تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد , مناقشة بحث الدبلوم العالي الموسوم (أستثمار اليقظة الذهنية في معالجة الأحتراق النفسي – دراسة تحليلية لعينة من الأطباء العاملين في مدينة الطب ) في تخصص الادارة المحلية للطالب (فيصل غازي زيدان) بأشراف م.د. محسن رشيد مصيحب
جاءت فكرة هذا البحث ليمزج بين أحد الموضوعات المهمة في مجال السلوك التنظيمي وهو موضوع اليقظة الذهنية ، مع موضوع من الموضوعات الحيوية والذي تطمح جميع المنظمات في عملها الى تجنيب وقوع العاملين لديها فيه إلا وهو الأحتراق النفسي.
إن هذا البحث يدور حول مدى توفر اليقظة الذهنية لدى الأطباء العاملين في دائرة مدينة الطب ومدى إمكانية أستثمارها في معالجة حالات الأحتراق النفسي، إن هذا البحث يستمد أهميته من مشكلة وأهداف البحث، ولما للأطباء من دور في تحسين وزيادة رفاهية المواطن ولما للقطاع الصحي من أهمية في تطور عجلة الأقتصاد والتي يمكن أن تتأثر في حالة تعرض شريحة الأطباء للأحتراق النفسي وما لهذا من تأثيرات كبيرة.
تتجلى أهداف البحث بما يأتي :
- بناء جانب نظري يوضح متغيّري البحث من خلال تتبع الجهود المعرفية التي قدمها الباحثين و الكتاب لتحديد مفاهيم هذه المتغيرات ومعرفة طبيعة العلاقة الفكرية والمعرفية بينهما.
- التحقق من مدى أدراك الأطباء لأبعاد اليقظة الذهنية.
- قياس مستوى شعور الأطباء في الدائرة بظاهرة الأحتراق النفسي.
- فحص العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين اليقظة الذهنية ومستوى الأحتراق النفسي.
- التحقق من مدى تأثير أبعاد اليقظة الذهنية في ظاهرة الأحتراق النفسي.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين اهتمام دائرة مدينة الطب باليقظة الذهنية، فعمدت الى تعزيزها من خلال المهام المستندة لليقظة، والمرتبطة بعمل اطبائها ومتابعتهم ودرجة انهماكهم في انجاز جميع ما يسند إليهم، فضلاً عن متابعتها لتوافق وضمان مشاعرهم مع طبيعة تلك المهام بشكل محدود.
- أظهرت دائرة مدينة الطب اهتمامها باليقظة التفاعلية بشكل لا يلبي الطموح، الامر الذي أضعف من يقظتها الذهنية اجمالاً، لاسيما وان تناسق التحركات الجسدية وتعبيرها عند اظهار التقدير لزملاء العمل والاستماع الى آرائهم دون المساس بطبيعة الإنجازات التي يقدمها أطباء الدائرة.
- اعتمدت دائرة مدينة الطب تشخيص مسببات المشكلات الطارئة والمزمنة بشكل متوسط في تحسين يقظتها التنظيمية، فضلاً عن عملها على حل المشكلات حال وقوعها ومنع تفاقمها بشكل لا يلبي الطموح.
- تبين وجود ارهاق عاطفي لدى أطباء دائرة مدينة الطب بشكل معتدل التوفر والناجم عن شعور الأطباء بالفشل وتأنيب الضمير عند عدم شفاء مرضاهم، فضلاً عن تسلل الشعور إليهم بأن طاقتهم تستنفذ مع نهاية العمل الرسمي بشكل محدود.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- على دائرة مدينة الطب والمشافي التابعة لها الاهتمام الإضافي بتعزيز المهام المستندة لليقظة كونها الرافد الرئيس لتحسين يقظتها الذهنية من خلال مساهمة اطبائها في التعرف على طبيعة واحاسيس زملاء العمل اثناء تنفيذ المهام ، ومتابعة درجة التشتت الفكري اثناء العمل ، فضلاً عن اعتماد الاليات الاتية:
- العمل على تصحيح مسار العمل عند تعرض الأطباء الى التشتت في مشاعرهم وافكارهم.
- تثمين مشاعر وعواطف الأطباء عند تنفيذهم لمهامهم بدقة وحرص.
- العمل على متابعة توافق مشاعر الأطباء مع مهامهم ودرجة انهماكهم في العمل.
- ينبغي على دائرة مدينة الطب والمشافي التابعة لها تحسين مستوى اليقظة التفاعلية من خلال اظهارها مشاعر التقدير والثناء الكبير بين اطبائها اثناء العمل، فضلاً عن الاخذ بالتغيرات البيئية اثناء العمل بعين الاعتبار، والاستماع لآراء الزملاء وتفهم دوافعهم النفسية دون المساس بطبيعة أدائهم الوظيفي، وصولاً الى تبني الاليات الاتية:
- تعزيز قيم الزمالة وتجسيد مفاهيم النصح خدمة لوجود الدائرة وسمعتها.
- تناسق التحركات الجسدية وتعابيرها عند اظهار التقدير لزملاء العمل.
- ضرورة ارتقاء دائرة مدينة الطب باليقظة التنظيمية من خلال تشخيص ادارتها العليا لمسببات المشكلات الطارئة والعمل على حلها حال حدوثها وبما يحسن من مستوى اليقظة الذهنية ، فضلاً عن تبني الاليات الاتية:
- ترسيخ ثقافة التعلم من الأخطاء غير المقصودة بصفتها فرصة للتقدم.
- البحث عن البدائل وبما يمكنها من تقديم الحلول الكفؤة والفاعلة.
