تأثير الرشاقة التنظيمية في الأداء العالي – بحث ميداني
تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة للطالبة ( ايناس نهاد كامل ) عن بحثها الموسوم ( تأثير الرشاقة التنظيمية في الأداء العالي – بحث ميداني ).
يتميز مجتمع اليوم بالبحث عن الرشاقة , وذلك ليس فقط للحالة الجمالية ، وإنما للحالة الصحية أيضاً ، وهذا بالنسبة للأشخاص لكن ماذا بالنسبة للمنظمات بصورة عامة ، ولاسيما المنظمات العراقية إذ تتميز منظماتنا بضخامة الهياكل التنظيمية ، وتعقيدها ، وكثرة عدد الموظفين فيها لدرجة يصعب معه أجراء تغييرات على الرغم من حاجتها إلية ، والبعض يرى الحل في دمج الوزارات مع بعضها أو تقليص عدد الموظفين ، ولكن هذا لا يجدي نفعاً مع ازدياد أعداد الخريجين الذين يبحثون عن وظائف ، ولكن ماذا لو أتبعت منظماتنا العراقية أحدى النماذج الإدارية الحديثة ، وهي الرشاقة التنظيمية إذ أنها تتيح للمنظمة القدرة على التكيف مع التغييرات غير المتوقعة ، وسرعة الاستجابة للفرص والتهديدات للبقاء على قيد الحياة في ظل البيئة التنافسية ، وحالة اللا تأكد في البيئة الخارجية.
أما الأداء العالي فأنه يحقق النمو المستدام والتحسين المستمر واستثمار أهم مورد في المنظمة ألا وهو الافراد عن طريق اندماجهم في مجموعات عمل متماسكة ، والعمل بشكل تعاوني للحصول على أفضل وأكفأ أداء ، لذلك يسعى البحث الحالي لوضع معالجات فكرية لمفاهيم موضوع الرشاقة التنظيمية والاداء العالي في عينة من المصارف الحكومية مجتمعاً للبحث ، وقد تجسدت مشكلة البحث بالإجابة على التساؤل الأساس الذي مفاده هل توجد علاقة ارتباط وتأثير بين الرشاقة التنظيمية والأداء العالي ، وما هو واقع كل من الرشاقة التنظيمية والاداء العالي في المصارف المبحوثة.
لذلك تبرز أهمية هذا البحث من أهمية هذه المتغيرات لكونها هدف تسعى المنظمات لبلوغه ، فضلاً عن كونها من المواضيع الحديثة التي تحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي ، لذلك يهدف هذا البحث إلى معرفة مدى تبني المصارف المبحوثة لمفهوم الرشاقة التنظيمية ، والاداء العالي فضلاً عن قياس والتعرف على علاقة الارتباط والتأثير بين ( الرشاقة التنظيمية والاداء العالي).
طبق البحث في عينة من المصارف الحكومية ، وشمل عينة من القيادات الادارية بلغ عددهم ( 120 ) فرداً وأستعمل البحث الأستبانة أداة رئيسة لجمع البيانات، وتضمنت ( 59) سؤال فضلاً عن برنامج المقابلات الشخصية ، وذلك لدعم أسئلة الأستبانة ، وتحقيق قدر أكبر من الواقعية.
وتم تحليل الأجابات للوصول الى النتائج النهائية للبحث عبر أستعمال مجموعة من الأساليب الأحصائية ( الوسط الحسابي، الأنحراف المعياري، معامل الأختلاف، معامل الأرتباط بيرسون، الانحدار الخطي المتعدد) ، وذلك من خلال برنامج (SPSS) ، وقد سعى البحث لأختبار عدد من
الفرضيات الرئيسة والفرعية المتعلقة بعلاقات الارتباط والتأثير بين متغيرات البحث، ، ولاسيما التساؤل الأساس ( هل هناك تأثير للرشاقة التنظيمية في الاداء العالي؟).
وقد توصل البحث الى أستنتاجات كان أهمها عدم أهتمام المصارف الحكومية بمتابعة تغييرات البيئة من حيث تحركات المنافسين من المصارف الأخرى كونهم جهة حكومية، وليست تنافسية مع الأخرين ، وكون رواتب الموظفين مستمرة ولاتتأثر بالمنافسة أو تحقيق الأرباح فضلاً عن ذلك يؤدي تبادل العاملين للمعرفة فيما بينهم أضافة لدخولهم الدورات التدريبية إلى زيادة قدراتهم للتعلم، ويعزى عدم أهتمام المصارف الحكومية بأدارة الجودة الشاملة بقلة الوعي لدى الادارات العليا بأهميتها في تحسين جودة الخدمة والمنتج.
وقد توصلت الباحثة الى مجموعة من التوصيات أهمها ضرورة سعي المنظمة المبحوثة إلى متابعة التغييرات البيئية أولاً بأول مثل التغييرات في تفضيلات الزبون أو متابعة التغييرات التكنولوجية الحديثة والسعي للتطوير والتحديث فضلاً عن الأهتمام بأدارة الجودة الشاملة من قبل المنظمة المبحوثة ، وذلك للوفاء بحاجات الزبون من خلال الألتزام بمبادىء التحسين المستمر للعمليات لزيادة رضا وولاء الزبون وزيادة ولاء العاملين ورضاهم وزيادة الكفاءة.
وقد تضمن هيكل البحث اربعة فصول، حيث تناول الفصل الاول مبحثين، الأول يركز على منهجية البحث ، والثاني يستعرض الدراسات السابقة ومجال الاستفادة منها، ،اما الفصل الثاني ضم استعراض الجانب النظري لمتغيرا ت البحث من خلال مبحثين، تضمن الاول مفهوم الرشاقة التنظيمية واهميتها وابعادها، فيما عرض الثاني الاداء العالي وابعاده ، و الفصل الثالث فقد خصص للجانب العملي للبحث وتضمن هو الاخر مبحثين، الاول لعرض النتائج وتحليلها والثاني لاختبار الفرضيات ، واخيراً اختتم البحث في الفصل الرابع والذي اشتمل على اهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة فضلا عن التوصيات والمقترحات.