تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير في تخصص التخطيط الاستراتيجي  للطالبة (سحــــــر محمـــــود علــــــــي) باشراف  أ.م.د فراس محمــد اسمـاعيــــل عن رسالتها الموسومة (دور القيادة الحكيمة في بناء نموذج الاعمال وفق القدرات الاستراتيجية)

انطلق البحث لدراسة ابرز واسمى انواع القيادة وهي القيادة الحكيمة التي تتسم بالفضيلة ، والقدرات الاستراتيجية اللازمة  لتبني نموذج اعمال مرن ومستدام يتكيف مع الظروف الحالية والمستقبلية . فبعد ظهور الازمات المالية التي تحدث بين فترة واخرى تحتاج  المنظمات الى نوع من القيادة التي يكون لديها وعي اقوى بتطور الاعمال واستدامتها في ظل العدد المتزايد من المنافسين الجدد والمزيد من عدم اليقين . لذلك فان الحكمة هي عنصر مهم  لمواجهة القصور في القيادة بالإضافة الى انها تحسن من اتخاذ القرارات . كما أنّ توفير الاستجابة الاستراتيجية لمواجهة التغيرات المتسارعة في البيئة الديناميكية يتطلب قدرات للنجاح والمساهمة في خلق القيمة لنموذج الاعمال ، هذه القدرات مختلفة باختلاف نماذج الاعمال وقد ذكر المؤلفون بعض من هذه القدرات التنظيمية منها قدرات ادارية وقدرات تسويقية وقدرات تكنولوجية وقدرات التواصل مع فريق العمل وقدرات ادراكية ومعرفية بالإضافة الى قدرات ومهارات اخرى مطلوبة لديمومة نموذج الاعمال .

ان الاهمية الفكرية تتمثل بـالجانب النظري للبحث : اذ يتم استعراض الموضوعاتِ الهامة المرتبطة بمتغيراتِ البحث وماهيتها ودورها في تحقيق القيمة في المنظمة. وكذلك فتح آفاقٍ جديدةٍ للبحث العلمي من خلالِ تحقيق التكامل بين القدرات الاستراتيجية القيادية وتطوير نموذج اعمال ناجح ويعد هذا البحث امتداداً علمياً للمساهمة في اغناء الفكر الاداري بالمفاهيم الاساسية للمتغيرات المدروسة.

اما الاهمية التطبيقية فتتمثل بالجانب العملي للبحث: يكتسبُ البحث اهمية كبيرة بالنسبة لبيئة الصناعة العراقية وما تعانيه من تناقص القدرات القيادية خصوصاً بعد اقرار قانون التقاعد المبكر وضعف الاهتمام بهذا القطاع لعدم الادراك لأهمية هذا الموضوع ، اذ يظهر البحث  اهمية توافر القيادات الحكيمة والقدرات الاستراتيجية الضرورية لبناء نموذج الاعمال لاسيما في الشركات الانتاجية الداعمة للاقتصاد العراقي .

  • يهدف البحث الى عدة امور يمكن ايجازها بما يأتي :-
  •  تشخيص الممارسات القيادية الحكيمة في الشركة المبحوثة .
  •  تحديد نموذج الاعمال الذي تتبناه الشركة المبحوثة .
  •  التعرف على اهم القدرات الاستراتيجية المتوافرة في الشركة المبحوثة .
  •  تشخيص طبيعة العلاقة بين ممارسات القيادة الحكيمة والقدرات الاستراتيجية .
  •  قياس مستوى تأثير ممارسات القيادة الحكيمة في بناء نموذج الاعمال .

وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :

  •  ضرورة امتلاك القائد الاداري للحكمة العملية واستشعار ومعرفة كيف ولماذا ومتى يجب يجب التكيف مع البيئة وكيف ولماذا ومتى يجب تغييرها .
  • ليس هناك عمر محدد للقائد الحكيم ، فيمكن ان يكنون  ضمن اي عمر او من اي منصب وظيفي ولا تقتصر على الادارة العليا فقط .
  • يتوجه سلوك القادة من خلال امتلاك العقل الواعي والتواضع والاستدلال والبراعة الاخلاقية والقدرة على فهم احتياجات الاخرين والتصرف بشكل ايجابي تجاهها وتجاوز الأنا والقيام بالشيء الصحيح في الوقت المناسب .
  • ان الحكمة لا تأتي تلقائياً وهي ليست وظيفة ولكنها مشتقة من الموقف والتجربة ، كما انها مهمة للمنظمات لان الحكم الجيد واتخاذ القرار من اهم متطلبات القيادة . فالقيادة الحكيمة نوع من القدرات يمتلكها او يكتسبها القائد الحكيم وتكرس لخدمة الصالح العام .

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها:

  • من اجل الوصول الى قيادة حكيمة يجب اتباع الخطوات المشار اليها في الجانب النظري للبحث والتي تبدأ بتحديد واختيار المنظمة التي يميل اليها الفرد للعمل فيها والتي يمكن الشعور بالراحة فيها معظم الوقت . اضافة الى مشاركة الاخرين وتقييم النتائج واستخدام التغذية العكسية للبقاء ضمن المسار الصحيح .
  • يتطلب من المنظمات تطوير قدراتها الاستراتيجية باستمرار لغرض مواكبة التغييرات الديناميكية في البيئة الخارجية للمحافظة على ديمومة الاعمال وتعزيز القدرات القيادية الحكيمة المتوافرة في الشركة المبحوثة لتجنب المفاجآت والاستعداد لها .
  • يجب ان تكون نماذج الاعمال متسقة داخلياً وملائمة للبيئة الخارجية ، لذلك يجب اعادة النظر في نموذج اعمال الشركة المبحوثة واستراتيجياتها او كلاهما معاً لتحقيق اقصى قيمة .
  • على ادارة الشركة المبحوثة تسخير الحكم الجيد لتعزيز القدرات الاستراتيجية لا سيما الادارية منها من خلال تطوير حس المسؤولية الاجتماعية والتعاطف مع الاخرين .

 

 

 

 

Comments are disabled.