تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (الدور الوسيط للسلوك الاستباقي لتأثير الوعي الاستراتيجي في رفاهية العاملين / بحث ميداني في مديرية تربية الكرخ الثانية ) في تخصص التخطيط الاستراتيجي للطالب (محمد جمال عبدالله ) بأشراف أ.د. فضيلة سلمان داود
يهدف البحث الحالي الى اختبار تأثير الوعي الاستراتيجي كمتغير مستقل بأبعاده (الوعي الداخلي، الوعي الخارجي، الوعي الحالي، الوعي المستقبلي) في رفاهية العاملين كمتغير مستجيب عبر أبعاده (الشعور الايجابي، المشاركة، العلاقات، المعنى، الإنجاز، الصحة الجيدة)، بتوسيط السلوك الاستباقي بأبعاده (السلوك الصوتي، تولي المسؤولية، الوقاية من المشاكل، الابتكار الفردي) في مديرية تربية الكرخ الثانية في محافظة بغداد، فضلاً عن تشخيص مستوى اهتمام المديرية بمتغيرات البحث وابعادها، للخروج بجملة توصيات تسهم في تحسين ممارستها وتبنيها لهذه المتغيرات، وانطلاقاً من حداثة المتغيرات واهميتها الملحة للمديرية وافرادها من جهة، والمجتمع من جهة أخرى. وتكمن اهمية البحث الحالي في الاتي: –
- يعد البحث الحالي محاولة موضوعية لتسليط الضوء على التطور المتسارع في المفاهيم الادارية الحديثة، سيما مفهوم الوعي الاستراتيجي التي عدت من الاساليب الادارية الفاعلة في مجال تعزيز مستقبل المنظمات ، وتعزيز سبل نجاحها بين المنظمة وأصحاب المصالح أو الجمهور والمنافسين، من خلال توظيف القيادة العليا للسلوك الاستباقي وتحقيق النجاح المطلوب ، اذ تمثل موجه وسلاح تنافسي مهم واداة لتحليل الموقف وأسلوب جيد لاختيار رفاهية العاملين الكفؤة ، فضلا عن تحقيق اهداف مديرية تربية الكرخ ، عبر تعرفها على الجانب النظري والطروحات الفكرية ، لتحقيق فهم وادراك واضح لمفاهيم واهداف المتغيرات المبحوثة.
- تمثل المتغيرات (الوعي الاستراتيجي، السلوك الاستباقي، رفاهية العاملين) من أبرز متغيرات الادب الإداري الحديث، والتي تؤثر بشكل مباشر في بيئة مديرية تربية الكرخ بشكل خاص، والمنظمات العامة والاعمال بشكل عام، لذلك الهدف خصص الجانب النظري للبحث في تعريف المديرية بمفاهيم واهمية ونماذج المتغيرات.
- يمكن البحث الحالي مديرية تربية الكرخ بشكل عام وقيادتها وافرادها بشكل خاص من استثمار الوعي الاستراتيجي والسلوك الاستباقي بشكل مباشر او غير مباشر في تحسين رفاهية العاملين.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- الوعي الاستراتيجي نشاط أدراكي وحدسي وابتكاري ينبع من ذات الفرد يهدف الى توليد وتعزيز استخدام قدرة التبصر بخصوص الاحداث المستقبلية ويمكن تنميته داخلياً وخارجياً أذ يتواجد في مستويات المنظمة كافة.
- للسلوك الاستباقي تأثيراً كبيراً في أغناء البحوث والدراسات في مجالي السلوك التنظيمي وأدارة الموارد البشرية، وتحديد العوامل المتعلقة بالرفاهية النفسية للعاملين.
- يتسم السلوك الاستباقي بكونه ظاهرة معقدة، وله أثار شخصية، وتنظيمية هامة، أذ تكون أكثر أهمية من أي وقت مضى بسبب الطبيعة المتغيرة للعمل، أذ ينبغي تحديد السلوكيات الاستباقية وطرق المشاركة فيها بفاعلية ، فضلاً عن العلاقة بين السلوكيات الاستباقية والنتائج التنظيمية.
- يسهم زيادة الوعي الاستراتيجي للقيادات العليا في تصميم أستراتيجيات تأخذ بنظر الاعتبار نقاط القوة والضعف في المنظمة وتوقع التغييرات البيئية لغرض صياغة الاستراتيجيات المناسبة وتطوير الخطط والبرامج التي تنسجم مع تلك التغييرات.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- . ضرورة الاستمرار بالاهتمام من قبل مديرية تربية الكرخ الثانية بممارسات الوعي الاستراتيجي ، والتي لها دور كبير في زيادة السلوك الاستباقي عند العاملين والى أحداث التغييرات الإيجابية في سلوكيات الموظفين الجدد من خلال التدريب والفهم ودعم زملاء العمل والتوقعات المستقبلية.
- ينبغي على مديرية تربية الكرخ الثانية تعزيز أسس وممارسات الوعي الاستراتيجي عبر الحث على التوازن بين المتطلبات الشخصية لهم ومتطلبات البيئة المحيطة والمتطلبات الريادية التي تسعى للوصول اليها وذلك بهدف توحيد أهداف المديرية والعاملين لتحقيق أهدافهما معاً.
- يتوجب على مديرية الكرخ الثانية توخي الحذر والانتباه الى المحيط الخارجي لما له من دور فاعل في زيادة رضا وولاء العاملين فيها ومن ثم تحقيق انموذج بيرما من خلال الشعور الإيجابي تجاه المديرية وتكوين العلاقات الايجابية وكذلك تحقيق المشاركة وجعل العمل داخل المديرية له معنى رئيسي في حياتهم لأنه يحقق لهم الإنجاز والتفوق والصحة النفسية الجيدة.
- ينبغي على المديرية المبحوثة تولي الاهتمام الأكثر في الوعي الاستراتيجي لينتج عنه زيادة الاهتمام في العاملين والمدراء مما يحفز الإدارة العليا على إعطاء أهمية أكثر الى السلوك الصوتي للموظف وتحمل المسؤولية ومعالجة المشاكل كذلك الابتكار الفردي.