تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي المعادل للماجستير في تخصص ادارة البلديات للطالب ( بشير خليل عبد الواحد ) بأشراف أ.م.د. سناء عبد الرحيم ، عن بحثه الموسوم (صياغة استراتيجية لبلدية البصرة على وفق بطاقة الاداء المتوازنة – دراسة حالة ).
يهدف البحث الى تقديم استراتيجية شمولية تكاملية لمديرية بلدية البصرة تستند لقدراتها وامكانياتها الحالية والمتوقعة مستقبلاً والتي تم اثباتها بحسب نتائج تقييم ادائها على وفق بطاقة الاداء المتوازنة .
لذا تتمثل اهمية البحث في التشخيص الدقيق لقدرات المنظمات ونقاط قوتها ونقاط ضعفها في بيئتها الداخلية ، مع تحديد ما يحيط بها من فرص او تهديدات في بيئتها الخارجية ليوفر ذلك اساساً قوياً في بناء توجهها الاستراتيجي المعبر عنه برؤيتها ورسالتها واهدافها الاستراتيجية الواقعية .
وقد اعتمد الباحث منهج دراسة الحالة كونه اقرب وافضل المناهج في اثبات مشكلة البحث وتقديم المعالجات الموضوعية لها ، اما مجتمع البحث فتمثل بمديرية بلدية البصرة نظراً لأهميتها الكبيرة وتعدد مهامها ومسؤولياتها من خلال الخدمات التي تقدمها لمجتمع واسع من ابناء مدينة البصرة ، بالإضافة الى ان هذه المديرية لم تخضع لعملية تقييم اداء شامل سابقاً
وقد استند الباحث الى البيانات والمعلومات الكمية الحقيقية لمديرية بلدية البصرة مع الاستعانة بعينة محددة من اصحاب القرار وممن يتمتعون بخبرة وممارسة عالية في مجال ادارة المنظمات البلدية لغرض تحقيق اهداف محددة ضمن سياقات اجراء البحث تمثلت بتحديد الاهمية النسبية لمحاور بطاقة الاداء المتوازنة وترتيب اولوية القضايا الاستراتيجية فضلاً عن الاستعانة بهم ومن خلال المقابلات المباشرة في تفسير بعض النتائج التي تم التوصل اليها .
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات التي اهمها :
- يمثل نموذج بطاقة الاداء المتوازنة BSC نظام تقييم شامل ومتكامل لأداء المنظمات ، يستند الى مجموعة متوازنة ومتناسقة من المقاييس الكمية والنوعية ( المالية وغير المالية ) ، ويعمل من خلال ترجمة رؤية ورسالة المنظمات الى مجموعة مؤشرات ومقارنتها بالمعايير المثالية المعتمدة لتحديد مستوى الاداء الحقيقي ومقارنته بما مخطط له ضمن استراتيجيتها ، وبالتالي فأن هذا النظام يفسر مدى نجاح او فشل استراتيجيات وخطط تلك المنظمات .
- يوفر نظام بطاقة الاداء المتوازنة BSC مجموعة من مؤشرات قياس اداء المنظمات الخدمية البلدية موزعة على وفق منظوراته الخمسة المتمثلة بـ (المالي ، الزبائن ، العمليات الداخلية ، النمو والتعلم ، البيئي – الاجتماعي ) والتي ترتبط بمجالات اعمال تلك المنظمات ، وقد اعتماد الباحث هذه المؤشرات في سياق هذا البحث من اجل اثبات مستويات الاداء الفعلية لمديرية بلدية البصرة .
- تمتلك مديرية بلدية البصرة القدرة اللازمة على توفير سيولة مالية جيدة لسداد مطلوباتها او التزاماتها المالية قصيرة الاجل نتيجة لامتلاكها موجودات متداولة وثابتة والتي في حال استثمارها وتوظيفها بشكل امثل سوف يساعد ذلك على رفع حجم الايرادات المالية للمديرية ، الا ان ضعف مؤشرات دوران تلك الموجودات يفسر عدم استغلالها بشكل امثل او استثمارها بصورة كفوءة مما يفوت الفرصة امام المديرية في تنمية مصادر ايراداتها المالية وتنوعها .
- تعاني مديرية بلدية البصرة من عجز مالي تراكمي نتيجة لعدم تغطية ايراداتها لجميع مصاريفها ونفقاتها مما يفسر فشل نظام التمويل المالي الذاتي الذي تعتمده ، ولذلك فهي تستعين بمنح مالية من وزارة المالية لتوفير بعض متطلبات النفقات التشغيلية والمتمثلة برواتب واجور موظفيها وعمالها
- وجود درجة استجابة مقبولة لشكاوى زبائن المديرية بخاصة في مجال جمع ونقل النفايات .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- اعتماد ادوات التكنلوجيا الحديثة في تقديم الخدمات والاستفادة من التجربة الناجحة في الحصول على خدمة اجاز البناء الالكترونية بهدف تعميمها على بعض الخدمات المشابهة مثل خدمة الحصول على اجازة ممارسة المهن او استلام طلبات المواطنين على كافة الخدمات الاخرى .
- استقطاب الكفاءات العلمية ، وتشجيع الموظفين في مجال اكمال الدراسات العليا وتوفير الفرص اللازمة لذلك بهدف الحصول على الشهادات التخصصية الفنية او الادارية مع ضرورة دعم موظفي الخبرة والممارسة وتشجيعهم على العطاء وتطوير الكوادر الشابة من خلال اقامة الدورات والندوات التدريبية او التأهيلية او التثقيفية .
- زيادة اعداد الدورات التدريبية او التأهيلية او التثقيفية والتركيز على مشاركة اكبر قدر من الموظفين ، مع ضرورة الاستعانة بمراكز التدريب والتطوير والكليات والجامعات وحملة الشهادات العليا في المديرية من اجل اقامة الدورات التخصصية الناجحة وبمناهج حديثة ومتطورة ومواكبة لمستويات التطور العالمية ، والاهتمام بتوفير فرص الايفاد والاطلاع على التجارب الناجحة .
- التشجيع على الابتكار والابداع في مجال تطوير العمل البلدي من خلال تفعيل دور الموظفين ذوي الكفاءة والخبرة وحملة الشهادات التخصصية على مشاركتهم في اتخاذ القرار او تقديم مقترحات او خطط تطوير اداء المديرية في مجالات اعمالها المختلفة .