مدى تطبيق المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية ودورها في تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين الأداء في العراق
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير في تخصص المحاسبة للطالبة ( سهير موفق عبد الحسين ) عن بحثها الموسوم ( مدى تطبيق المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية ودورها في تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين الأداء في العراق ).
تعد معايير الرقابة الأداة التي تستند اليها الأجهزة العليا للرقابة في أداء عملها الرقابي وإصدار تقاريرها التي تعد الوسيلة التي تستخدمها لإعلام المستفيدين منها وأصحاب المصلحة في الوحدات الاقتصادية الخاضعة لرقابتها عن مستوى أداء تلك الوحدات وقدرتها على الاستخدام الكفوء للموارد المتاحة ، وحسن التصرف بالمال العام , وعليه أصبح من الضروري تطبيق المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية ، وبما يمكن الأجهزة العليا للرقابة من تحقيق آليات عملها بشكل أكثر كفاءة وفاعلية ، والذي ينعكس بالنتيجة النهائية تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين الأداء المنشود الذي بات يمثل مطلباً رئيساً للجميع في كل مكان وزمان.
وتتركز مشكلة البحث حول مدى تطبيق المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية من ديوان الرقابة المالية الاتحادي في العراق عند ممارسته لمهام الرقابة على الوحدات الاقتصادية الخاضعة لرقابته , وما لهذه المعايير من دور في تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين أداء الديوان من جهة وأداء الوحدات الخاضعة لرقابته من جهة أخرى , وعليه يهدف البحث إلى التعريف بالأجهزة العليا للرقابة المالية ومهامها ومسؤولياتها، والمعايير التي صدرت عنها , فضلاً عن القاء الضوء على مهام ونطاق عمل ديوان الرقابة المالية الاتحادي وأهدافه والأدلة الرقابية المعتمدة من الهيئات الرقابية التابعة له كما يهدف إلى بيان تفاصيل المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية ، ومدى تطبيقها من ديوان الرقابة المالية الاتحادي عند ممارسة أعماله الرقابية على الوحدات الاقتصادية الخاضعة لرقابته , فضلاً عن دور تلك المعايير في تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين أداء ديوان الرقابة المالية الاتحادي وأداء الوحدات الاقتصادية الخاضعة لرقابته.
وقد تم تصميم استبانة خاصة من ثلاثة محاور رئيسة لتحقيق اهداف البحث ، تضمنت العديد من الأسئلة التي وجهت إلى عدد من المسؤولين والعاملين في ديوان الرقابة المالية الإتحادي والهيئات التابعة له بشأن مدى تطبيق المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية ودورها في تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين الأداء.
وقد توصل البحث إلى جملة من الاستنتاجات أهمها أن هناك قصور في عدد ومضمون الأدلة الرقابية الصادرة عن ديوان الرقابة المالية الإتحادي في العراق مقارنةً بعدد ومضمون المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية الصادرة عن منظمة الأنتوساي وفي مجالات عديدة من بينها متطلبات معايير رقابة الأداء ومتطلبات معايير رقابة الإلتزام , فضلاً عن متطلبات معايير رقابة الجودة , إذ أن هناك تقدم بطيء ومحدود جداً لعملية تطوير الأدلة الرقابية الصادرة عن الديوان على وفق مستجدات البيئة المحلية مقارنةً بالمعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية التي تخضع للتعديل والتطوير المستمر , كما قدم البحث مجموعة من التوصيات تجلى أهمها في حث المسؤولين في ديوان الرقابة المالية الإتحادي ومن بينهم من يمثل الديوان في مجلس القواعد والمعايير المحاسبية والتدقيقية في العراق بضرورة التوافق مع المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية أو تبنيها , فضلاً عن توفير المتطلبات اللازمة لذلك.
ولتحقيق أهداف البحث فقد تم تقسيمه إلى أربعة فصول ، خصص الفصل الأول لعرض منهجية البحث ودراسات سابقة وفي مبحثين تناول الأول منهجية البحث، فيما ناقش الثاني دراسات سابقة ذات صلة بموضوع البحث وبيان الإسهامة التي قدمها البحث الحالي.
أما الفصل الثاني فقد كرَس للإحاطة بالإطار النظري للمعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية ومدى مساهمة تطبيقها في تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين الأداء وفي مباحث ثلاثة ، تطرق الأول إلى التعريف بالرقابة المالية وأهدافها وأنواعها، بينما ناقش الثاني المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية، اما الثالث فقد ركز على بيان العلاقة بين تطبيق المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية وبين تحقيق الإصلاح الإداري وتحسين الأداء.
ويأتي دور الفصل الثالث الذي خُصص لعرض الجانب العملي للبحث مشتملاً على ثلاثة مباحث، تناول الأول الأدلة الرقابية المطبقة في ديوان الرقابة المالية الاتحادي , فيما كُرس الثاني والثالث لعرض ومناقشة نتائج الاستبيان وتفسير الفرضيات.
وأختتم البحث بالفصل الرابع الذي ضم بين طياته مبحثين ، كرس الأول لعرض عدداً من الاستنتاجات التي توصل إليها البحث في جانبيه (النظري والعملي)، بينما قدم الثاني عدداً من التوصيات في ضوء ما سبقه من استنتاجات.