تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( عدي سداد رضا )  بأشراف م. د. سارة علي سعيد ، عن بحثه الموسوم ( انعكاس القيادة التحويلية على البراعة التنظيمية – بحث تطبيقي في الامانة العامة لمجلس الوزراء ).

تحتاج المنظمات اليوم  في ظل العولمة والتغيرات البيئية المستمرة لتبني مفاهيم إدارية حديثة تمكنها من تخطي العقبات التي تقف في طريق تقدمها وتساعدها في حل المشكلات التي تواجهها ومن هذه المفاهيم تبني نمط القيادة التحويلية  التي تمنحها القدرة على التصرف بسرعة ومرونة للاستجابة للتغيرات  البيئية وتعد احد وسائل مفتاح النجاح في البيئات المتغيرة.

من جانب اخر فرضت هذه التغيرات على المنظمات تحديات كثيرة فأصبحت هناك ضرورة ملحة للمنظمات لتحقيق التميز والسعي المستمر للوصول  إليه من خلال وجود القيادة الفعالة التي تمتلك الخبرة والقدرة على وضع استراتيجيات مرنة والتأثير على مرؤوسيها لقبول التغير والتميز فيه.

لذا يسعى هذا البحث لبيان انعكاس القيادة التحويلية على البراعة التنظيمية وقد تجسدت مشكلة البحث بالإجابة على التساؤل الأساس، الذي مفاده ” هل يسهم تطبيق القيادة التحويلية للمنظمة المبحوثة في تحقيق البراعة التنظيمية  ؟” والافادة من تناول هذه المواضيع في المنظمة المبحوثة  (الامانة العامة لمجلس الوزراء )  فقد تمثل الهدف الجوهري للبحث في محاولة ايجاد وتشخيص طبيعة العلاقة والتأثير بين ابعاد القيادة التحويلية والبراعة التنظيمية.

اذ حددتٌ الامانة العامة لمجلس الوزراء ( القيادات العليا والوسطى والتشغيلية ) مجتمعاً للبحث لكونها تمثل احدى المنظمات المهمة و التي لها دور اساسي في خدمة المجتمع عموماً .

تتجسد اهمية البحث في المحاور ادناه  :

1- اهمية وخطورة القرارات للأمانة العامة لمجلس الوزراء ودوره في تحفيز القيادة  في المؤسسات الحكومية ، وامكانية الاستفادة منه في زيادة الكفاءة والفاعلية وعلى المستوى العام للدولة.

2- التحديات التي تواجه الامانة العامة لمجلس الوزراء ، واهمها التغيرات الكبيرة والسريعة التي تكاد تكون شبه يومية سواء كان في بيئتها الداخلية او الخارجية وعلى مختلف المجالات .

3- دور القيادة التحويلية، والبراعة التنظيمية، وما يمكن ان يحققه هذا النمط للقيادة المنظمة المبحوثة ، والتي تتمتع بدور مركزي لضمان تنسيق السياسات والاجراءات في تحقيق الاهداف المرسومة  لتنفيذ البرنامج الحكومي، وتقديم افضل الخدمات للمواطنين  .

4- الدور الذي تتسم به الامانة العامة لمجلس الوزراء يفرض عليها السعي للوصول الى البراعة التنظيمية مما يوجب ايجاد افضل الاليات والطرائق للوصول اليه ، وهذا ما يهتم البحث بتقديمة في الجانب النظري والعملي .

ويهدف البحث الى تحقيق مجموعة من الاهداف ، على رأسها بيان دور القيادة التحويلية في تحقيق البراعة التنظيمية داخل  المنظمة المبحوثة ، حيث ينبثق من الهدف الرئيسي اهداف فرعية يمكن تلخيصها في ما يلي :

1- تشخيص مستوى القيادة التحويلية في المنظمة المبحوثة .

2- تحديد مدى توفر البراعة التنظيمية في المنظمة المبحوثة .

3- تحديد هل تؤثر القيادة التحويلية في البراعة التنظيمية للعينة المبحوثة .

4- تشخيص مستوى وطبيعة العلاقة بين ممارسات القيادة التحويلية  والبراعة التنظيمية .

5- محاولة توجيه انظار ادارة المنظمات الى ( القيادة التحويلية ، والبراعة التنظيمية) وجعلها اكثر ملائمة لواقع الاداء المطلوب منها في ضل البيئة التنظيمية المضطربة والمتغيرة في العراق

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  1. ظهر وجود القيادة التحويلية في المنظمة المبحوثة بنسبة جيدة اذ ان اجابات العينة على جميع الاسئلة المتعلقة بهذا المتغير او أبعاده الفرعية كانت تتفق وبشكل اعلى من الوسط الحسابي وهذا مؤشر على ان المستويات الادارية في الامانة العامة لمجلس الوزراء بمختلف فئاتهم هم قادة ذوو نمط تحويلي .
  2.  حقق متغير البراعة التنظيمية في المنظمة المبحوثة نسبة جيدة اذ ان اجابات العينة على جميع الاسئلة المتعلقة بهذا المتغير او أبعاده كانت تتفق وبشكل اعلى من الوسط الحسابي وهذا مؤشر على ان الامانة العامة لمجلس الوزراء ذات وعي وادراك بأهمية السعي بالوصول الى مستوى البراعة التنظيمية.
  3.  ان المستوى المتوفر من القيادة التحويلية الامانة العامة لمجلس الوزراء له دور كبير في تحقيق مستويات عالية من البراعة التنظيمية مما يعني ان ممارسة المدراء لنمط القيادة التحويلية انعكس توافرا ايجابياً على براعتهم التنظيمية .
  4.  برز التأثير المثالي بعده اعلى ابعاد القيادة التحويلية مما يدل على ان المدراء في المنظمة المبحوثة يمتلكون هذا التأثير ، ويأتي بعدهُ اهتمام القيادات بالحافز الالهامي ( الهام المرؤوسين) ثم  الاعتبارات الفردية والاستثارة الفكرية اذ حققا المعدل نفسه  .مما يشير الى اهتمام مدراء العينة بنمط القيادة التحويلية.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. العمل على استدامة  نشر مفاهيم القيادة وبخاصة النمط التحويلي منها ، والقيام بعملية تنمية وتطوير مدراء كافة المستويات الادارية من خلال الدورات التطويرية في المنظمة المبحوثة  على الرغم من ان القيادة التحويلية قد حققت مستوى جيدا فانه يتحتم على المنظمة والسعي لاستثمارها وتوظيفها في التعزيز والوصول الى البراعة التنظيمية .
  2.  ضرورة قيام الادارة العليا في المنظمة المبحوثة بتحفيز المرؤوسين لتقديم اقتراحاتهم وآرائهم بشأن المشكلات التي تعترضهم ، وبالإضافة الى افكارهم بخصوص مستقبل المنظمة المبحوثة من منطلق انهم اكثر قرباً من الواقع العملي مما يجعلهم اكثر استعداداً لتوليد الافكار المبدعة في الوقت الملائم.
  3.  اعتماد الاختصاصات المناسبة في تعيين الموظفين في المنظمة المبحوثة  لأصحاب الخبرة والكفاءة وحملة الشهادات  لتعزيز نمط القيادة التحويلية والابتعاد عن المحسوبية في اختيار المدراء الجدد.
  4.  تعزيز التعاون ومد جسور الثقة بين القيادات العليا والمرؤوسين في المنظمة المبحوثة من اجل اسهامهم في بناء منظمة فعالة من خلال خلق بيئة محفزة بينهم وتعميق الوعي بدور المنظمة واهدافها واهميتها في خدمة المجتمع وتحقيق نوع من الشفافية في التعامل .
  5.  ضرورة ان يعي مدراء المنظمة المبحوثة بأهمية بعد المراعاة الفردية لكسب ثقة المرؤوسين فيها وزيادة الشعور لديهم بالانتماء والولاء للمنظمة  والابداع في عملهم  والذي يصب في سعيهم للوصول الى مستوى من البراعة التنظيمية

 

Comments are disabled.