تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (أثـر القيادة المُــلهَمة في تحقيق النجاح الاستراتيجي)  في تخصص الادارة العامة للطالب (محمـــود محمد جاسم ) بأشراف م. د . عــادل عبد الودود العباسي

تأتي القيادة المُلهَمة كأحد أنماط القيادة الحديثة والتي زاد الاهتمام بها في المدة الأخيرة في دراسات الإدارة المعاصرة كونها نوع من أنواع القيادة الذي تتطلب من القائد أن تتوافر لديه الثقة العالية بالذات والإرادة والعزيمة لكي يفكر في التابعين ويضعهم نصب عينهِ حيث يوجههم نحو العمل المشترك والمرونة للتغيير لمواكبة التغيرات البيئية المحيطة، وهذا النمط من القيادة مهم في المنظمات التربوية والتعليمية التي تؤثر في بناء الاجيال وتطور المجتمع، اذ يشكل التعليم ركيزة أساسية من ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأساساً من أسس تطور المجتمعات ورقيها، وهو أحد روافد الموارد البشرية القادرة على السير قدماً في تنمية المجتمعات، ولم تعد المديريات العامة التربوية مستقلة عن بيئتها بل هي مؤسسات مجتمعية تؤثر وتتأثر بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعكس ما يعيشه المجتمع من تطورات، لذا كان المبرر في اختيار عنوان هذا البحث هو لاستكشاف مدى وجود القيادات الملهمة في مديريات وزارة التربية العراقية وتأثيرها في تحقيق النجاح الاستراتيجي،

وتتجسد اهمية البحث من خلال :-

  • تسليط الضوء واظهار اهمية القيادة المُلهَمة ودورها في تحقيق ما تصبو اليه وزارة التربية من نجاح استراتيجي من خلال دعم قدراتها المستقبلية.
  • اظهار آخر المستجدات البحثية والتي تتعلق بمتغيرات البحث واهم الأفكار التي لها علاقة بموضوع بحثنا وهي (القيادة المُلهَمة، النجاح الاستراتيجي) والتي يمكن أن نتوصل خلالها للربط بـین المتغيرين من خلال البحث.
  • إيجاد العلاقات المباشرة بين متغيرات البحث (القيادة المُلهَمة، النجاح الاستراتيجي).
  • يمكن من خلال البحث التعرف على مدى اهتمام القيادات الادارية وادراكها لمستوى امكانياتها في مجال ممارسة القيادة المُلهَمة للوصول الى النجاح الاستراتيجي.

    ويسعى البحث الحالي إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل بالآتي:

  •  وضع الاطار المعرفي لمتغيرات البحث (القيادة المُلهَمة، النجاح الاستراتيجي) من خلال متابعة الجهود المعرفية السابقة ومعرفة الانجازات المتحققة من اجل بلورة و وضع الحلول المعرفية لتساؤلات البحث.
  •  التعرف على درجة الادراك والاهتمام والتبني لموضوع القيادة المُلهَمة من قبِل القيادات العليا عينة البحث في وزارة التربية من خلال دراسة أبعادها وتحديد المهم منها للتركيز عليها.
  •  تحديد مستوى العلاقة والتأثير بين القيادة المُلهَمة والنجاح الاستراتيجي في الوزارة.
  • الخروج بمجموعة من الاستنتاجات والمقترحات لتطبيقها في مجتمع البحث (مديريات مقر وزارة التربية) فيما يتعلق بأثر القيادة المُلهَمة لتحقيق النجاح الاستراتيجي.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  • اتضح اهتمام وزارة التربية بالرؤية المستقبلية بصورة مرتفعة فعملت على تعزيزها من خلال وضع اليات عمل محددة باتجاه تحقيقها، وتطوير أدائها ودفع أدائها الحالي نحو الأفضل وبما يحسن من ممارسات قيادتها الملهمة.
  • تبين اهتمام وزارة التربية بتعزيز الثقة بالنفس وزرع الثقة لدى ملاكاتها وبما يطور مهامهم بشكل ذاتي، فضلاً عن تعاملها بمنطقية وإيجابية مع مخالفي الرأي فيها حتى يقنع أحدهما الاخر.
  • ظهر الاهتمام الجيد من قبل وزارة التربية بتمكين العاملين، والناجم عن دعمها للمبادرات الإبداعية على المستوى الفردي والجماعي وبما يحقق التميز في أدائها الكلي، فضلاً عن مشاركة ملاكاتها العاملة في صناعة القرار واتخاذه بشكل جيد.
  • ثبت اهتمام وزارة التربية بإدارة التغيير وبما يعزز من ممارسات قيادتها الملهمة، والناجم عن اهتمامها بتوليد قناعات لدى ملاكاتها لقبوله والتوجه بمقتضياته نحو الإنجاز دون مقاومة، فضلاً عن وضعها خطط سنوية للتغيير تغطي جميع دوائرها واقسامها.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :

  • ضرورة عمل الوزارة على تطوير ادائها ودفع وضـــعها الحالي نحو الأفضل بأعتماد رؤية مستقبلية مبنية على الطموحات والامكانيات والظروف المحيطة والهامها لموظفيها كمؤشر للانجاز ومعيار للبلوغ وبما يساهم في تحسين مستوى القيادة المُلهَمة الحالـــــــــــــــــيَة والمسِتقبلية للوزارة من خلال الاتي:
    • العمل على صياغة رؤية للوزارة بمشاركة ملاكاتها.
    • الانفتاح على رؤى الجميع وتنسيقها وتوحيدها برؤية توجههم نحو التحقيق والتنفيذ.
  • ضرورة تعزيز العمل نحو توفر الثقة العالية بالنفس لدى قادة الوزارة لمواجهة المعوقات والتعامل مع الاحداث بفاعلية اكبر واطلاق الاحكام والقرارات الصحيحة لها، بالاضافة الى منح القادة الثقة لمرؤوسيهم وتقبل ارائهم بشكل ايجابي في العمل مما يدعم ذلك التفاعل بينهم ويزيد ولائهم للوزارة والارتباط بها، وذلك من خلال الاليات الاتي:
    • الاعتماد على الخبرات والامكانيات التي يمتلكها القادة في الوزارة بالاضافة الى السلطات الممنوحة لهم لازالة المعوقات والمشاكل في العمل ولايجاد الحلول المناسبة لها ومناقشتها مع المرؤوسين والاخذ بما يبدوهُ من اقتراحات وافكار مفيدة.
    • تشجيع قيادات الوزارة على العمل بالمفاهيم الحديثة في الإدارة واستعمالها كأسلوب إداري في عملهم اليومي بواسطة نشر ثقافة القيادة الملهمة بأطر عملية تدعم التطبيق تلقائياً، من خلال اقامة دورات متخصصة وورش عمل وحلقات عصف ذهني ونشرات علمية للتوعية.
    • منح الحرية والمرونة قدر المستطاع للمرؤوسين في العمل من اجل ان يتعاملوا بشكل جيد مع المواقف الصعبة التي تواجههم عند تأدية واجباتهم الوظيفية.

 

Comments are disabled.