الموائمة بين نموذج الأعمال الدائري

تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه (  الموائمة بين نموذج الأعمال الدائري والإبتكار البيئي لتعزيز التفوق العملياتي  / دراسة حالة في مصفى الدورة)  في تخصص ادارة الاعمال للطالب (حامد عبدالرضا كرم) بأشراف أ. د. إيـثـــار عبدالهادي

تعد الدراسة الحالية محاولة وإسهاماً في الجهود المعرفية المتعلقة بإمكانية نقل المعارف والأساليب الحديثة وتطبيقها في شركة مصافي الوسط وعينتها مصفى الدورة/ بغداد، من خلال تناولها المتغيرات (نموذج الأعمال الدائري، الإبتكار البيئي، التفوق العملياتي)، إذ تهدف الدراسة الى إيجاد السبل المناسبة لتحقيق أعلى قيمة لنواتج عمليات الإنتاج وأدنى حد من التلوث المتولّد في بيئة العمل والبيئة الطبيعية. تمثلت مشكلة الدراسة بقصور في أمثلية إستخدام مورد النفط الخام وبمعنى آخر عدم وجود تكافؤ بين مقدرات النفط الخام وعمليات الإنتاج الحالية للحصول على أفضل قيمة من تلك المقدرات مما يؤدي الى ظهور نسبة عالية من منتج عرضي ثقيل (زيت الوقود) محدود الإستخدام ومنخفض القيمة، على حساب المنتجات الخفيفة عالية الطلب مع إرتفاع نسب الملوثات المصاحبة لعمليات الإنتاج، لذا تكمن أهمية الدراسة في تــناولها لمشكلة معرفية وتطبيقية مهمة في قطاع إقتصادي كبير وحيوي مثل القطاع النفطي والمساهمة بزيادة إنتاج المشتقات النفطية الخفيفة وتحسين جودتها مع عدم الحاجة الى كميات إضافية من النفط الخام.

وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :

  1. يواجه مصفى الدورة مشكلة حقيقية بعدم إستغلال جزء كبير من القيمة االتي يتضمنها النفط الخام في الوقت الحالي، نتيجة لإرتفاع معدل حجم المنتجات الثقيلة (زيت الوقود مع الخام المختزل) والذي بلغت نسبته 225 % من معدل حجم النفط الخام المكرر في العملية الإنتاجية الحالية وكما يوضحها الجدول (4-21).
  2. وجود فائض في الطاقة التصميمية لوحدة التقطيــر الفراغي المســتحدَثة والتي تبـــلغ ((70000 B/D المصممة لإستيعاب مقادير زيت الوقود الناتجة من وحدة التقطير الجوي الحالية البالغة 329 B/D)).
  3. تفوق نموذج الأعمال الدائري على نموذج الأعمال الخطي من خلال تفوق الخيارين الأول والثاني لمؤشر الأداء الدائري وهما (خيار إستراتيجية الحلقة المغلقة بالمرتبة الأولى وخيار إستراتجية الحلقة شبه المغلقة بالمرتبة الثانية) على الخيار الثالث في نظام خلق القيمة وهو خيار الإستفادة من حرق الوقود (الحلقة المفتوحة).
  4. يتخطى مفهوم كسب القيمة المنفعة المتحققة لمصفى الدورة في تسويق منتجات العملية التطويرية وتحقيق الأرباح ويسهم بدعم الإقتصاد العراقي عن طريق رفع العبء عن الحكومة المتمثل بدعمها لسعر منتج الكازولين الممتاز المستورد.

ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :

  1. إجراء الإصلاحات في الطرائق العملياتية التي من شأنها إضافة تحسينات جديدة على بُعدي المنتج الوظيفي والبيئي، والتي يتصف بهما نشاط تكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات النفطية. ويكون ذلك عن طريق مواكبة التطورات العالمية وتبني التقنيات التي من شأنها ترشيدإستهلاك الموارد.
  2. التوجه بنصب وحدة تكرير جوية إضافية لدعم المشاريع المستقبلية للمصفى بزيادة الإنتاج والإنتاجية، عن طريق إستثمار فرصة توافر طاقة تصميمية فائضة لإستيعاب زيت الوقود ورفد العملية التطويرية التي قدمتها الدراسة بمدخلات إضافية.
  3. الحرص بوضع الحلول والمعالجات التي من شأنها توسيع القيمة وذلك بإتباع نماذج الأعمال الدائرية في عمليات المصفى وعدها جزءاً من السياسة العامة التي ترعاها إدارة المصفى وتكون آلية ذلك بإقامة المؤتمرات العلمية ودعوة الباحثين وطلبة الجامعات للمشاركة وتقديم الحلول.
  4. الدخول في شراكات حقيقية مع مستثمرين من شركات متخصصة من شأنها تقديم كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح المشاريع التي تضمن تحقيق الإكتفاء الذاتي والإستغناء عن المنتج المستورد.

الموائمة بين نموذج الأعمال الدائري

Comments are disabled.