الطالب: محمد قحطان حامد    المشرف :أ.د. عبد الرزاق ابراهيم عباس

 

تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة  للطالب (محمد قحطان حامد ) بأشراف أ. د. عبد الرزاق ابراهيم عباس عن رسالته الموسومة (تأثير القيادة الرؤيوية في تحقيق التسويق الإبتكاري بحث ميداني ).

يناقش البحث دور القيادة الرؤيوية في التسويق الابتكاري الذي يعد احد الموضوعات التي تفتح للمنظمات أفاقاً جديدة تمكنها من تحسين أدائها التسويقي  من جهة, والدخول في أسواق جديدة من جهة اخرى، وابتكار منتجات جديدة,  ليُصبح من أكثر المداخل الإدارية المعاصرة انتشاراً وتلبيةً لحاجة المنظمة في  تحقيق التنمية المستدامة, وعليه فأن هذه الدراسة تهدف الى بحث إمكانية تحقيق التسويق الابتكاري من خلال القيادة الرؤيوية.

إذ تسعى هذه الدراسة البحثية الى اكمال الدراسات السابقة في سعيها الى تقليص الفجوة من خلال تناول متغيرين مهمين الا وهما القيادة الرؤيوية والتسويق الابتكاري استكمالاً لما بدأه الكتاب والباحثون, ونظراً لعدم وجود دراسات عربية أم اجنبية اهتمت بدراسة العلاقة بين المتغيرين (القيادة الرؤيوية والتسويق الابتكاري) فقد سعى الباحث الى بيان العلاقة بين المتغيرين من خلال توضيح علاقة التأثير بين ابعاد القيادة الرؤيوية المتمثلة بـــــ(الرؤية, الاتصالات, التمكين) وابعاد التسويق الابتكاري المتمثلة بـــــ( تطوير تكنولوجيا التسويق, ايجاد قيمة الزبون, رفع قيمة الموارد, المخاطرة المحسوبة, التخيل الابتكاري, الإبداع المستدام) وتم تطبيق البحث في احدى المؤسسات العامة والتي تمثلت بالشركة العامة لصناعة الادوية والمستلزمات الطبية- سامراء, على الرغم من الاهمية التي يلعبها هذان المتغيران في بقاء واستمرار المنظمات, ولاسيما في القطاع العام الذي يعد واحد من القطاعات المهمة والمفصلية للدولة.

وقد تجسدت مشكلة البحث بالتساؤل الرئيس وهو ( ما مدى تأثير القيادة الرؤيوية في تحقيق التسويق الابتكاري ؟) في الشركة العامة لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية- سامراء.

تكمن اهمية البحث في كونه يمكن المنظمات من الحصول على قادة ذوي رؤى خاصة في التخطيط واستشراف المستقبل من اجل دراسة قدرات المنظمة ومعرفة كيفية القيام بالتسويق الابتكاري, إذ تتضح أهمية البحث من خلال بيان أهم المرتكزات الفكرية والفلسفية للمتغيرات الحالية للبحث (القيادة الرؤيوية, والتسويق الابتكاري ), وتنطبق أهمية البحث من جانبين هما:

  1. الاهمية العلمية: ترتكز الاهمية العلمية في بيان المرتكزات الفكرية والفلسفية لمتغيرات البحث الحالي(القيادة الرؤيوية, التسويق الابتكاري), إذ توضح اهم ما ذكرته الادبيات فيما يتعلق بمتغيرات البحث, ورفد المكتبات العلمية بدراسة حول القيادة الرؤيوية والتسويق الابتكاري, وفتح المجال للباحثين الاخرين للخوض في مفهوم القيادة الرؤيوية وعلاقتها بمتغيرات اخرى تعطي نتائج مثمرة للمنظمات.
  2. الاهمية العملية: للبحث اهمية كبيرة بالنسبة للمنظمة المبحوثة, من خلال توجيه المديرين في إنجاح القيادة الرؤيوية داخل المنظمة في سبيل تحقيق التسويق الابتكاري, والتعرف على قدرات المنظمة المبحوثة في مجال القيادة الرؤيوية من خلال تقديم جملة من الاستنتاجات والتوصيات, فضلاً عن معرفة مدى علاقات التأثير بين متغيرات البحث للإفادة منها في سبيل تحقيق اهداف المنظمة.

يهدف هذا البحث للتعرف على توافر قيادة رؤيوية ودورها في تحقيق التسويق الابتكاري, وتحليل العلاقة بين المتغيرين, وهنالك أهداف رئيسة عدة وهي كالاتي:

  • تحديد مستوى طبيعة القيادة الرؤيوية في المنظمة المبحوثة.
  • تحديد مستوى ممارسات التسويق الابتكاري في المنظمة المبحوثة.
  • بيان مدى تأثير القيادة الرؤيوية في تحقيق التسويق الابتكاري.
  • بيان مدى اهمية ابعاد المتغير المستقل في تحقيق التسويق الابتكاري.
  • فتح المجال امام الباحثين للانطلاق نحو دراسات وبحوث مستقبلية عن تأثير القيادة الرؤيوية وعلاقته بمتغيرات اخرى في مجالات تطبيقية اخرى.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  1. تبين ان هنالك ارتفاع في مستوى الاتصالات في الشركة المبحوثة على مستوى القيادة الرؤيوية, إذ يمتلك العاملون الوقت الكافي لتنفيذ الاوامر الصادرة من قياداتها العليا, وكما إن قنوات الاتصال بين العاملين وادارة الشركة تتسم بالحداثة والكفاءة, وهذا بدوره أن يسهم في تقليل الضغوطات الناتجة عن روتين العمل.
  2. ظهر ان هنالك مستوى مقبول من الرؤية في الشركة المبحوثة على مستوى القيادة الرؤيوية, إذ تبين وجود دور نسبي لفسح المجال امام المرؤوسين في وضع وصياغة رؤية واضحة للشركة تبين اهدافها المستقبلية.
  3. تبين ان هنالك انخفاض في مستوى التمكين في الشركة المبحوثة على مستوى القيادة الرؤيوية, في إعطاء الحرية الكافية للمرؤوسين لتبادل افكارهم معها وهذا بدوره يؤدي إلى إشعارهم بعدم الرضا عن الممارسات التي تقوم بها الشركة اتجاههم.
  4. تبين ان هنالك ارتفاع في مستوى الابداع المستدام في الشركة المبحوثة على مستوى التسويق الابتكاري, من خلال أنشاء فرق عمل وأتباع روح الفريق في إنجاز الاعمال والمهام وتنفيذ الاستراتيجيات الموضوعة من قبلها والتي تمثل الأهداف التي تسعى إليها الشركة.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث مجموعة من التوصيات :

  1. يجب على قيادة الشركة العمل على اشراك العاملين الجيدين في الاجتماعات المهمة لمجلس ادارة الشركة الخاصة بالإنتاج والتسويق والعمل على اخذ ملاحظاتهم بالحسبان لغرض منحهم الثقة لإنجاز اعمالهم دون تردد او خوف من الادارة العليا للشركة, وأن تعطي الاهتمام الكافي لعملية الاتصال بمختلف الاتجاهات داخل الشركة وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز التواصل بين الادارة والمرؤوسين, من خلال وجود اشخاص مختصين في هذا المجال لإدارة الاتصال والتنسيق بين مختلف اقسام الشركة والقيادة العليا.
  2. يجب على قيادة الشركة العمل على تعزيز الرؤية الخاصة بها من خلال إعطاء دور نسبي كبير لفسح المجال أمام المرؤوسين للمشاركة في وضع رؤية واضحة للشركة لتحقيق أهدافها المستقبلية, وهذا يتحقق ذلك عن طريق اجراء اعلانات خاصة عن الشركة والادوية التي تقوم بإنتاجها وفتح مراكز للبيع في محافظات العراق كافة, فضلاً عن العمل على منافسة المنتجات الاخرى للشركات الاجنبية من خلال وضع الية كيفية تسويق منتجاتها وتسعيرها وترويجها وتوزيعها لصالحها.
  3. على ادارة الشركة منح العاملين صلاحيات اوسع تمكنهم من انجاز الاعمال الموكلة اليهم بسهولة دون الرجوع الى الادارة العليا في كل صغيرة وكبيرة, وهذا بدوره يعزز من ثقة العاملين بأنفسهم ويولد لديهم انطباع بان اعمالهم مقدرة من قبل الادارة العليا, فضلاً عن ذلك ان تمكين العاملين سوف يسهم من تقليل الاجراءات العمودية وتقليل الروتين المتبع في الشركة, إذ انه من الضروري على الشركة ان تكون مرنة في إعطاء قدر كافي من الحرية للمرؤوسين تمكنهم من تبادل الافكار معها وهذا يؤدي إلى إشعارهم بالرضا عن الممارسات التي تقوم بها الشركة اتجاههم, من خلال اشراكهم في عملية اتخاذ القرارات التي تتخذها القيادات العليا أي ان يكون لهم دور استشاري في هذه القرارات والافكار وامكانية تنفيذها.

 

 

Comments are disabled.