تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة ( تأثير القيادة الابداعية في التفـوق الاستراتيجـي بتوسيط تمكين العاملين ) في تخصص ادارة الاعمال للطالب (وضـــاح علــي حســيـن) بأشراف أ .م .د فراس محمد اسماعيل
يهدف هذا البحث الى تحديد دور القيادة الابداعية كمتغير مستقل من خلال ثلاثة ابعاد (قدرات القائد ، التصور والوضوح والتكييف) في تحقيق التفوق الاستراتيجي كمتغير تابع من خلال ثلاثة ابعاد (الاستراتيجية الملائمة ، التفوق الخدمي والتفوق المعرفي) بتوسيط تمكين العاملين كمتغير وسيط ومن خلال ثلاثة ابعاد ايضاً (الاستقلالية ، تفويض الصلاحيات ، التدريب) ، حيث تعتبر القيادة الابداعية عنصراً هاماً لا غنى عنه لتحقيق التطور والتغير في هذه المنظمات فضلاً عن قدرتها على جمع الافكار غير التقليدية والتفكير خارج الصندوق ورسم مسار مستقبلي ومواجهة التحديات استراتيجية نحو تحقيق التفوق المنشود عبر تطبيق استراتيجية تمكين العاملين التي تعد من الاستراتيجيات ذات الاهمية الكبيرة التي تحتاجها المنظمات في الوقت الحالي وما يشهده من تسارع تكنولوجي ومعرفي لإحداث التغييرات الايجابية في عملها، يتطلب وجودها مقومات تنظيمية توفرها القيادات الادارية والتي تكون قادرة على التأثير في العاملين وتوجيههم نحو تحقيق النجاح والتفوق .
وتتمثل اهمية البحث في الجوانب الاتية :
- تفيد الدراسة في مساعدة امانة بغداد في الاستفادة من ممارسات و قدرات القيادات الابداعية واهميتها ودورها في تحقيق التفوق
- اهمية الاستراتيجية التي تتبعها المنظمات ودورها في تحقيق الاهداف المرسومة فضلاً عن اهمية دور القيادة ومدى اتبعها الاسلوب الابداعي في مجال اتخاذ القرارات والتدريب وتفويض الصلاحيات
- اهمية تمكين العاملين بعدهم من المفاتيح الاساسية لنجاح وتفوق أي منظمة في بيئة الاعمال المحيطة بها.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- من خلال النتائج التي توصلت اليها الدراسة تبين انه ليس هناك فئة عمرية محددة للقائد الابداعي ، فيمكن ان يكون في اي عمر واي منصب وعدم اقتصارها على الادارة العليا فحسب
- توصلت نتائج الدراسة الى ان الابداع ظاهرة غير عشوائية ولا تأتي بصورة تلقائية ولكنها عملية منظمة من خلال الممارسة ، يعد الابداع ضرورة مهمة للمنظمات لأنه من متطلبات القيادة الابداعية ، فالقيادة الابداعية من القدرات التي يمتلكها او يكتسبها القائد ويكرسها لتحقيق اهداف المنظمة نحو تحقيق التفوق المنشود
- توصلت الدراسة إلى أن ممارسات التمكين في دوائر امانة بغداد عينة البحث تعتبر مرتفعة، كما توصلت الى وجود ارتباط معنوي بين تمكين العاملين والتفوق الاستراتيجي، أي زيادة اهتمام قيادات امانة بغداد باستراتيجيات تمكين العاملين لغرض تحقيق التفوق الاستراتيجي الذي تسعى اليه.
- توصلت نتائج الدراسة الى وجود تأثير معنوي للقيادة الابداعية بأبعادها (قدرات القائد ، التصور والوضوح ، التكيف) في التفوق الاستراتيجي ، اي ان القدرات الادراكية للقادة وتصورهم للبيئة وتكييفهم ومرونتهم في التعامل مع المشكلات موجودة بشكل كبير لدى القادة في دوائر امانة بغداد عينة البحث.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- لتحقيق النجاح والتفوق بالنسبة الى امانة بغداد على المدى الطويل، يجب ربط عملية الابداع ومواءمتها مع الأهداف التنظيمية وتعزيزها من خلال إدارة الأداء ، فالقادة الابداعيون هم أصحاب رؤى مبدعة ولديهم أفكار كبيرة، والأهم من ذلك، يمكنهم تحفيز الأشخاص من حولهم لتحويل تلك الأفكار إلى واقع.
- على القيادات الادارية في امانة بغداد إن تهتم بممارسات القيادة الابداعية من خلال قدرة القيادات على التأثير على العاملين وتوجيههم نحو انجاز المهام، وامتلاكهم للشفافية والوضوح في التعامل معهم، فضلاً عن تعاملهم بمرونة مع العاملين في مكان العمل من أجل تحقيق التفوق الاستراتيجي.
- على القيادات الادارية بمستوياتها (العليا ، الوسطى) في دوائر امانة بغداد عينة البحث إن تهتم بتمكين العاملين من خلال الاستقلالية في صنع القرارات، والعمل على تفويض الصلاحيات للمستويات الدنيا في هذه الدوائر، فضلاً عن اعتماد برامج تدريبية مستمرة للعاملين لرفع مهارتهم المعرفية من أجل المساهمة في تحقيق التفوق الاستراتيجي.
- على القيادات الادارية في امانة بغداد بمستوياتها (العليا ، الوسطى) إن تهتم ممارسات القيادة الابداعية من خلال تنمية روح التعاون بين العاملين للعمل كفريق واحد، والعمل على توليد الأفكار الجديدة التي تقود نحو تحقيق الأهداف الموضوعة من أجل تحقيق تمكين العاملين في المنظمة.