الطالب: محمود جميل عواد المشرف : أ.د. صلاح الدين عواد كريم
تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة للطالب(محمود جميل عواد ) بأشراف أ. د. صلاح الدين عواد كريم عن رسالته الموسومة (تأثير القدرات الديناميكية للمنظمة في التجديد الاستراتيجي – بحث ميداني ).
تناول البحث موضوع القدرات الديناميكية التي تمثل القلب النابض للمنظمات الذي يضمن بقائها مستمرةً و يحركها باتجاه المستقبل لترسم ملامحه كيف تشاء منفردة بما تتيحهٌ لها هذه القدرات من مزايا لا يمتلكها غيرها ، ولما لها من اهمية بالغة في المنظمات كافة ولاعتماد قادة المنظمات عليها بصورة كبيرة عندما يتعلق الامر باستراتيجياتها الموضوعة التي تعمل على تجديدها بصورة مستمرة ، وبناءً على ما ورد من اهمية لـ(القدرات الديناميكية والتجديد الاستراتيجي) تم اعتمادهما كمتغيرين للبحث متخذين من قطاع التعليم العالي في العراق ميداناً لها كون قطاع التعليم من القطاعات المهمة والمحورية في الدولة فهو الذي يمثل المستوى العلمي والثقافي لها بما يمتلكه من خبرات وكفاءات اكاديمية وعلمية فضلاً عن مخرجاته من الطلبة الذين يشكلون العمود الفقري للوزارات ودوائر الدولة كافة بمرافقها الصحية والهندسية والقضاء …الخ ، فضلاً عن مخرجاته العاملة في القطاع الخاص ، وتم اختيار جامعة الفلوجة مكاناً للتطبيق كونها من الجامعات المستحدثة في العراق فضلاً عن ذلك تمتلك الجامعة قدرات جيدة وتسعى للحاق بالجامعات العراقية وصنع مكانة لها بين الجامعات العربية والعالمية بما تملكه من خبرات وكفاءات في مجال البحث العلمي معتمدة على طاقاتها الشابة وما تمتلكه هذه الطاقات من روح المغامرة والتحدي لصنع مكانتها التي رسمتها ، فضلاً عن كون الباحث احد منتسبيها.
و يهدف البحث الى بيان مدى تأثير القدرات الديناميكية بأبعادها (قدرات الاستشعار ، قدرات التعلم ، قدرات اعادة التشكيل) كمتغير تفسيري في التجديد الاستراتيجي بأبعاده (الانتعاش ، التشبيب المغامرة ، اعادة الهيكلة) كمتغير مستجيب لغرض الوصول الى آليات مناسبة تمكن جامعة الفلوجة من استغلال قدراتها الديناميكية في تحقيق التجديد الاستراتيجي المطلوب ، اذ اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي في إنجاز بحثه ، وقد تم اختيار عينة قصدية بلغت (65) شخصاً من القيادات العليا للجامعة متمثلةً بـ ( السيد رئيس الجامعة ، مساعدي رئيس الجامعة العلمي والاداري ، عمداء الكليات ، معاونو العمداء ، مدراء الاقسام ، رؤساء الاقسام) من مجتمعها البالغ (70) شخصاً وقد تم الاعتماد على الاستبانة كأداة رئيسة في جمع البيانات ، فضلاً عن اعتماد الباحث على البيانات كأداة ثانوية في تعزيز نتائج الاستبانة ، وكذلك تم تعزيز الاجابات عن طريق الملاحظة والمقابلات الشخصية التي اجراها الباحث مع بعض افراد عينة البحث ، وقد تم معالجة وتحليل البيانات وفق البرنامج الاحصائي ((Spss-v19 ، باستعمال مجموعة من الوسائل الاحصائية مثل (الوسط الحسابي الموزون ، الانحراف المعياري ، الاهمية النسبية ، معامل التحديد () ، معامل الاختلاف ، معامل ارتباط الرتب (بيرسون) ، اختبار(F) ، اختبار (Z) ، اختبار (T) ، اختبار الثبات ، وتحليل الانحدار الخطي البسيط والمتعدد).
تكمن أهميه البحث بأنه كيف يمكن للجامعة ان تحصل على خبراء( تدريسين او موظفين) ذوي خبرات ومهارات عالية في التخطيط واستشراف المستقبل والتنفيذ من اجل دراسة وبناء قدرات ديناميكية تمكنها من القيام بالتجديد الاستراتيجي بطريقة صحيحة وفاعلة ، ومن هنا يمكننا القول بان اهمية البحث تتمثل في النقاط الاتية:
- حداثة المتغيرات التي تناولها بالنسبة للعراق كون هذين المتغيرين (القدرات الديناميكية والتجديد الاستراتيجي) لم تحظى بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين على المستوى العراقي والعربي وما زالت الكثير من جوانبها غير معروفة ، ويتوقع الباحث انه سيوضح من الجدل الكثير حول متغيري البحث وعلاقة احدهما بالأخر.
- يمثل هذا البحث مساهمة في زيادة الاثراء الفكري والمعرفي لمتغيراته ، فضلاً عن كونه يسهم في دعم الدراسات المستقبلية في هذا المجال والتي قد تصل الى نتائج جديدة فيما بعد.
- يعد مرشدا للمديرين في القطاع المبحوث حول كيفية توظيف القدرات الديناميكية لجامعتهم من اجل تعزيز انشطة التجديد الاستراتيجي.
- مساعدة المنظمة موضوع البحث في التعرف على مدى القدرات التي تمتلكها وانواعها وكيفية الاستفادة منها في تعزيز انشطة التجديد الاستراتيجي الخاصة بها وبخططها المستقبلية.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- ان ادارة جامعة الفلوجة استطاعت استعمال قدرات الاستشعار التي تمتلكها عن طريق (تشخيص الفرص والتهديدات ، ورصد القدرة) في تعزيز فرص ادخال التجديد الاستراتيجي لكلياتها واقسامها في مجالات التشبيب (اعادة الشباب) والانتعاش والمغامرة واعادة الهيكلة.
- استطاعت ادارة الجامعة استخدام قدراتها في تشخيص الفرص والتهديدات من خلال مراقبة وتوقع الاتجاهات التكنولوجية للاستفادة منها في معرفة نواحي القوة والضعف المحيطة بها والتي كان لها دور مهم في تعزيز نقاط القوة الخاصة بها التي تمتلكها واكمال عمليات التجديد الاستراتيجي الذي تحتاجها في الوقت المحدد.
- تبين ان ادارة الجامعة استطاعت استعمال قدراتها في مجال رصد القدرات من خلال التحقق من جودة قدراتها الوظيفية مما اسهم في تعزيز تجديد استراتيجيات الجامعة ، الا انه كان لديها ضعف واضح في مجالات اعادة الهيكلة.
- ان ادارة جامعة الفلوجة استطاعت استخدام قدرات التعلم التي تمتلكها من خلال (خلق المعرفة ، اكتساب المعرفة ، ونشر ومشاركة المعرفة) بشكل ملحوظ في تعزيز فرص ادخال التجديد الاستراتيجي الذي تحتاجه كلياتها واقسامها.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة قيام ادارة جامعة الفلوجة بالاستفادة من طبيعة العلاقة بين القدرات الديناميكية التي تمتلكها من خلال قدرات الاستشعار في تعزيز ممارسات التجديد الاستراتيجي للجامعة من خلال انشاء اقسام ووحدات مستقلة تُعنى بدراسة البيئة الخارجية والداخلية للمنظمة لمعرفة اخر التطورات والتغيرات التي تطرأ فيها لغرض الاستفادة من الفرص التي تتاح لها بسرعة او تنبيه الجامعة في حالة وجود التهديدات لغرض معالجتها والتقليل من اثارها.
- يجب على ادارة الجامعة الاستفادة من قدراتها في تشخيص الفرص والتهديدات لغرض تعزيز عمليات التجديد الاستراتيجي الخاصة بها ، كون التشخيص الصحيح يتيح لها وضع الاليات الصحيحة للتنفيذ ويقلل من الاخطاء والهدر في الوقت والجهد والمال.
- يجب على ادارة الجامعة الاستفادة من قدراتها المرصودة لغرض معالجة وتعزيز نواحي الضعف الواضحة في اليات اعادة الهيكلة الخاصة بالجامعة وكلياتها واقسامها وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات التي تمتلكها الجامعة والعمل على تشكيل لجان ذات مستوى عالي في التخطيط المستقبلي والدراسات الاستراتيجية تتولى على عاتقها دراسة حاجة المجتمع لمخرجاتها من الطلبة وما هي الاختصاصات التي يكون المجتمع بحاجة لها.
- ضرورة قيام ادارة الجامعة بالاستفادة من طبيعة العلاقة القوية التي تمتلكها من قدرات التعلم في تعزيز ممارسات التجديد الاستراتيجي لكلياتها واقسامها عبر التعلم وذلك من خلال ارسال التدريسين والموظفين في دورات تدريبية خارج الجامعة وداخلها لتعزيز قدراتهم الوظيفية في مجال العمل الاداري والفني وكيفية استخدام الوسائل الالكترونية الحديثة التي اصبحت الان من متطلبات ترصين تعليم الجامعات في العراق.