دور التفكير الستراتيجي في تمكين الموارد البشرية في محافظة بغداد
الطالب : احمد كامل نصيف المشرف : أ.م.د تلا عاصم فائق
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص الادارة العامة للطالب ( احمد كامل نصيف ) عندراسته الموسومة ” دور التفكير الستراتيجي في تمكين الموارد البشرية في محافظة بغداد “.
اصبح التفكير الستراتيجي الذي يعرف اليوم على انه نمط من انماط التفكير والذي هو يختلف بصورة كبيرة عن التفكير التنفيذي او العملي هو مرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم “الستراتيجية”، الذي كان يشير إلى فنون وتقنيات الحرب والى وظائف ومهام ومسؤوليات القادة العسكريين، وقد ذكر العديد من المؤرخين القدامى والمحدثين من أمثال (Francesco Patrizi) وغيرهم أن ثمة مفكرين كثر قد أولو عناية كبيرة لمختلف فنون الحرب وأساليب قيادة العمل العسكري باعتبارها سبلا ووسائل لتحقيق الغلبة والتفوق والانتصار.
فقد تواجة المنظمات العديد من المتغيرات والتطوات العلمية والتقنية السريعة والمستمرة سواء كانت منظمات انتاجية ام خدمية ، وامام تلك التحديات الكبيرة اصبحت الادارة التقليدية عاجزة وغير قادرة على جعل المنظمة قادرة على المنافسة، الامر الذي يحتم على مثل هذه المنظمات استخدام كل ماهو متاح من طرق واساليب ليمكنها من ذلك ، وهذا النمط من التفكير المتعدد الأبعاد الذي ينطلق من استقراء الماضي واستشراف المستقبل واستباق الأحداث، هذا النمط من التفكير هو ما اصبح يعرف اليوم بالتفكير الستراتيجي.
وتتضمن هذه الدراسة متغيرين هما (التفكير الستراتيجي وفقا لنموذج لدتكا – liedtka 1998) كمتغير مستقل، (وتمكين الموارد البشرية وفقا لنموذج sarahl. bodner 2005) وقد تضمن المتغير المستقل خمسة ابعاد وهي (التفكير في الوقت, القصد الستراتيجي, التفكير الفرصي, التفكير الابداعي، التفكير النظمي)، اما المتغير التابع فيتضمن ثلاثة ابعاد وهي (القدرة، الالتزام، السلطة) وتم اختيار ديوان محافظة بغداد مكاناً للتطبيق – وعينة الدراسة هم موظفو ديوان المحافظة.
يرى الباحث بان مشكلة البحث هي حالة من الغموض تثير اهتمام الباحث وتدفعه لإيجاد حل مناسب لها.
وهنا يمكن القول بان المنظمات بصورة عامة والمنظمات العراقية بصورة خاصة من بيئة ديناميكية سريعة التحولات في جوانبها الاقتصادية والسياسية حتى اصبح نجاح عمل هذه المنظمات مرتبطاً بمدى ما تمتلكه وتوظفه من موارد بشرية ستراتيجية متميزة قادرة على التفكير بشكل اكثر ابداعا للنظر نحو الافق المستقبلي والاستفادة من التجارب الماضية وتحقيق الاهداف المنشودة.
ونتيجة للزيارات المتكررة التي قام بها الباحث لديوان محافظة بغداد وجد ان هناك غموضاً في استخدام التفكير الستراتيجي وهذا مايمكن تلمسه على ارض الواقع مما يقود الى الاخفاق في انجاز مشاريع الدولة، وعليه ظهرت الحاجة لوجود ادارة عليا قادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة والاستجابة السريعة لمتطلبات الادارة الحديثة.
وتهدف الرسالة الحالية الى التعرف على اثر التفكير الستراتيجي لدى القيادات العليا في المنظمة المبحوثة على عملية تمكين الموارد البشرية وهم موظفو ديوان محافظة بغداد.
واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الى جانب اسلوب الدراسة الميدانية باستخدام الاستبانة كاداة رئيسية لجمع البيانات الاساسية للدراسة ومجموعة من المقابلات الرسمية لمجموعة مختارة من الموظفين، وقد قام الباحث باستخدام طريقة الحصر الشامل لمجتمع الدراسة والمكون من موظفي ديوان محافظة بغداد والبالغ عددهم (300) موظف مقسمين حسب الاقسام او الوحدات الادارية الخاصة بهم.
وجاءت هذة الدراسة باربعة فصول يتلخص الفصل الأول في الدراسات السابقة ومنهجية الدراسة الذي يتكون من مبحثين، تضمن المبحث الأول منهجية الدراسة ، وتناول المبحث الثاني دراسات سابقة ، وتضمن الفصل الثاني عرضاً تأطيرياً نظرياً إذ اشتمل على ثلاثة مباحث ، تناول المبحث الأول للتفكير الستراتيجي، اما المبحث الثاني فتناول مفهوم التمكين، اما المبحث الثالث فركز على العلاقة مابين متغيري الدراسة وهما (التفكير الستراتيجي وتمكين الموارد البشرية), اما الفصل الثالث فقد خصص لعرض التحليل الأولي لبيانات الدراسة الميدانية إذ اشتمل على اربعة مباحث، تناول المبحث الأول تحليل المتوسطات بين المتغيرات الرئيسة للدراسة أما المبحث الثاني فقد كرس للتحليل الاحصائي للعلاقة بين المتغيرات الرئيسية للدراسة, اما المبحث الثالث فقد تناول اختبار علاقات التأثير المباشرة، والمبحث الرابع فقد تناول تحليل العامل المؤثر للتفكير الستراتيجي في تمكين الموارد البشرية، واختتمت الدراسة بالفصل الرابع و تكون من مبحثين، المبحث الأول يضم أهم الاستنتاجات والمبحث الثاني يضم اهم التوصيات والمقترحات التي خلصت إليها الدراسة.
وقد خلص البحث الحالي الى مجموعة من النتائج والتي من اهمها:
• من الملاحظ بان عوامل التفكير الستراتيجي لدى الادارة العليا في المنظمة المبحوثة تتوافر بنسبة عالية.
• تتكامل ابعاد التفكير الستراتيجي مع بعضها البعض في عملية تمكين الموارد البشرية وهذا يعود الى اهمية تلك الابعاد في عملية صنع واتخا القرار.
• وجود علاقة تاثير بين التفكير الستراتيجي وبين تمكين الموارد البشرية في المنظمة المبحوثة.
• من خلال الدراسة تبين ان اغلبية أفراد العينة المبحوثة يتفقون على أن توفر المعلومات يسهم في جعل العاملين اكثر فهماً لأسباب القرارات المتخذة ومن ثم يكونون اكثر فهما لادوارهم الوظيفية.
وتوصل البحث الى جملة من التوصيات والتي من اهمها :
• من الضروري استحداث تشكيل جديد سواء اكان ( قسم ، وحدة ، شعبة) وعلى وفق للامكانيات المالية المتاحة يختص بالتفكير الاسترتيجي مهمته رفد وتزويد الادارة العليا بالمعلومات والاحتياجات اللازمة لرسم صورة المستقبل للمنظمة المبحوثة ومن ثم اجراء تقييم للمخاطرة المحيطة بها.
• ضروة افساح المجال امام المستويات الادارية الادنى في المنظمة المبحوثة بالمشاركة في الحوارات والاجتماعات الستراتيجية مع الادارات العليا من اجل نقل المعرفة اليهم.
• قيام مجالس المحافظات بوضع نظام تقييم فعال لتقييم اداء الادارة العليا خلال مدة زمنية محددة ومقارنتها مع المدة الزمنية السابقة لاظهار نسبة التقدم والتطوير في الاداء.