تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة دكتوراه في تخصص المحاسبة للطالب (حسين زهير عبد الامير) بأشراف أ.د. عباس حميد يحيى ، عن اطروحته الموسومة (تكامل الافصاح عن نموذج الاعمال مع الاطار المفاهيمي للإبلاغ المالي وتأثيره في ملائمة قيمة المعلومات للمستثمرين).
ان مفهوم نموذج الاعمال له تأثير كبير في انشاء القيمة، التي يمكن أن ينظر اليها على أنها ارباح حالية سوف يتم إعادة استثمارها أو دفعها كتوزيعات أرباح أو كقيمة مستقبلية, ويمكن أن تشمل عملية إنشاء القيمة التدفقات النقدية المحققة وغير المحققة.
اذ يمكن النظر إلى نموذج الاعمال على أنه العدسة, التي يمكن للمستثمرين استعمالها للحصول على نظرة افضل للشركة ولفهم ما هي الموارد والموجودات الرئيسة وكيف يتم الجمع بينها لإنشاء القيمة , ويتم ذلك من خلال تحديد الأنشطة التي تقوم بها الشركة , ويبدو أن الفهم السليم للأنشطة الحاسمة التي تقوم بها أي شركة أمر بالغ الأهمية للمستخدمين لفهم الأعمال نفسها وسماتها الرئيسة .
يسعى البحث الى تحقيق التكامل بين الافصاح عن نماذج اعمال الشركات مع الاطار المفاهيمي للإبلاغ المالي وانعكاس ذلك التكامل في التأثير على ملائمة القيمة للمستثمرين . ولتحقيق الهدف الرئيس للبحث ينبغي العمل على تحقيق الاهداف الفرعية الاتية :
- تحديد عناصر نموذج الاعمال والافصاح عنها .
- دراسة دور نموذج الاعمال في وضع وتطوير المعايير الدولية للإبلاغ المالي .
- دراسة نقطة التكامل بين نموذج الاعمال والاطار المفاهيمي للإبلاغ المالي
- دراسة امكانية تحقيق التكامل بين الافصاح عن نموذج الاعمال والاطار المفاهيمي للإبلاغ المالي وتأثيره في ملائمة القيمة للمستثمرين .
- قياس الافصاح عن نموذج اعمال الشركات وتأثيره في ملائمة القيمة للمستثمرين .
- قياس تكامل الافصاح عن نموذج الاعمال مع الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها:
اولاً : ان دراسة الافصاح عن نموذج الاعمال طبقاً لأطر الافصاح الدولية, تتفق على ان نموذج الاعمال هو جزء من مجموعة من المعلومات المترابطة, والتي لا يمكن فصلها, اذ ان تحليل نموذج الاعمال يكون بتحليل هذه المجموعة من المعلومات, والتي تمثل (طبيعة الاعمال, أهداف الإدارة واستراتيجياتها لتحقيق تلك الأهداف, أهم موارد الشركة ومخاطرها وعلاقاتها , نتائج العمليات والآفاق, مقاييس الأداء الحرجة والمؤشرات التي تستعملها الإدارة لتقييم أداء الشركة مقابل الأهداف المحددة) .
ثانياً : ان المؤشرات الواردة في اطار الافصاح عن نموذج الاعمال طبقاً لـ IASB 2010 يفسر نموذج الاعمال للمصارف عينة البحث , اذ بينت نتائج استعمال هذه المؤشرات ان المصارف العينة افصحت بنسب متفاوتة عن نموذج الاعمال فكانت نسب الافصاح كالاتي :
( مصرف المنصور للاستثمار 71%, مصرف بغداد 70%, مصرف عبر العراق للاستثمار 57%, مصرف المتحد للاستثمار 19%, مصرف سومر التجاري 36%, مصرف بابل 36%, مصرف اشور الدولي للاستثمار 51%, المصرف الاهلي العراقي 47%) , وان اقل المؤشرات, التي افصحت عنها المصارف عينة البحث كانت تتعلق بنتائج العمليات والآفاق, و مقاييس الأداء الحرجة) .
ثالثاً : بالاعتماد على خصائص الافصاح عن نموذج الاعمال تم تحديد جودة مؤشرات الافصاح المستعملة في اطار الافصاح عن نموذج الاعمال طبقاً لـ IASB 2010 , وهذه الخصائص هي (الاكتمال , والتركيز , والترابط) وبينت النتائج الجودة العالية لاطار الافصاح عن نموذج الاعمال .
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
اولاً : ضرورة الزام جميع الشركات على الافصاح عن نموذج الاعمال طبقاً لاطار IASB 2010, بما يسهم في زيادة قدرة المستثمرين وباقي مستخدمي المعلومات المحاسبية, على ربط معلومات الكشوفات المالية مع خطط وستراتيجيات الادارة, فضلاً عن المخاطر والفرص, التي تواجه الشركة , مما ينعكس في زيادة ملائمة القيمة للمعلومات .
ثانياً : ينبغي الاهتمام بدراسة الافصاح عن نموذج الاعمال ووضع نتائج المؤشرات من خلال ادارة الاسواق المالية , بالشكل الذي يمنع الشركات من المبالغة في نتائج الافصاح عن نموذج الاعمال .
ثالثاً : ينبغي على مدققي الحسابات التعرف على نموذج الاعمال ومقارنة نتائج التقارير المالية وخطط الادارة مع نموذج اعمالها , والاشارة الى مدى التزام الشركات بتطبيق هذه الخطط وانعكاسها في تقاريرها المالية .
رابعاً : ينبغي تطوير الاطار المفاهيمي للابلاغ المالي بما يتناسب مع اهمية الافصاح عن نموذج الاعمال, وان يبين مجلس معايير المحاسبة الدولية مدى ترابط الافصاح عن نموذج الاعمال مع مراحل الاطار, وكيف ينعكس ذلك في تعزيز الابلاغ المالي , وبالتالي تلبية متطلبات معايير الابلاغ المالي الدولية .