تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالبة ( رشا طارق محمد ) بأشراف أ.د. سعدون حمود جثير ، عن بحثها الموسوم (تطوير التوجه والخيار الاستراتيجي لهيئة الاعاقة – دراسة حالة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية)

يعد التوجه الاستراتيجي بعناصره المختلفة )الرؤية والرسالة والاهداف الاستراتيجية ) من المهمات الاساسية لتنسيق عمل المنظمة ووضعها في المسار الصحيح لتحقيق اهدافها المنشودة عندما تمتلك المنظمات توجهات استراتيجية اساسية تمكنها من تحديد مسارات عملها فأنها تبتعد التخبط في العمل وتسير بمسارات ثابتة من اجل تحقيق رؤيتها ورسالتها وتنفيذ خياراتها الاستراتيجية التي تبنتها .

ويمثل تحديد التوجه الاستراتيجي الحجر الاساس لأي منظمة فهو يرسم الحركة المستقبلية  لتصميم المنظمة وخصائصها داخليا من جهة والية تفاعلها مع عوامل بيئتها الداخلية والخارجية فهو الاطار الذي يوفر للمنظمة الحماية لاستثمار مواردها فضلا عن ايجاد رؤية مناسبة للمديرين تحقق لهم المرونة في التكييف مع متغيرات البيئة ومواجهتها، ومن اجل ملاحظة التطورات والتغييرات في بيئة الاعمال وماتتطلبه من ضرورة تخطيط عمليات التأقلم المستمرة للمنظمات وتوجهها فالواقع يكشف عن ضرورة توافر رؤية فاحصة تتوافق مع التفكير الخلاق والمبدع في رسم التوجه  الاستراتيجي  الذي يعد من المفاهيم الادارية الحديثة التي تهتم بتحديد المستقبل الاساسي للمنظمة  وتعد رؤية القيادات الادارية بداية التوجه الذي يقود حركة المنظمة نحو هدفها المقصود,فهو يمثل فلسفة المنظمة حول التعاطي مع الاعمال عبر مجموعة من القيم والمعتقدات المتأصلة التي توجه المنظمة نحو الأداء المتميز.

لذلك تتركز مشكلة البحث عن مفهوم التوجه الاستراتيجي وما عناصره للمنظمات ؟ وهل يمتلك  المديرين  في المنظمات تصور واضح ودقيق عن مفهوم  التوجه الاستراتيجي  وعناصره (رؤية,رسالة,أهداف (وما طبيعة العلاقة بين التوجه الاستراتيجي (الرؤية الاستراتيجية,رسالة المنظمة,الاهداف الاستراتيجية )وكيف يدعم التوجه الاستراتيجي في تحقيق الأداء المتفوق للمنظمات ؟

وتظهر اهمية البحث فيما يأتي :

  • تقديم صورة عن طبيعة الدور المتحقق في مجال ممارسة النهج الاستراتيجي .
  • السعي الى ارساء قاعدة اساسية لدى الادارة العليا تساعدها في توجهها الاستراتيجي وكيفية أنتقاءها للخيار الاستراتيجي الامثل.
  • توجيه أنظار الادارة العليا في الهيئة الى ضرورة وأهمية أنتقاء الخيارات الاستراتيجية وتبنيها لما لها من أهمية في تحقيق النجاح .
  • معرفة التوجهات التي يجب اتخاذها لمواجهة المخاطر والتهديدات والتحديات الناتجة من التغيرات في البيئة المحيطة .

ويسعى الباحث الى تحقيق مجموعة من الاهداف اهمها :

  • تحديد وتطوير التوجه والخيار الاستراتيجي لهيئة الاعاقة باعتبارهما من العوامل المهمة في تحقيق النجاح والاستمرار فيه.
  • تدقيق جودة الرؤية والرسالة في حالة وجودها واقتراح رؤية لهيئة الاعاقة في حال عدم امتلاكها.
  • تحديد الخيارات الاستراتيجية الافضل ,وتفعيل دور الادارة العليا , والسعي الى تطوير الملاكات والعاملين من خلال عملية أشراكهم في عملية صياغة الخيارات والاخذ بأراءهم لما له من تأثير أيجابي في رسم المسارات المستقبلية للهيئة .
  • توجيه أنظار الادارة العليا الى مدى أهمية التوجه الاستراتيجي والخيارات الاستراتيجية في تحقيق الاهداف.

 

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها:

  • شخصت الرؤية الاستراتيجية للهيئة كأضعف بعد للتوجه مما أضعف التوجه بدوره وقد يرجع ذلك بسبب الغموض في تطلعاتها وتصوراتها على المدى البعيد مما أدى الى أرباك في فهمهما.
  • تبين وجود الحاجة الى تطوير رؤية مستقبلية بمشاركة جميع الاطراف ذوي الخبرة العلمية والمهنية وهذا يجعل رؤيتها المستقبلية واضحة في الافق وقادرة على قياس مقدار التقدم والنمو الذي تحرزه الهيئة.
  • رصد بعد الاهداف الاستراتيجية للهيئة كأقوى بعد للتوجه وقد يرجع السبب في ذلك لكون الاهداف واضحة ومحددة ويمكن تحقيقها.
  • اهتمام هيئة الاعاقة بالعادات والتقاليد الاجتماعية لمنتسبيها ومعتقداهم الانسانية وأعطاءها الاولوية على الرغم من انفتاح البيئة المحيطة والتغيرات في الظروف التي تطرأ على النظام السياسي .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  • يتطلب أطلاع الإدارة العليا في الهيئة عينة البحث على أدبيات الإدارة الاستراتيجية للتعرف على المفاهيم الحديثة للإدارة الاستراتيجية  ومفهوم المدير الاستراتيجي  لان الكتاب والباحثين في الإدارة الإستراتيجية  يؤكدون أن الادارة العليا هي المسؤولة عن القيام بوضع رؤية أستراتيجية  ثاقبة وصياغة رسالة فاعلة.
  • الاستمرار بجهد أكبر والعمل على تطوير التوجهات الاستراتيجية للهيئة لتكون قادرة على مواجهة الواقع وتستطيع التعامل مع المتغيرات البيئية بمرونة أكبر.
  • التأكيد على أهمية الرؤية والرسالة للهيئة وذلك من خلال شرح وتفسير رؤية ورسالة الهيئة للعاملين فيها بعبارات مختصرة وسهلة التذكر وبطريقة مقنعة مما يساعد كل فرد على فهمها والموافقة عليها وهذا يعتبر خطوة أساسية لتوجه العاملين في الاتجاه المطلوب وتوضيح دورهم الفاعل ولكافة المستويات الادارية في الهيئة.
  • ضرورة الاهتمام بالرؤية بشكل اكبر لأنها تعطي الهاماً للموظفين لتكون حافزاً على النمو والتحسين والتطوير في خدماتها واحداث تغيير جوهري في توجهها الاستراتيجي.

 

Comments are disabled.