تمت في كلية الادارة والاقتصاد جامعة بغداد ، مناقشة رسالة ماجستير في تخصص المحاسبة للطالبة (بشرى عباس جاسم) بأشراف م. د. دجلة عبد الحسين عبد عن رسالتها الموسومة (دور الرقابة الداخلية وفقاً لاطار COSO المتكامل في تحسين تقارير التنمية المستدامة للوحدات الاقتصادية العراقية)
تواجه الوحدات الاقتصادية في الوقت الحاضر تحديات كبيرة ومتغيرة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية, اذ اصبح التوجه نحو اعداد تقارير الاستدامة ضرورة ملحة تتحمل عبئها هذه الوحدات من اجل توفير المعلومات المالية وغير المالية بشكل موثوق لكي يفي باحتياجات اصحاب المصلحة, فالبعض يتعامل مع التنمية المستدامة كرؤية اخلاقية تناسب اهتمامات واولويات النظام العالمي الجديد, والبعض الاخر يرى ان التنمية المستدامة نموذج تنموي بديل عن النموذج الصناعي الرأسمالي وهو اسلوب لإصلاح اخطاء هذا النموذج في علاقته بالبيئة, وهناك ايضاً من يتعامل مع التنمية المستدامة كقضية ادارية وفنية بحتة للدلالة عن حاجة المجتمعات الانسانية المتقدمة والنامية الى ادارة بيئية وتخطيط جديد لاستغلال الموارد.
وهناك مبادرات دولية مستمرة والتي تلزم الوحدات الاقتصادية بضرورة اعداد تقارير التنمية المستدامة وذلك لإدامة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية, وعليه فأن مشكلة البحث تكمن في ضعف مواكبة انظمة الرقابة الداخلية في الوحدات الاقتصادية العراقية لتلك المبادرات والاصدارات وتحديثاتها وهذا يؤثر بشكل كبير على ادائها وكفاءتها مما ينعكس سلبا على موقفها من اصحاب المصلحة ونتيجة نشاطها.
تكمن اهمية البحث كونه يسعى الى بيان دور الرقابة الداخلية وفقا لاطار COSO في تحسين تقارير التنمية المستدامة في الوحدات الاقتصادية وتحديد تأثيرها في ادارة المخاطر( البيئية والاجتماعية ومخاطر الحوكمة) وفقاً لاطار COSO مما يمكن ان يسهم في ايضاح مدى تبني الوحدات الاقتصادية العراقية او قصورها في استخدام هذا الاطار.
ويسعى البحث الى تحقيق الاهداف الاتية:
- بيان تأثير تبني اطار COSO ومكوناته على اداء شركات النفط العراقية عينة البحث.
- بيان مكونات اطار COSO المتكامل واهم المبادئ التي جاء بها ونقاط التركيز وتحديد مستوى تطبيقها في شركات النفط العراقية عينة البحث.
- بيان مدى فاعلية اطار COSO المتكامل في تحسين نظام الرقابة الداخلية واعداد تقارير الاستدامة في عينة من الشركات النفطية العراقية.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- ان استخدام الاطر الحديثة في تصميم نظام الرقابة الداخلية للوحدات الاقتصادية ومنها اطار COSO المحدث من شأنه ان يحقق العديد من اهدافها.
- تعد بيئة الرقابة اهم المكونات التي جاء بها اطار COSO اذ تنطوي على مبادئ مهمة منها الكفاءة الفنية والالتزام بالأخلاق والتي تعد ضرورية لفاعلية الرقابة الداخلية.
- ان وجود الأهداف والغايات شرط اساسي لوجود رقابة داخلية, لذا ينبغي أن تكون واضحة من أجل تَحديد أفضل للمخاطر التي تهدد تحقيقها وذلك من خلال تقييم المخاطر الإجراءات اللازمة لإدارة تلك المخاطر.
- انشطة الرقابة المتمثلة بالتفويضات والفصل بين الواجبات ومعالجة البيانات تساعد على تحقيق فاعلية مكونات الرقابة الداخلية.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة التركيز على مكون بيئة الرقابة واعطاءه المزيد من الاهتمام لما له من تأثير على الرقابة الداخلية من خلال التزام الموظفين بالنزاهة والقيم الاخلاقية والقيام بمسؤولياتهم فضلاً عن قيام مجلس الادارة بدوره برسم السياسات والخطط المالية والادارية بكفاءة وفاعلية.
- توجيه اهتمام الشركات عينة البحث بضرورة القيام بتقييم دقيق وشامل للمخاطر التي من الممكن ان تحد من انشطتها او تؤثر سلباً في اعمالها.
- اهتمام ادارة الشركات بمكون انشطة الرقابة والعمل على تطبيق اجراءات معالجة البيانات والتفويضات والفصل بين المهام وغيرها من الانشطة التي تعمل على تحسين فاعلية انشطة الرقابة والتي تنعكس بدورها على فاعلية الرقابة الداخلية للشركات.
- ضرورة مواكبة الشركات النفطية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كي تسهم في دعم انشطة الرقابة الداخلية من خلال تحسين البنية التحتية فضلاً عن توفير الخطوط الساخنة للتبليغ السري عن المخالفات من خلال توفير ارقام خاصة