الطالبة : شيماء ياسر كاظم      المشرف : م.د. هالة حمد ماجود

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( شيماء ياسر كاظم ) عن دراستها الموسومة ” التقييم المؤسسي وفق نموذج التميز الاوربي (EFQM ) لمؤسسات الدولة العراقية – دراسة حالة في الامانة العامة لمجلس الوزراء “.

يعد التميز من المواضيع التي تناولتها العديد من الدراسات الأجنبية والعربية، سواًء على المستوى الفردي أو على المستوى المؤسسي، ذلك نتيجة الظروف والتحديات التي تواجه تلك المؤسسات المتمثلة بالمنافسة الشديدة لزيادة الحصة السوقية والانفتاح على الأسواق العالمية والعولمة، الأمر الذي جعل المؤسسات جميعها تعمل جاهدة لكي تتطور وتبلغ درجات متقدمة من التميز من أجل ضمان البقاء أو الاستمرار والابتعاد عن هاجس الزوال.

وتهدف عملية التقييم المؤسسي إلى التعرف على مدى قيام المؤسسة بتحقيق الأهداف والخطط الموضوعة من قبل الإدارة العليا، ومدى تحقيق تلك الأهداف من عدمه، فالتقييم هي عملية تتصف بأنها استمرارية الهدف منها استخلاص النتائج التي يجب أن تتبعها الإدارة من أجل تصحيح الانحرافات والعمل على تحسين أداء المؤسسة خلال مدة زمنية وجيزة.

وتركز أغلب المؤسسات اليوم بشكل دقيق على التميز الذي يعتمد على معايير ومواصفات عالمية، فضلاً عن النماذج التي تم تطبيقها في الدول المتقدمة والنامية أيضاً، ومن هذه النماذج التي تسهم في البناء الإداري المتكامل للمؤسسة نموذج التميز الأوربي الصادر عن مؤسسة الجودة الأوربية ( European Foundation for Quality Management ) (EFQM )، والذي أصبح من النماذج العالمية المعتمدة في قياس مستوى التميز في المؤسسة، والمطبق في دول الاتحاد الأوربي، فضلاً عن تطبيقه في دول الأمارات العربية المتحدة.

اذ سعى البحث الحالي على تسليط الضوء على تطبيق الإنموذج الأوربي للتميز (EFQM) في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ونظراً لأهميتها ومكانتها ودورها الفاعل في تقييم أداء الحكومة العراقية، ظهرت الحاجة الى تقييم الأداء المؤسسي لها، ومدى تحقق التميز آخذين بعين النظر الانفتاح الكبير واشتداد المنافسة الحكومية والتطور العالمي لأنظمة التقييم المبنية على أُسس ومعايير صحيحة, فقد أصبحت المنظمات تسعى للاعتماد على استراتيجيات التفوق وذلك من خلال تركيزها على الأداء المؤسسي، بعيداً عن كل عشوائية تؤدي الى انحدار مستوى الأداء المطلوب.

لذا كان هدف البحث يصب في تقييم الأداء المؤسسي للأمانة العامة لمجلس الوزراء وتطويره. فضلاً عن تشخيص الآلية التي من الممكن تطبيقها لتحقيق التميز على وفق المعايير المعتمدة حالياً، والدرجة المتحققة من التنفيذ الفعلي.

وقد تم اختيار الأمانة العامة لمجلس الوزراء مجالاً لإجراء البحث، وصممت قوائم الفحص (Checklists) لجمع البيانات عن تقييم الأداء المؤسسي بتطبيق معايير الإنموذج الأوربي للتميز، لأن معطيات الأنموذج تتلاءم مع حاجات مجتمع البحث ورغباته، ومن خلاله يمكن تحديد مواطن القوة للمحافظة عليها ومكامن الفرص لاستغلالها ومجالات الخلل لتحجيمها، وإجراء ما يلزم لتحسين الأداء وإمكانية مقارنة المنفذ منه والنتائج المتحققة مع الأداء المستهدف والنتائج المطلوبة , وقد تم استخدام مخطط باريتو لتوضيح منحنى نسب التطبيق والتوثيق لكل معيار من معايير التميز الأوروبي.

وكانت هناك فجوة كبيرة في معيار نتائج الموارد البشرية ونلاحظ ايضاً إن أعلى النقاط كانت في معيار نتائج الأداء الرئيسة ثم معيار القيادة, السياسة والاستراتيجية, نتائج الزبائن، بينما كانت نتائج معيار لموارد البشرية هي الأقل مما يعكس عدم الاهتمام باستعمال مؤشرات الأداء ذات العلاقة بكفاءات ومهارات الموارد البشرية ومهاراتهم، لأن التقييم الوحيد المعتمد يستعمل لأغراض العلاوة والترفيع فقط.

ولغرض الإحاطة بالموضوع سوف يتم تقسيم البحث الحالي إلى أربعة فصول، يتضمن الباحث في الفصل الأول الجانب المنهجي من البحث مبيناً مشكلة وفرضية البحث التي بُني عليها وأهميته والهدف منه، فضلاً عن توضيح منهجيته والأسلوب الذي سوف يعتمده الباحث، وأهم الوسائل الإحصائية المستعملة فيه، إما المبحث الثاني يتضمن الجهود المعرفية السابقة التي تتضمن متغيري البحث وتوضيح لأهم الفوائد من تلك الجهود.

إما الفصل الثاني فسوف يتضمن الجانب النظري من البحث موضحاً الاطار النظري لمتغيري البحث وفق مبحثين، ويأتي المبحث الثالث ليوضح العلاقة بين متغيري البحث، إما الفصل الثالث سوف يتناول الجانب العملي من البحث، إذ يسلط الضوء على النتائج الإحصائية التي توصل إليها الباحث من خلال الدراسة التحليلية، ويأتي الفصل الرابع بأهم الاستنتاجات والتوصيات التي خرج بها البحث

 

اما اهم استنتاجات البحث كانت في إمكانية تطبيق نموذج التميز الأوروبي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وان استعمال هذه النماذج يسمح للمؤسسات من تطوير أدائها ويؤشر مكامن الخلل فيها مما يجعل عملية التحسين والتطوير محدده وسهله كونه يركز على جوانب معينة للوصول بالمؤسسات للأداء المتفوق.

وان اهم التوصيات التي جاء بها البحث :

  1. أن تتوافق الخطة الاستراتيجية مع الأهداف الحكومية والبرنامج الحكومي العام.
  2. صياغة أنموذج للمعايير يعد كجائزة وطنية عراقية للجودة والتميز مشابهة للجوائز العالمية والعربية تمنح للوزارات والدوائر التي تعتمد تلك المعايير.
  3. تهيئة بيئة متطورة تدعم الإبداع ويستفاد منها في عملية التحسين المستمر.
  4. أعمام تجربة الأمانة العامة على باقي مؤسسات الدولة العراقية.

 

 

Comments are disabled.