التحليل العاملي والعنقودي لتأثير وسائل الإعلام في تحديد العوامل المؤثرة على البيئة


الطالب : طارق محمود شاكر المشرف : أ.م. غفران اسماعيل كمال

      

تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الاحصاء التطبيقي للطالب ( طارق محمود شاكر ) عن دراسته الموسومة ” التحليل العاملي والعنقودي لتأثير وسائل الإعلام في تحديد العوامل المؤثرة على البيئة  “.


إنّ الإعلام يعني تزويد جماهير الناس بمصادر العلم والفكر والمعرفة ونشر أكبر قدر من المعلومات بين الناس، وذلك بنشر آراء ومواقف أشخاص كثيرين، من خلال وسائله المتنوعة سواء أكانت مسموعة كالراديو او مقروءة كالجرائد، أو الإثنين معاً كالتلفاز، ويمكننا اعتبار الإعلام السلطة الخامسة في المجتمع، وذلك لما له من أهمية وتأثير كبير في المجتمع والأفراد أنفسهم. فللإعلام تأثير كبير على أفراد المجتمع، فهو مصدر المعرفة ولذلك فإنّ الإعلام الوسيلة الأهم في طريقنا لإحداث أي تغيير يذكر في المجتمع والبيئة. فالإعلام مهم لنشر الثقافة بين الناس، وهو مهم لترسيخ مبادئ الحضارة ومكوناتها.


وان لوسائل الإعلام ومنها الصحف والمجلات وقنوات التلفاز والإذاعات على وجه الخصوص دوراً كبيراً في نشر التوعية البيئية بين المواطنين من اجل توسيع دائرة الثقافة والوعي بالمضامين البيئية والوسائل الكفيلة بخلق وتأسيس بيئة نظيفة وسليمة خالية من عوامل التلوث ، فهي تتبنى مسؤولية كبيرة في ترسيخ القيم و السلوكيات البيئية, وقدرة فائقة على التأثير في الاتجاهات البيئية الإيجابية عن طريق إعطاء الأولوية البيئية ضمن البرامج الإعلامية وتوفر المعلومات عن حالة البيئة, وتمكن الجمهور والمهتمين بشأن البيئة من المشاركة الفعالة في تداعيات قضايا البيئة.


فالحديث عن عرض قضايا البيئية في مختلف وسائل الاعلام ظل مهملا لفترات طويلة من الزمن وان الاهتمام بهذا الموضوع يعتبر حديثا نسبيا مقارنة بحجم التدهور الذي تعاني منه مناطق كثيرة من العراق فما تواجهه البيئة اليوم من مشاكل له علاقة بمحدودية الاجراءات السياسية وتأثيرها على المنظومة الإعلامية ودورها في التكفل والتعامل مع القضايا البيئية.


ومن بين ما يقع على هذه الوسائل من مسؤوليات هي تنمية الوعي والانطباع المبكر لدى شريحة الاطفال بأهمية الحفاظ على البيئة انطلاقا من ان هذا الوعي يبدأ اولاً من البيت والمدرسة والشارع آخذين بنظر الاعتبار ان الاعلام في مجال البيئة يعد احد المقومات الاساسية في بناء هذا الوعي ونقل الخبرات والمعارف والتقنيات الجديدة الخاصة لحماية البيئة وغرس القيم التي تدعو للتخلي عن السلوكيات الضارة بها, وبهذا يلعب الاعلام دوراً في تشكيل قوى ضاغطة لحث اصحاب القرار على انتهاج سياسة انمائية متوازنة تفيد البيئة وتحافظ على مواردها الطبيعية وتمنع تدهور هذه الموارد جراء الاستغلال العشوائي وغير المبرمج لها.


لقد اختار الباحث وبالاستعانة ببيانات مسح المعارف ومواقف وممارسات المجتمع حول استخدامات الجوانب البيئية في العراق لسنة 2016 / المرحلة الثانية ، وبأستعمال حقيبة البرامج الأحصائية الجاهزة ( SPSS V24  ) للوصول الى الوسائل الإعلامية الاكثر تاثيراً على الوعي البيئي وتصنيفها بين المحافظات.


لقد تم أعتماد اسلوب التحليل العاملي في أستخلاص اهم العوامل المؤثرة في الوعي البيئي من خلال تحليل مصفوفة الأرتباطات بين متغيرات الدراسة وقد اختيرت مجموعة من المتغيرات والتي بينت الدراسة كيفية تفاعل هذه المتغيرات وبينت اهمية كل متغير وكذلك تم أستعمال التحليل العنقودي لتصنيف هذه المتغيرات بين المحافظات وتحديد مدى التقارب والتباعد بين هذه المحافظات طبقا للمتغيرات المدروسة وتحليل مراحل التعنقد.


تتلخص مشكلة البحث في انخفاض مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين في ظل تراجع دور وسائل الإعلام المقروءة منها والمسموعة والمرئية بالإضافة الى ضعف المؤسسات البيئية والتعليمية والصحية  في توعية المواطنين مما سبب تفاقم في المشاكل البيئية والصحية في العراق.


يهدف البحث الى التعرف على وسائل الاعلام وبيان تأثيرها على المجتمع من حيث الوعي البيئي وبيان ايها اكثر تأثيرا ومدى التباين في دور وسائل الاعلام بين المحافظات من حيث نوع الاعلام الذي يكون له الأثر الاكبر في تلك المحافظة.


تضمن البحث أربعة فصول وهي الفصل الأول يشمل على المقدمة وكذلك يحدد الهدف من البحث ، أما الفصل الثاني فهو مكرس لمناقشة محاور البحث ويتعلق بالجانب النظري لها واختص الفصل الثالث إلى تحليل البيانات (الجانب التطبيقي) , أما الفصل الرابع فيحدد الاستنتاجات التي تم التوصل إليها خلال هذه الدراسة وكذلك يتضمن التوصيات وقائمة المصادر.



وخلصت الدراسة بالوصول الى نتائج مهمة منها : بينت نتائج التحليل العاملي بطريقة المركبات الرئيسة إن هناك ثلاث عوامل تتحكم بالمتغيرات الاثني عشر موضوعة البحث حيث بلغت نسبة التباين المفسر للعوامل الثلاثة في  كل العراق (81%) من التباين الكلي كما بينت النتائج بأن من بين أهم المتغيرات التي لها الأثر البالغ الأهمية في الوعي البيئي هي الصحف والمجلات والملصقات ودور العبادة ومواقع الأنترنت والبريد الالكتروني والتلفزيون والراديو والأعلانات وايضا الاهل والأصدقاء والاقاربً للمتغيرات المدروسة.


وبينت نتائج التحليل العنقودي وبطريقة العنقدة الهرمية بان هناك تعنقداً لمحافظات جنوبية متجاورة وغير متجاورة  للمتغيرات المدروسة وكذلك تعنقد للمحافظات الشمالية او شماليه ووسطى بالأضافة الى تعنقد محافظات شمالية وجنوبية وكانت لبغداد خصوصية من حيث تعنقدها في المرحلة الأخيرة مع بقية المحافظات.


واختتمت الدراسة بمجموعة من التوصيات المهمة منها :


1. تتبنى الاذاعة ولتلفزيون المحلية عمل البرامج العصرية الجاذبة للمواطنين بشكل دوري وبدون انقطاع تهتم بأمور البيئة والوعي البيئي المجتمعي.

2. اتخاذ الصحافة والمجلات منهجا عصريا في عرض وتقديم الموضوعات حول المشاكل المترتبة على أهمال البيئة او سوء استعمالها وما سيؤول له الأمر بسبب ذلك الاهمال.

3. التوسع في مجال الأنترنت والمواقع وخاصة مواقع التواصل الإجتماعي لما لها عدد كبير من المستعملين وتصل الى معظم شرائح المجتمع وعبر صفحات ذات جمهور واسع.

4. تنشيط دور الأجتماعات والندوات  ودور العبادة والمسارح والسينما في طرح مواضيع تهتم بالبيئة وطرح افكار تثقيفية بشروحات مبسطة وسلسة لاتكون عبئ على المتلقي لتصل الى جميع الشرائح في المجتمع.

5. التكثيف من الملصقات والأعلانات التلفزيونية والأذاعية.

Comments are disabled.