استخدام استراتيجية الترويج في استهداف المستثمرين
الطالب : عبدالرحمن راغب عبدالرزاق المشرف : أ.د. سعدون حمود جثير
تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب ( عبدالرحمن راغب عبدالرزاق ) عن دراسته الموسومة ” استخدام استراتيجية الترويج في استهداف المستثمرين – دراسة حالة في مجلس محافظة الانبار “.
تسعى دول العالم الى توفير مناخ استثماري ملائم لاستقطاب وجذب المستثمرين الى بلدانها، لما للاستثمار من تأثير كبير على اقتصاديات الدولة المضيفة للاستثمار، وأبرزها دعم الاقتصاد وتقليل البطالة بإيجاد فرص عمل مع تحقيق التنافسية والتنمية والازدهار في بلد ما.
و يعد الترويج للاستثمار من وظائف الإدارات المحلية بتظافرها مع الجهات ذات العلاقة في هيئة الاستثمار، ويتوقف نجاح ترويج الفرص الاستثمارية على مدى نجاح هذه المنظمات في اختيار المزيج الترويجي المناسب لطبيعة هذه الفرص والمناخ الاستثماري المتوفر، اذ يعد الاستثمار من أبرز أدوات تحقيق التنمية الاقتصادية في العراق، لما يحققه من تمويل للاقتصاد وإدخال التكنولوجيا والقضاء على البطالة ورفع مستويات الدخل.
إن نجاح الاستثمار يتطلب تحقيق رؤيا ونظرة مستقبلية وعقلية اقتصادية مرنة يمكن من خلالها إدارة الاقتصاد بكفاءة والصمود امام التقلبات والأزمات، كما نلاحظ ذلك في الدول المتقدمة، اذ إنها تعتمد بصورة كبيرة على الاستثمار في مواردها وقد نجحت في تحقيق الاقتصاد القوي والبنى التحتية المتقدمة ما جعلها تسعى الى اسعاد مجتمعاتها وتحقيق رفاهيتهم. لذلك نجد ان العديد من الدول النامية تعمل على الحذو بخطى هذه الدول المتقدمة، ومن أبرز الخطوات التي قامت بها هي توفير مناخ الاستثمار المناسب لاستقطاب وجذب الفرص الاستثمارية الواعدة من خلال تحقيق الامن اولاً وتشريع الأنظمة والقوانين، التي تعد العجلة المحركة للاستثمار في توفير أجواء مناسبة لتحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتطوير الموارد البشرية وصولاً الى تحقيق ودعم احتياجات مجتمعاتها.
ونظراً لأهمية الاستثمار في المشاريع المحلية وبسبب ضعف الفرص الاستثمارية المتاحة وقلة الاستثمارات وغياب عناصر الترويج الحديثة والتشجيع للمستثمرين، فقد أدى ذلك الى ضعف تحقيق التنمية الاقتصادية في المحافظات ومنها محافظة الانبار وعدم استثمار مواردها بشكل يخدم المواطن والمجتمع بصورة عامة.
ولتوفر مقومات الاستثمار في محافظة الانبار من موارد طبيعية ومواقع سياحية فضلاً عن الموقع الجغرافي المتميز ولضعف استقطاب المستثمرين اليها كان السبب في اختيار عنوان البحث لغرض معرفة تأثير الترويج على استقطاب المستثمرين، وتمثلت مشكلة البحث في تحديد المعوقات امام هيئة الاستثمار في الانبار وإمكانية استخدام التقنيات الحديثة للترويج عن الفرص الاستثمارية.
ولأن محافظة الانبار تمتلك من الموارد الطبيعية والبشرية والإمكانات والقدرات الاقتصادية فضلاً عن سعة مساحتها وتوفر فرص السياحة والزراعة والطرق وموقعها المتميز بحدودها مع ثلاث دول فضلاً عن بعض المحافظات العراقية الأخرى، مع توفر الملاكات العلمية والفنية، الا إنها مع كل ما ذكر لا زالت تعاني من التخلف في الحياة الاقتصادية واقتصاد ضعيف وعدم استغلال مواردها بالصورة الصحيحة، بسبب الفساد الإداري وعدم وجود عقلية اقتصادية مرنة تدير هذا الكم الهائل من الموارد.
إن أهمية البحث تكتسب من خلال تحديث استراتيجية الترويج المتبعة في استهداف المستثمرين في مجالات الاستثمار (الصناعية، الزراعية، السياحية والعلمية) كافة، الامر الذي يسهم في رسم استراتيجيات متطورة لتطوير المناخ الاستثماري.
وبناءً على ما سلف فقد هدفت الدراسة الى تشخيص تأثير الترويج على استقطاب واستهداف المستثمرين وإبراز الدور الكبير الذي يلعبه الترويج لتحقيق استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة، فضلاً عن معرفة طرائق الترويج عن الفرص الاستثمارية وواقع الإعلان عنها مع معرفة تأثير توفير المناخ الاستثماري لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوضيح التحديات التي تواجه الاستثمار في محافظة الانبار وسبل معالجتها.
حيث اتخذ مجلس محافظة الانبار وديوان محافظة الانبار وهيئة الاستثمار في محافظة الانبار ميداناً للبحث، وكانت عينة الدراسة تتألف من (21) فرداً هم رئيس لجنة الاستثمار وبعض الموظفين في مجلس محافظة الانبار ومدير هيئة الاستثمار ومديري الشعب والموظفين الإداريين ومدير لجنة الاستثمار في ديوان محافظة الانبار.
وقد اعتمدت الاستبانة أداة رئيسة لجمع البيانات المتعلقة بمتغيرات البحث وتم تصميم الاستبانة في قياس متغيرات البحث المؤثرة على استخدام عناصر الترويج وتأثيرها على الفرص الاستثمارية في جذب المستثمرين، وتم أيجاد علاقات الارتباط بين متغيرات البحث التفسيرية وبين المتغير الاستجابي وتحليلها، وذلك باستخدام معامل ارتباط الرتب لسبيرمان، فضلا عن تحليل أثر المتغيرات المستقلة في المتغير التابع باستخدام أسلوب الانحدار البسيط، وذلك بالاعتماد على البرنامج الإحصائي الجاهز (SPSS).
ولتحقيق ما ذكر سلفاً من هدف واهمية البحث والاجابة عن مشكلات البحث ، فقد تمت هيكلة البحث ضمن أربعة فصول ، حيث تضمن الفصل الأول (منهجية البحث والدراسات السابقة) ضم المبحث الأول منهجية الدراسة، والمبحث الثاني الدراسات السابقة، اما الفصل الثاني فكان ( الجانب النظري للبحث) وتكون من مبحثين، المبحث الأول الترويج والمبحث الثاني الاستثمار.
وفي الفصل الثالث الذي يمثل الجانب العملي ضم مباحث ثلاثة هي المبحث الأول الواقع الاستثماري في محافظة الانبار والمبحث الثاني تشخيص أهمية متغيرات البحث والمبحث الثالث اختبار فرضيات البحث وتفسير النتائج وتحليلها، وفي الختام ضم الفصل الرابع مبحثين هما المبحث الاول الاستنتاجات التي تم التوصل اليها من خلال هذا البحث والمبحث الثاني التوصيات.
وقد تم استنتاج ان محافظة الانبار لا زالت تعاني من الضعف الكبير في جذب الاستثمارات وقصور واضح في البنية الإدارية وان الواقع الحالي في المحافظة لا يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية التي توفرها الاستثمارات، ولمعالجة هذه التحديات لا بد من اتباع العديد من الإجراءات التي تعمل على توفير البيئة الاستثمارية بما يساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية في محافظة الانبار.
وقد سلط الباحث الضوء على أهمية الاستثمار وابعاده الاقتصادية والتنموية لمجلس محافظة الانبار مع عرض اهم الفرص الاستثمارية والمنجز منها، وقد توصل الباحث الى ان عملية الاستثمار في محافظة الانبار على الرغم من أهميتها فان الدعم والتشجيع لا ترقى الى المستوى المناسب، وذلك بسبب ضعف التسهيلات وضمانات للمستثمرين التي تشجع على الاستثمار في الفرص المتاحة على الرغم من سعي مجلس محافظة الانبار وهيئة الاستثمار في هذه المحافظة بترويج هذه الفرص، واختتم البحث توصيات عدة كانت اهمها هي ضرورة تطبيق مؤشرات الترويج الحديثة، وتطوير اهم الطرائق التي من خلالها تعزز الاستثمار.