحري عن مدى تطبيق معايير جودة تقديم الخدمات ومدى الالتزام بالمواصفات المطلوبة ، وعدم الاكتفاء بالمتابعة والتدقيق المكتبي للمستندات والوصولات المالية ومحاضر انجاز الاعمال والنشاطات الخدمية المقدمة من الاقسام والشعب التنفيذية.