تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب (غزوان حكمت مهدي) بأشراف أ.م.د. اياد طاهر محمد ، عن بحثه الموسوم (تحليل هيكل الانفاق الاستهلاكي للأسر في العراق للمدة 2012-2017 منظور ستراتيجي).

ويعد موضوع الإنفاق الاستهلاكي الأسري ذا أهمية كبيرة في الدراسات الاقتصادية والتخطيط حيث انه يعد أداه تساعد المخططين على رسم سياسات الدولة لما له من انعكاسات على الواقع المجتمعي حيث عن طريقه تستطيع الدولة تحديد السياسات الضريبية ، الرواتب ، والأجور والإعانات وصولا إلى تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية.

لقد ركَز الفكر الاقتصادي منذ مدة طويلة على الإنفاق الاستهلاكي الأسري لتأثيره القوي في التقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد لذلك يركز  المخططون وأصحاب القرار على تحسين الوضع المعيشي في المجتمع عن طريق وضع خطط وأهداف من شأنها النهوض بالواقع الاقتصادي مما ينعكس إيجابا على انفاق الفرد ، ويتأثر الإنفاق الاستهلاكي الأسري بمجموعة من المتغيرات ، اقتصادية ، اجتماعية ، سياسية من شأنها التأثير على الأنفاق الأسري.

يهدف البحث إلى تحقيق مجموعة من الأهداف وهي:

  • تحليل الإنفاق الاستهلاكي الأسري على للسلع والخدمات الرئيسة والمصنفة حسب نظام الحسابات القومية ومعرفة الارتفاع والانخفاض في الإنفاق على السلع الرئيسية وبيان هذا الأسباب وهل هذا الارتفاع والانخفاض في الإنفاق هو طبيعي أو هنالك أسباب لهما ؟
  • دراسة واقع الإنفاق والوقوف على أنسب الطرائق لتقدير الإنفاق الاستهلاكي الأسري واستخدام تلك المؤشرات كمؤشرات اقتصادية مهمة، تساعد في الحصول على بيانات دقيقة وشاملة للتوقعات الإنفاقية للأسرة الحالية والمستقبلية.
  • دراسة وتحليل الأهمية النسبية للمجاميع السلعية وأجراء مقارنة ما بين مجموعات السلع والخدمات الرئيسية.
  • دراسة ومتابعة نمط الاستهلاك الأسري في بحث ميزانية الأسرة خلال فترة الدراسة( 2012 – 2017 ) ومعرفة مدى التأثر وانعكاسه على واقع البلاد الاقتصادي.
  • محاولة استشراف المستقبل عن طريق وضع سيناريوهات للتنبؤ بالإنفاق والدخل للسنوات(2020-2025)، حيث تم وضع ثلاث سيناريوهات ( سيناريو مركزي، متشائم، متفائل ) والربط ما بين الارتفاع والانخفاض بالطلب العالمي على النفط وتأثيره على الدخل والإنفاق.

و تكمن أهمية البحث من خلال وجود الحاجة لتحليل الإنفاق الاستهلاكي الأسري وذلك لما توفره من بيانات مهمة والتي يمكن من خلالها التعرف على الزيادات و النقصان في حجم الاستهلاك واتجاهاته ، إن التعرف على أهمية الإنفاق الاستهلاكي الأسري ولما له من تأثير مباشر على الاقتصاد العراقي والذي يعتبر احد جوانبه الأساسية حيث إن الإنفاق الاستهلاكي يحتل جانباً مهماً في الدراسات الاقتصادية كما انه يعتبر أداة لفهم سلوك المستهلك وعن طريقه يقوم المخططون الاقتصاديون برسم السياسات  الاقتصادية للدولة وعن طريقها يتم تحديد ( الضرائب ، الرواتب ، الأجور ، الإعانات ، توزيع الدخل ) حيث يعتبر الدخل احد اهم جوانب الإنفاق.

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  • إن أكثر من ثلث مجموع الإنفاق الكلي للأسرة موجه نحو الإنفاق على السلع والمواد الغذائية والمشروبات غير كحولية مما يعكس مدى الأهمية لهذه المجموعة بالنسبة إلى الأسرة ، وعليه فإن نسبة عالية من الدخل تخصص للمواد الغذائية، وهذا ينعكس على مجموعة المواد الغذائية التي تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لاهتمام الأسرة ويجعلها من أولويات الأسرة من حيث الإنفاق .
  • إن متوسط نصيب الفرد من الإنفاق في الريف هو اقل منه في الحضر وذلك بسبب إن مستوى الدخل في الريف هو اقل منه في الحضر إذ أن غالبية العاملين فيه يمتهنون مهنة الزراعة والتي تعاني من تذبذب الإنتاج الزراعي بسبب الظروف المناخية وشحة المياه وغيرها وكذلك اختلاف طبيعة ونمط الاستهلاك بين البيئتين.
  • إن هيكلية الإنفاق في (الريف، الحضر) تكاد تكون متشابهة، حيث يحتل الإنفاق على مجموعة الأغذية ومجموعة السكن والماء والوقود ومجموعة النقل المراتب الثلاث الأولى مما يدل على تشابه نمط الإنفاق في البيئتين.
  • إن نسبة الإنفاق على الأغذية في الريف هو اعلى منه في الحضر، والسبب يعود إلى اختلاف مستوى الدخل في الريف عن الحضر ، حيث الأسر الأكثر فقراً يكون أنفاقها على البنود الأساسية واهمها الأغذية اكثر من أنفاقها على بقية البنود الأقل أهمية لديها.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها:

  • التأكيد على ضرورة تنفيذ والاهتمام ببحوث ميزانية الأسرة والتركيز على أجراء بحوث سنوية مكملة للمسح الرئيسي والذي يجري كل اربع سنوات حيث يكون بشكل دوري من اجل الاستمرار في توفير البيانات بشكل دوري والتي تساهم في احتساب متوسط انفاق الفرد ونسبة إنفاقه ودخل الأسرة .
  • وضع خطط خاصة للاهتمام بعملية ترشيد الإنفاق الاستهلاكي الأسري وتوجيه الإنفاق للدولة بمختلف الوسائل لغرض تصحيح الإنفاق بالاتجاهات الصحيحة التي تحقق إشباع حاجة الأسرة من السلع والخدمات الاستهلاكية وتوجيه الفائض نحو الاستثمار.
  • ضرورة وضع خطة استراتيجية صحيحة ومدروسة من أصحاب الخبرات والمهارات في المجال الاقتصادي ولفترات زمنية مختلفة من شأنها التركيز على النمو الاقتصادي للبلاد والنهوض بالواقع الاقتصادي، وتشكيل لجان مختصة من مجموعة خبراء لمتابعة وتنفيذ الاستراتيجية.
  • أعداد سيناريوهات وخطط لا دارة الموارد النفطية والاستفادة منها في تحقيق افضل توزيع للموارد من اجل تحقيق العدالة في توزيع الدخل .

 

Comments are disabled.