تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة دكتوراه في تخصص الادارة العامة للطالب (مصطفى صباح حليحل) بأشراف أ.م.د. نسرين جاسم محمد عن اطروحته الموسومة (القيادة الحوارية وتأثيرها في بناء الشراكة الاستراتيجية بتوسيط الادراك الاستراتيجي –بحث تحليلي في شركات وزارة الاعمار الإسكان)
ارتكز البحث الحالي على هدف اساس يتمثل باختبار تأثير القيادة الحوارية في بناء الشراكة الاستراتيجية بتوسيط الادراك الاستراتيجي ، في شركات وزارة الاعمار والإسكان العراقية كذلك تشخيص واقع متغيرات وابعاد البحث في هذه الشركات ، لبلوغ النتائج وتفسيرها لكي تكتمل مع الاستنتاجات وصولا لتقديم عدد من التوصيات لتصحيح وإنضاج سلوكيات العاملين في ممارسة هذه المتغيرات ميدانياً ، وانسجاما مع توجهات البحث تم اعتماد المنهج الوصفي التحليلي لكي يتكامل الوصف مع التحليل لإعطاء افضل مستوى ممكن من الدقة في النتائج والاستنتاجات.
وتبرز اهمية البحث من خلال مايأتي :
- المنظمة المبحوثة والمتمثلة بشركات وزارة الاعمار والاسكان لما لها من دور فاعل في هيكل الدولة يمس اغلب قطاعات الدولة وشرائح المجتمع .
- دراسة تجمع بين متغيرات نادرة الظهور في البيئة المحلية وتغطي مجالات مختلفة منها(إدارة استراتيجية، وموارد بشرية، ونظرية منظمة) بما يحاكي الذوق الفكري و المعرفي ، ما يضيف مفاهيم ونتائج جديدة حول امكانية تفعيل هذه المتغيرات في اطارة العمل التنظيمي الحكومي المحلي .
- يمثل البحث محاولة لبيان قدرة القادة وتقييم لأساليب ادارتهم للحوار في عقد الشراكة الاستراتيجية من خلال مستوى ادراكهم بما يحيط بهم وردم فجوة القصور في الاداء .
- يعد البحث الحالي إضافة معرفية لأنموذج جمع بين متغيرات لم تجمع في البيئة العراقية سابقاً ،على حد علم الباحث، مما يضيف طرحاً فكرياً يدعم ويتكامل مع اطروحات الباحثين السابقين .
تهدف الدراسة الى تحقيق مايأتي :
- بناء أنموذج فرضي قائم على مقاييس تتصف بالحداثة من جهة والدقة في بلوغ الاهداف ، من خلال الافادة من الاطروحات الفكرية للباحثين في مجال متغيرات البحث .
- تحديد وقياس ممارسات القيادة الحوارية من خلال ابعادها في شركات وزارة الاعمار والإسكان وما يترتب عليها من أهمية .
- العمل على تقديم توليفة مفاهيمية تحاكي الحداثة لمناقشة متغيرات البحث (القيادة الحوارية والشراكة الاستراتيجية والادراك الاستراتيجي) باعتماد الطرح الفلسفي و الفكر الاستراتيجي ذو العلاقة وبالشكل الذي يخلق تراكما معرفيا حولها، بهدف وضع اجابات لتساؤلات المعضلة الفكرية.
- الكشف عن طبيعة ممارسة الشراكة الاستراتيجية وابعادها من قبل شركات وزارة الاعمار والإسكان.
- تحديد مستوى توافر الادراك الاستراتيجي واي من ابعاده الأكثر تأثيراً.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين امتلاك قيادات شركات وزارة الاعمار والإسكان مجموعة من السلوكيات التي تتخذ من الحوار مدخلاً لمشاركة العاملين في تبادل الأفكار والآراء باعتماد أساليب الانفتاح الحواري غير المقيد لجميع الأطراف ويستوعب جميع الأطراف المشاركة في العملية الحوارية المستندة الى المبادئ التنظيمية ، وبما يدفعهم الى استيعابهم اهداف ورؤى الشركات وبما يوصلهم وتابعيهم الى صياغة رؤية جديدة توحد جهودهم وتجعلها كفؤة وفاعلة.
- أبدت قيادات شركات وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة ميلها الى تبني الاحترام المهني في تعزيز قيادتها الحوارية ، وهذا يدعم الشبكات الاجتماعية بقوة عبر سلسلة من المناقشات التي تدفعهم الى أجاز مهامهم الوظيفية وتحسن من كفاءة أدائهم الحالي والمستقبلي.
- حرصت قيادات شركات وزارة الاعمار والاسكان والبلديات العامة للمساهمة في مساعدة تابعيهم على انجاز انشطتهم واعمالهم ، من خلال توفيرها فرص الابداع التي تحقق اهداف شركتهم ، بعد ان تعتمد عدد من الحوارات التي تزيد من خبرتهم وقدرتهم على اكتساب المعرفة بفعل تبادلها وتشاركها، فضلاً عن تقديمها الموارد والدعم لهم وبما يدفعهم الى تقديم مخرجات تفوق ما هو متوقع.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- ينبغي على شركات وزارة الاعمار والإسكان أن تتبنى القيادة الحوارية كفكر مؤسسي ويتم ذلك من خلال :-
- ممارسة الحوار من قبل القيادات العليا في شركات وزارة الاعمار والإسكان دون وضع محددات مسبقة امام العاملين .
- اعتماد الحوار بمثابة التغذية الراجعة لتعكس صورة عن الواقع الذي تعمل فيه هذه الشركات .
- استثمار الحوار لتنمية روح القيادة والتوجيه الذاتي ، وتوجيهه نحو التأثير الإيجابي في بناء مناخ تنظيمي منسجم بعيداً عن الهرمية الفكرية والتنظيمية .
- العمل على نشر ثقافة الادراك الاستراتيجية بين جميع الطبقات التنظيمية لشركات وزارة الاعمار والإسكان من خلال الالية التالية :-
- تصميم قاعدة بيانات تشمل جميع الاعمال ذات الصلة بعمل واختصاص شركات وزارة الاعمار والإسكان لكي تحدد استجابة نوعية مع هذه ، على ان يتم تحديث هذه القاعدة بشكل مستمر .
- اعتماد أسلوب المقارنة المرجعية في عمل وقدرات شركات وزارة الاعمار والإسكان مع المنظمات الممثلة لكي تتمكن وتحديد وادراك طبيعة الفجوة الادائية .
- اجراء عمليات مسح ومراقبة للبيئة المحلية والإقليمية بصورة مستمرة من قبل شركات وزارة الاعمار والإسكان بهدف المواكبة وادراك حجم التطوير المطلوب في قدرات شركات الوزارة.