استراتيجيات الادارة الحضرية ودورها في تنمية المدن الذكية
الطالبة : نوال عبدالكريم علوان اشراف أ. د. عبدالرزاق ابراهيم الشيخلي
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه في تخصص الادارة العامة للطالبة ( نوال عبدالكريم علوان ) عن دراستها الموسومة ” استراتيجيات الادارة الحضرية ودورها في تنمية المدن الذكية – دراسة مقارنة “.
أشارت عدة دراسات بأن اكثر من ( 600 ) مدينة في العالم ( من حيث سرعة النمو والتطور ) ستكون مولدة لحوالي 60% من النمو الاقتصادي الدولي بين عامي 2010 – 2025 ، وبحلول عام ( 2050 ) سيكون هناك ما يقدر بنسبة 66% من سكان العالم يعيشون في مناطق حضرية من هنا ستواجه الادارة في المدن تحديات ترافق هذه الزيادة في عدد السكان مما يتطلب الاستعداد لمواجهة هذه التحديات والمشاكل وضرورة توفير المستلزمات الضرورية لحياة هؤلاء السكان مثل ( الغذاء السليم ، الماء الصالح للشرب ، الطاقة ) /، كما عليها ان تجتهد لتحقيق الاستدامة في المجال ( الاقتصادي ، الاجتماعي والبيئي ) ، وتطوير البنى التحتية والتحكم في مستوى الازدحام المروري والتلوث لهذا كله تطلب تحقيق تحسينات جوهرية من قبل المدن في كيفية تشغيل الموارد بكفاءة.
والبحث عن طرق جديدة وغير تقليدية تساهم في ادارة كفؤة للموارد والبنى التحتية ، والتفكير في تحقيق حياة مثالية أو مدينة فاضلة يبقى هو الدافع الاول لايجاد منافذ للتغيير داخل المجتمع فكانت التنمية هي المحطة الاولى للتفكير وهي التي ساهمت في ظهور بوادر التقدم العلمي والتكنولوجي كأحد الحلول لمشاكل المدينة ، واصبحت الادارة الحضرية الفاعلة والرشيدة هي من اهم متطلبات واحتياجات مدن اليوم والمستقبل.
وتهدف هذه الدراسة الى معرفة جاهزية مدينة بغداد لتطبيق استراتيجيات الادارة الحضرية وفقا لمؤشرات المدن الذكية.
حيث ان مدينة بغداد لديها العديد من المزايا اذ أنها تاريخيا كانت احدى المراكز الثقافية الرائدة في المنطقة وطوال قرون هي كانت مركز للعمليات التجارية والمالية في العراق ، وهي ايضا غنية بالمواقع الاثرية والموارد الطبيعية ، ولكن بسبب الحروب التي مرت بها والنمو السريع فيها فأن أمانة بغداد تواجه تحديات في توفير الخدمات للمواطنين ، فيتطلب صياغة وتنفيذ استراتيجيات تنمية حضرية تكون فعالة ومستدامة ، لذا تعاقدت امانة بغداد مع شركة ( الخطيب و علمي ) لغرض اعداد المخطط الانمائي الشامل لمدينة بغداد عام 2030 والممول من قبل البنك الدولي وكون المخطط تم المصادقة على ( ثلاث مراحل منه ) ولم يبقى سوى مرحلة واحدة هي المرحلة الرابعة والتي هي قيد المناقشة ، ودراستنا رأت من المفيد الاطلاع على مارسم من استراتيجيات الادارة الحضرية المستقبلية لمدينة بغداد في عام 2030 ، والتعرف على مدى توجهها نحو نهج المدن الذكية وبيان الاسبقيات أو الاولويات فيما بين استراتيجيات الادارة الحضرية التي اعتمدتها ، منطلقا من فرضيتين رئيسيتين هما : هناك علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية بين متغيرات الدراسة كافة وهناك علاقة تأثير ذات دلالة معنوية بين المتغيرات الدراسة كافة ، ولغرض اختبار الفرضيات . طبقت الدراسة على عينة تمثل ( الفريق الاستشاري للمخطط الانمائي الشامل لمدينة بغداد 2030 ومسانديه ) في امانة بغداد والبالغ عددهم ( 51 ) شخص.
وتم جمع البيانات عن طريق ادوات عدة هي الاستبانة والمقابلات الشخصية وذلك لاستكمال بينات الدراسة ، واستخدمت عدد من الوسائل الاحصائية لمعالجة المعلومات منها النسب المئوية ، الوسيط والمدى لتحديد الاهمية النسبية ومعامل التحديد الزائف والانحدار المتعدد والتحليل العاملي لاختبار فرضيات الدراسة.
وقد جرى اعتماد أبعاد استراتيجيات الادارة الحضرية بوصفها متغيراً تفسيرياً متمثلاً بأثني عشر استراتيجية وهي : ( الادارة الذكية ، استراتيجية التنمية الاقتصادية ، استراتيجية التصميم الحضري ، استراتيجية الماء ، استراتيجية الكهرباء والاتصالات ، استراتيجية النقل ، استراتيجية الاسكان ، استراتيجية الحفاظ على التراث ، استراتيجية المخلفات الصلبة ، استراتيجية الصرف الصحي ، استراتيجية التعليم ، استراتيجية الصحة والبيئة ) . وتنمية المدن الذكية متغيراً مستجابيا يتمثل بأثني عشر بعد وهي ( الادارة ، التنمية الاقتصادية ، التصميم الحضري ، الماء ، الكهرباء والاتصالات ، النقل ، الاسكان ، الحفاظ على التراث ، المخلفات الصلبة ، الصرف الصحي ، التعليم ، الصحة والبيئة ).
وقد قسمت الدراسة الى ( اربعة فصول ) : يتناول الفصل الاول ( منهجية الدراسة وبعض الدراسات السابقة ) ، بينما كان الفصل الثاني يختص بالاطار النظري للدراسة من خلال اربع مباحث هي : ( المبحث الاول : استراتيجيات الادارة الحضرية ، والمبحث الثاني : تنمية المدن الذكية والمبحث الثالث : تطبيقات المدن الذكية في العالم وتحديات تطبيقها في مدينة بغداد والمبحث الرابع : العلاقة بين استراتيجيات الادارة الحضرية وتنمية المدن الذكية ) ، واختص الفصل الثالث تحليل نتائج الدراسة واختيار فرضياتها في ثلاث مباحث : ( المبحث االاول : اختبار اداة الدراسة وتشخيص مستويات ادراك عينة الدراسة لمضامينها ، المبحث الثاني : اختيار علاقات الارتباط بين متغيرات الدراسة ، اما المبحث الثالث : فتناول اختيار علاقات التأثير بين متغيرات الدراسة ، اما الفصل الرابع فقد تضمن مبحثين ، تناول المبحث الاول الاستنتاجات التي خرجت بها الدراسة والمبحث الثاني التوصيات وعززت الاطروحة بمجموعة من الملاحق والخرائط.
وتوصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات كان اهمها : الحكم على نجاح أو فشل استراتيجيات الادارة الحضرية ومدى ملائمتها للمعايير العالمية في الوصول الى مدينة ذكية يستلزم تفاعل جميع الاستراتيجيات ، وأوصت الدراسة بمجموعة من التوصيات من اهمها : ان يكون هناك قسما متخصصا بالتخطيط الاستراتيجي واخر للبحث والتطوير لتسعى الامانة من خلالهما الى رسم استراتيجيات متكاملة.