الطالبة: تماضر عبد السيد مضموم        المشرف : أ.م. علاء دهام حمد

تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص الادارة العامة  للطالبة ( تماضر عبد السيد مضموم ) بأشراف أ.م. علاء دهام احمد ، عن رسالتها الموسومة (تأثير اليقظة الاستراتيجية في فاعلية فرق العمل- دراسة استطلاعية ).

وتطورت أنشطة اليقظة الاستراتيجية كوظيفة من الوظائف المهمة للإدارة العليا لمنظمات العصر الحديث, كونها نتيجة لظاهرة العولمة التي تعيشها منذ مدة وما افرزته من تحولات وتقلبات وتغيرات متواصلة ومتسارعة في بيئة عملها, فضلا عن اهميتها الكبيرة التي اكسبتها المعرفة والخبرة والتجديد, كأحد الموارد الاستراتيجية الرئيسة للمنظمات, اذ ترتكز اليقظة الاستراتيجية في الاساس على رصد المعلومات وتعقبها وجمعها واستعمالها بشكل استباقي وتوقعي, فظهرت في هذا المجال العديد من الدراسات الهادفة لتحديد معالمها الرئيسة وانعكاساتها في تطوير ادائها وفعاليتها في الامد القريب والبعيد على حد سواء, فالتعقيد البيئي المتزايد وتفاعله مع الانظمة المفتوحة جعلها تؤثر وتتأثر في بيئتها الخارجية مما دفعها لمحاولة التحسين المستمر والدائم لأدائها في ظل بيئة متغيرة باستمرار عبر التحول الى الاساليب الاكثر حداثة وفاعلية.

وتنبثق اهمية اليقظة الاستراتيجية من ارتباطها بالمورد البشري الذي يعد من اهم اصول المنظمات ومقوماتها واليه يعزى نجاح الاخيرة او فشلها, ولان اعتماد اسلوب فرق العمل يعد من الاساليب الحديثة في الفكر الاداري الذي تلجا اليه المنظمات المعاصرة المتطورة, اصبحت فرق العمل الفعالة متطلبا اساسيا لتحسين الاداء ومواجهة التحديات.

فعدم اليقين البيئي وما يكتنفه من مستويات عالية من الخطورة حدا بالفرق على ان تكون فعالة وسريعة الاستجابة والتكيف مع التغيرات والاحداث سواء اكانت متوقعة او لا. ومن هذا المنطلق يتبين الدور الرئيسي لليقظة الاستراتيجية في تغذية الفرق وضمن جميع وحدات المنظمة ومستوياتها, بما توفره من المعلومات الاستباقية عالية الجودة, لتستثمرها بدورها في تحقيق اعلى مستوى من الفاعلية والانجاز.

وتمثلت مشكلة البحث بدراسة اليقظة الاستراتيجية واهميتها, كونها تلعب دورا كبيرا في فاعلية فرق العمل اذا ما احسن استثمارها, اذ يؤكد الباحثون السابقون على اهمية العمل الجماعي ودوره في تحقيق الاهداف, وخاصة من ناحية الجودة والكمية والوقت, اذ تمثل فعالية فريق عمل المنظمة نقطة التحول الرئيسة. لذلك سعت الباحثة للإجابة عن التساؤل عن ماهية اليقظة الاستراتيجية ومدى امكانية توظيفها في فاعلية فرق العمل في المنظمات المستهدفة من خلال قياس العلاقة القائمة بينهما بأسلوب احصائي.

ويمكن تلخيص ابرز اهمية للبحث في الاتي:

  • تأطير نظري لمتغيري البحث بهدف تعريف دوائر وهيئات وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة باخر مستجدات مفهوم واهمية وخصائص ونماذج تطبيق (اليقظة الاستراتيجية, وفاعلية فرق العمل).
  • تشخيص مستوى اليقظة الاستراتيجية, اهمية وتبني وممارسة ابعادها في الدوائر والهيئات عينة البحث.
  • تشخيص مستوى فاعلية فرق العمل, واهميتها, ومدى تبنيها وممارستها بأبعادها في الدوائر والهيئات عينة البحث.

وتتجلى ابرز اهداف البحث الحالي بـ :

  • بناء تأطير نظري يسهم في رفع مستوى ادراك الدوائر المبحوثة لمتغيرات البحث وابعادها, للمساهمة في تعزيز تبنيها وممارستها لها وفق افضل النماذج التي توصلت اليها الدراسات السابقة.
  • محاولة توجيه انظار دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة الى دراسة (اليقظة الاستراتيجية, وفاعلية فرق العمل) لغرض الافادة منها.
  • اعطاء اولوية الاهتمام لأبعاد كل متغير من متغيرات البحث ومستوى اهتمام دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة بهذه الابعاد عبر تحديد مستوى توفرها ودرجة ممارستها.
  • تحديد اثر الابعاد التي تتبناها دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة وتمارسها لكل متغير وتكون مؤثرة في المتغيرات الاخرى, فضلا عن تحديد اكثرها ترابطا.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • تمتلك دوائر وزارة الاعمار والاسكن والبلديات والاشغال العامة يقظة بيئية تتجسد بالتزامها بايديولوجية الدولة وانظمتها وقوانينها السائدة, الا انها تعاني من محدودية مشاركة افرادها في متابعة الاحداث البيئية التي تحيط بدوائرهم.
  • لدى دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة يقظة تنافسية دون الطموح اذ تعاني من محدودية رصد تحركات الشركات المنافسة, نتيجة ضعف امتلاكها لوحدات مراقبة وتحليل البيئة, الامر الذي اضعف قدرتها على اتخاذ قرارات تواجه من خلالها منافستها.
  • اظهرت دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة حرصا على تبني اليقظة التكنولوجية نتيجة لامتلاكها القدرة والكفاءة العلمية والفنية والمهارات العالية, الا انها مازالت في حاجة لتدريب مهندسيها وموظفيها على التكنولوجيا الحديثة التي تطور عملها وتجعلها في مصافي الشركات والدوائر النظيرة في الدول المجاورة والعالمية.
  • تمتلك دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة يقظة تسويقية دون الطموح, نتيجة لمحدودية قدرتها على تشخيص احتياجات ورغبات المجتمع, فضلا عن محدودية مواردها المالية وامكانياتها الكافية للتسويق عن مشروعاتها.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • ينبغي اهتمام دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة بيقظتها البيئية والعمل على تفعيل ادواتها من خلال :
  • انشاء وحدة تحليل بيئية تعمل على رصد المعلومات البيئية الخارجية والداخلية.
  • متابعة المنافسين والافادة مما يقدمونه بغية تفعيل المنافسة وتقديم منتجات سلعية وخدمية تستهدف جذب اكبر عدد من الزبائن, فضلا عن المتابعة للقوانين والانظمة واللوائح لتكييف استراتيجيتها مع هذه التغيرات.
  • على دوائر وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة الاهتمام بيقظتها التنافسية من خلال:
  • رصد ومتابعة منافسيها, من خلال دراسة ادائهم ومنجزاتهم ومقارنتها بمنتجات وخدمات الدوائر.
  • الاهتمام بالقرارات التقنية والتشغيلية والاستراتيجية واتباع خطوات اتخاذ القرار الاستراتيجي بشكل دقيق.
  • توفير قاعدة بيانات تستقدم عند طلب متخذ القرار لها والعمل على تحديثها بشكل متواصل.

 

Comments are disabled.