تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد , مناقشة بحث المعادل للماجستير في التخطيط الاستراتيجي الامني / قسم الادارة العامة الموسوم (الريادَة الأِستراتيجية فّي ظلِ نظِرية الفَوُضى/ بحث تحليلي لأراء عينة من قيادات مستشارية الامن القومي) للطالب (علاء عبدالحسين كزار) بأشراف م.د. علياء جاسم محمد
هدف البحث الى اختبار العلاقة بين نظرية الفوضى والريادة الإستراتيجية في مستشارية الامن القومي العراقي ،اذ تعد قمة الهرم في صناعة القرار الأمني وتنضيجه قبل التصويت عليه في مجلس الامن الوطني الذي يرأسه رئيس مجلس الوزراء ويشكل بعضويته الوزارات الأمنية والسيادية ذات الصلة ضمن هيكل الحكومة العراقية ،فكان من أسباب تبني عنوان البحث الخروج بتصور تحليلي علمي واضح حول ما يوفره العرض الفكري لنظرية الفوضى ، والاسهامات الفكرية في مجال الريادة الاستراتيجية لقيادات مستشارية الامن القومي ، فضلاً عن التكامل المعرفي في تجسير فجوات الفوضى المحتملة من منظور الثقافة والقدرات القيادية والحكمة في التصرف بالموارد وبحسب الأولويات واهداف المنظمة واسلوب تطبيق الأفكار المبتكرة المعنية بتطوير التوجهات الإبداعية وبنمط استباقي ، وعلى هذا الأساس صيغت مشكلة البحث بتساؤل رئيس (هل استطاعت مستشارية الامن القومي من توظيف نظرية الفوضى في تحسين ريادتها الاستراتيجية؟).
وتكمن اهداف البحث في النقاط الاتية:
- ﯿﻌــد اﻟﺒﺤــث ﻤﺤﺎوﻟــﺔ ﻤﻌرﻓﯿــﺔ ﻟﻤواﻛﺒــﺔ اﻟﺘطــور اﻟﻤﺘﺴــﺎرع ﻓــﻲ اﻟﻤﻔــﺎﻫﯿم اﻹدارﯿــﺔ اﻟﺤدﯿﺜــﺔ، ﻻ ﺴــﯿﻤﺎ مفهوم الريادة الأستراتيجية اﻟــذي أﺼــﺒﺢ أﺤـــد اهم متبنيات المنظمات الريادية في اخذ الدور الاستباقي لتكييف وﻀﻌﻬﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻨﺘﯿﺠﺔ ﻹﺴﺘﺸﻌﺎر وﻗراءة وﺘﺤﻠﯿل ﻋواﻤل اﻟﺒﯿﺌـﺔ اﻟداﺨﻠﯿـﺔ واﻟﺨﺎرﺠﯿـﺔ ﻟﻠﺘﻛﯿـف ﻤﻌﻬـﺎ، وﺒﻤـﺎ ﯿﺴـﻬم ﻓﻲ رؤﯿﺔ اﻟﻔرص اﻟﻤﺘﺎﺤﺔ وٕاﻋطﺎء اﺴﺘﺠﺎﺒﺎت ﺼﺤﯿﺤﺔ ﻟظروف اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟدﯿﻨﺎﻤﯿﻛﯿـﺔ، ﻓﻀـﻼً ﻋـن ﺘرﺸـﯿد إداراﺘﻬـﺎ إﻟﻰ أﻓﻀل اﻟﺴﺒل ﻓﻲ ﺘﻌزﯿز أﺒﻌﺎد نظرية الفوضى لتطوير ممارسات الريادة الاستراتيجية من خلال توقع تطورات بيئة عمل المنظمة والعمل على توفير الاستجابات الملائمة للتكيف ضمنها ، ﻟﯿـﻨﻌﻛس ذﻟــك إﯿﺠﺎﺒـﺎً ﻓـﻲ أداء المنظومة الأمنية وبالأخص المنظمة ﻗﯿـد اﻟﺒﺤــث (مستشارية الامن القومي) وﻗـدرﺘﻬﺎ ﻋﻠــﻰ تبني تطلعات تنمي القدرات الريادية للأفراد والمنظمة على حد سواء .
- يسلط البحث الضوء على اثر الممارسات الريادية في ضوء ارهاصات بيئة المنظمة والأزمات الناجمة عن بيئة اللاتأكد المحيطة بها والقدرة على الموائمة وتتويج الصياغة والتنفيذ بـالاستدامة المناسبة للتنفيذ الصحيح من خلال التغذية الراجعة (الخطية او التشعبية) وما لذلك من أهمية بمثابة انطلاقة ثورية لتخطي السلبيات الشائعة في جعل الاستراتيجيات المعدة حبر على ورق او ان يكون مكانها الرفوف المنسية .
- اﻟﺘﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﺘوى ﺘوﺠــﻪ واﻫﺘﻤــﺎم واﻤﻛﺎﻨــﺎت وﻗــدرات اﻟﻤﻨظﻤــﺔ اﻟﻤﺒﺤوﺜــﺔ (مستشارية الامن القومي) و والتركيز ﻋﻠــﻰ ﻤﺘﻐﯿــريّ اﻟﺒﺤــث اﻟﻤﺘﻤﺜﻠــين ،بـ(الريادة اﻻﺴــﺘراﺘﯿﺠية ، ونظرية الفوضى) ﻓﻀﻼً ﻋن ﻤﻌرﻓﺔ أي أﺒﻌﺎدﻫﺎ ﻛﺎﻨت أﻛﺜر اﻫﺘﻤﺎﻤﺎً وﺘﺒﻨﯿﺎً وﻤﻤﺎرسة .
- ﯿﺴــﻬم اﻟﺒﺤــث ﻓــﻲ ﺘزوﯿــد اﻟﻤﻨظﻤــﺎت الحكومية الأمنية ضمن اﻟﺒﯿﺌــﺔ اﻟﻌراﻗﯿــﺔ ﺒﺂﻟﯿﺎت وأﺴﺎﻟﯿب ﺤدﯿﺜﺔ ﻟﻤواﻛﺒـﺔ اﻟﺘطـورات اﻟﻤﻌﺎﺼـرة واﻟﺘﻛﯿـف ﻤـﻊ اﻟﺘﻘﻠﺒـﺎت اﻟﺒﯿﺌﯿـﺔ ﻋـن طرﯿـق زﯿـﺎدة اﻻﻫﺘﻤـﺎم بالتثقف النظري وتطبيقاته واثر ذلك في تمكينها لتكون عامل محفز للريادة الاستراتيجية .
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- تبين الاهتمام الجيد بالجاذب الغريب/ تأثير الفراشة من قبل مستشارية الامن القومي في ظل اعتمادها بتحديد التغيرات في مختلف المجالات التي ترتبط بمهامها الأمنية وبما يقود الى احداث تغييرات كبيرة في مجالات ترتبط بشكل متوالي، لاسيما وأنها تنظر الى أي سلوك او توجه معين على انه لا يكرر مرتين بنفس الأسلوب بشكل متوسط.
- اتجهت مستشارية الامن القومي الى تبني نقطة التشعب وبما يحسن من مستوى نظرية الفوضى من خلال قدرتها على تشخيص التغييرات المفاجئة ضمن المنظومة الأمنية، فضلاً عن مراقبة ورصد التغيرات النوعية فيها.
- لجأت مستشارية الامن القومي الى اعتماد التغذية الراجعة بشكل جيد نتيجة لاهتمام قياداتها بتوليد معلومات جديدة وفقاً للتغييرات التي تحدث في محيط عملها، فضلاً عن ميلها الى اعتماد مبدأ اللامركزية والتمكين في العمل بشكل متوسط.
- اعتمدت مستشارية الامن القومي التنظيم الذاتي مرتكزاً تعزز من خلاله نظرية الفوضى والناجمة عن امتلاكها نظرة للمتغيرات التي تسهم في احداث التغيير بشكل إيجابي وتدعم نظام عملها، في ظل اعتمادها على تحليل نتائج المخرجات باعتماد العلاقات القائمة على (السبب-السبب الاخر) بدلاً من اعتمادها على تحليل علاقة (السبب-النتيجة).
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- ضرورة تحسين الجاذب الغريب/ تأثير الفراشة وبما يسهم في ارتفاع مستوى تبني نظرية الفوضى، من خلال تحديد مستشارية الامن القومي للتغيرات في مختلف مجالات ونطاق عملها الأمني، فضلاً عن استقطاب فرق عمل متخصصة للتعامل مع ما يستجد من مشكلات صغيرة او كبيرة ضمن نطاق البيئة الأمنية الحالية.
- ينبغي الاهتمام بنقطة التشعب لما له من دور إيجابي في تحسين نظرية الفوضى في مستشارية الامن القومي من خلال امتلاك القدرة على تشخيص التغييرات المفاجئة داخل عمل المنظومة الأمنية، ومراقبة ورصد التغيرات النوعية فيها.
- التوجه الى تحسين التغذية الراجعة لقيادات مستشارية الامن القومي وذلك بتنمية القدرة على توليد معلومات جديدة ترتبط بالتغييرات التي تحصل في محيط عملها، مع التوجه الى تبني مشاركة المعلومات وفقاً للتغيرات والعمل على توظيفها كمدخلات لعملياتها الجديدة.