تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه في تخصص الادارة العامة للطالب (طارق كاظم شلاكه) بأشراف أ.د. احمد كريم جاسم عن اطروحته الموسومة (تأثير التكامل السلوكي لفريق الإدارة العليا في البراعة التنظيمية بتوسيط القدرات الدينامية: بحث تحليلي في جامعة بغداد)
ان العمل بروح الفريق المتكامل من الناحية السلوكية على مستوى الادارة العليا يعد من المقومات التي تحتل اهمية كبيرة في تحقيق الموائمة بين الاهداف المتعارضة, وتوفير الرؤية لاستطلاع الأحداث المستقبلية عند التخطيط للأهداف التنظيمية ووضع سياسات و تصميم الاستراتيجيات المبنية على تحليل معمق للبيئة الداخلية و الخارجية، و استكشاف الفرص و المخاطر وخلق روح الابتكار والتجديد في العمل بما يضمن مواجهة التحديات وممارسة الاعمال المعقدة التي تتطلب معرفة واسعة بالعمليات التنظيمية، و اتخاذ قرارات الاستراتيجية بجودة عالية بما في ذلك القرارات بشأن “البراعة التنظيمية” التي يمكن من خلالها للمنظمات مواجهة هذه التحديات والايفاء بالالتزامات بشكل قوي ينعكس على بقائها واستمرارها نحو تحقيق اهدافها.
يسعى البحث الى تحقيق الأهداف الآتية:
- تحليل وتشخيص واقع التكامل السلوكي لفريق الادارة العليا في الكليات المبحوثة لتحديد المؤشرات الكلية لمستوى اهتمامات ووعي الادارات التنفيذية بأهمية ابعاد التكامل السلوكي (السلوك التعاوني, تبادل المعلومات, والمشاركة في صنع القرارات). .
- قياس وتقييم أبعاد وممارسات البراعة التنظيمية في الكليات المبحوثة لتحديد المؤشرات الكلية لمستوى اهتمامات وممارسات البراعة التنظيمية فيها.
- تحديد طبيعة العلاقة بين التكامل السلوكي لفريق الادارة العليا والبراعة التنظيمية في الكليات المبحوثة.
- اختبار دور القدرات الدينامية بوصفها متغيراً وسيطا في العلاقة بين التكامل السلوكي والبراعة التنظيمية في الكليات المبحوثة.
- تقديم جملة من الاستنتاجات و التوصيات على ضوء نتائج الواقع العملي التي من شأنها ان ترفد ادارة الكيات المبحوثة بمعلومات عن هذه المتغيرات وامكانية توظيفها والافادة منها.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اظهرت نتائج البحث اهتماما واضحا من قبل اعضاء مجالس الكليات في جامعة بغداد بالتكامل السلوكي من خلال الحرص على نقل وتبادل المعلومات المهمة والعمل بروح الفريق الواحد المتعاون لصناعة قرارات ناضجة تمكن ادارة هذه الكليات من تلبية متطلبات العمل الحالي ومواجهة التحديات المستجدة:
- اوضحت نتائج البحث اهتمام اعضاء مجالس الكليات بتبادل المعلومات و حرصهم على مناقشة الآراء والافكار التي تساهم في تحديد وتعريف المشكلات وايجاد الحلول الجديدة لها بصورة ابتكارية. و تعزيز القدرة على التفوق في الإنجاز والتسريع في حل المشكلات ونقل الممارسات الجيدة ومساعدة الإدارة في توظيف المعلومات للإنجاز الأنشطة الإدارية المختلفة, التي من شانها ان تعزز جودة الخدمات التعليمة والاستشارية.
- عكست نتائج البحث حالة التعاون والانسجام بين اعضاء مجالس الكليات, الا انها لم تكن بالمستوى المطلوب في ظل الازمات والتحديات التي تعيشها مؤسسات التعلم العالي فهناك حاجة الى مستويات عالية من التآزر والتعاون بين اعضاء مجالس الكليات لتجاوز المهام المعقدة والمتطلبات الجديدة التي فرضتها الظروف البيئية التي لم تعتاد عليها هذه الكليات سابقا وانعكاس هذه التعاون على تبسيط تنفيذ المهام الادارية والتعليمية.
- صناعة القرارات في كليات جامعة بغداد يتم وفق الاسلوب التشاركي حيث اظهرت اجابات العينة هناك اهتمام واضحة بما يقدمه اعضاء مجلس الكلية من اراء ومقترحات تعكس ما يتمتعون به من خبرة ومهارات متخصصة للوصول الى قرارات تتسم بدرجة كبيرة من الدقة والموضوعية لا سيما فيما يتعلق بالقرارات المتعلقة بمواجهة الازمات الطارئة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- في ظل التغيرات البيئية المتسارعة التي تعصف بقطاع التعليم هناك حاجة الى المحافظة على مستوى عال من التكامل السلوكي لا عضاء مجالس الكليات و إشاعة تطبيق وترسيخ هذا المفهوم بين كافة اقسام وشعب الكليات المبحوثة وان لا يكون مقتصرا عند (مجالس الكليات فقط) وإنما يتم العمل على تطبيقها من خلال تحسين جسور التواصل بين الاقسام والشعب والأفراد العاملون وتحديد اللقاءات الدورية المستمرة لتبادل الآراء ووجهات النظر واشاعة ثقافة التعاون لمناقش المشاكل وطرق التغلب عليها.
- ضرورة التأكيد على تطوير عملية تبادل المعلومات وادامتها على مستوى مجالس الكليات وكذلك على مستوى الاقسام والشعب بهدف ادراك وتمييز فرص التطوير الجديدة لجعلها تتوافق بشكل كامل مع متطلبات البيئة الخارجية المتسارعة بشكل عام والمجتمع المحلي بشكل خاص.
- استثمار حالة التعاون والانسجام بين اعضاء مجالس الكليات لبناء ثقافة منظمية تشجع روح التعاون والايثار وتشعر الجميع بالولاء والانتماء وتوحيد الصفوف وتغليب ثقافة الحوار المتبادل بين المستويات الإدارية, من خلال تكوين غرف عمليات تشكل من اختصاصات متنوعة لكل كلية لمعالجة الحالات الطارئة و المهمة بصورة فاعلة و كفوءة تتلاءم وموارد وإمكانات الكليات المبحوثة.
- توسيع قاعة المشاركة في صناعة القرارات ليشمل الأساتذة من اصحاب الألقاب العلمية ذوي الخبرة والحنكة في العمل الاكاديمي والموظفين المتميزين في الادارات التنفيذية من اجل الوصول الى قرارات على مستوى عال من النضج و الاجماع لضمان تنفيذ تلك القرارات بفاعلية اكبر.