تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (جدوى استثمار الغاز المصاحب للنفط وانعكاساته على الاقتصاد العراقي) في تخصص الاقتصاد للطالبة (ميسم عباس محسن) بأشراف أ.د ثائر محمود رشيد
حيث يهدف البحث الى بيان المخاطر والتكاليف الاقتصادية الناجمة عن حرق الغاز والخسائر الاقتصادية الحاصلة عن حرق الغاز المصاحب للنفط في العراق والجدوى الاقتصادية من استثمار ومعالجة الغاز المصاحب للنفط في العراق.
ويستمد اهمية البحث من الاهمية الاستراتيجية لاستثمار الغاز المصاحب للنفط على المستوى الدولي لأهميته الاقتصادية، ولاسيما للدول المنتجة للنفط ومنها العراق فان تطوير هذا القطاع واستخدام التقنيات الحديثة سيدفع باتجاه التقليل من حرق الغاز المصاحب للنفط والاستفادة من المنافع التي يمكن ان تتحقق من خلال ذلك، لتسيير مختلف الأنشطة الصناعية والاقتصادية، كونها ثروة وطنية هيدروكربونية، يمكن الانتفاع منها في تحسين وضع الميزان التجاري وتنويع مصادر الدخل وتوليد الطاقة الكهربائية وحل ازمة الكهرباء، فضلاً عن تحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من الانبعاثات التي تحدث نتيجة لحرقه.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها:
- يلقى استثمار انتاج الغاز المصاحب للنفط اهتمام واسع من قبل المجتمع الدولي والسعي لرفع مساهمته في استهلاك الطاقة العالمي وذلك بسبب زيادة الضغوط البيئية والتي تحتم توجه الدول خاصة النفطية لاستخدام الطاقة النظيفة، كون الغاز الطبيعي يعتبر من أنظف المصادر الاحفورية للطاقة.
- وجود زيادة مستمرة في الطلب العالمي على الغاز نتيجة للتطورات التقنية والتي خفضت من تكاليف انتاج والتسييل والتصدير، كذلك دخول الغاز الطبيعي كمستلزم في العديد من القطاعات والأنشطة خاصة الكهربائية النصيب الأكبر لقطاع الطاقة من استهلاك الغاز الطبيعي ويتوقع ان يتصدر الغاز الطبيعي على مصادر الطاقة الأخرى في توليد الطاقة الكهربائية التي ارتفع الطلب العالمي عليها بشكل كبير.
- يتميز الغاز الطبيعي بمجموعة من الخصائص التي تميزه عن مصادر الطاقة الاحفورية الأخرى، حيث انه يتمتع بخصائص تجعله وقوداً ومادة أولية تدخل في العديد من الصناعات، والذي جعله الأفضل من بين مصادر الطاقة الاحفورية كفاءته العالية واستعمالاته فضلاً عن كونه صديق للبيئة.
- تزايد الاهتمام بالغاز الطبيعي مع تزايد الاهتمام بتطوير مصادر الطاقة النظيفة، كونه أحد أكثر الخيارات الأكثر فاعلية واقتصادية، وفي هذا السياق فأن معظم الدول خاصة النفطية اهتمت ومن خلال حكوماتها بوضع برامج وسياسات لاستغلال الغاز.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- الإفادة من التجارب الدولية خصوصاً التي تمتلك ظروفاً ومقومات مشابهة والقيام بتطبيقها على أرض الواقع وذلك لوضع خطة استثمارية فعالة، والاستفادة من طرق استثمارها للغاز والتنسيق ما بين الشركات الاستثمارية الوطنية والأجنبية لتحقيق اعلى منفعة كشركة غاز الجنوب وغاز البصرة بما يسعى الى تحقيق صناعة غازية متطورة.
- وجوب الاستثمار والاستفادة من الطاقة النظيفة تبعا للتوصيات الدولية في هذا المجال اذ يمتلك العراق كميات كبيرة من احتياطيات الغاز المصاحب والذي تزداد كمياته طرديا تبعا لإنتاج المزيد من النفط المستخرج والذي يمكن ان يفتح ابواباً واسعة لتلبية ليس الطلب المحلي وانما للتصدير ايضا والذي ينعكس ايجابا على الميزان التجاري باتجاه عدم استيراد الغاز ووجود امدادات مستمرة لتنعكس على تشغيل العديد من الأنشطة وهذا هو المعنى من الجدوى الاقتصادية وخاصة قضية الكهرباء.
- السعي لتضافر الجهود من اجل وضع سياسة عامة (صناعية ونفطية بشكل خاص) لتحقيق اقصى استفادة من الكميات المتوافرة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط لتوليد الطاقة الكهربائية، لما في ذلك من جدوى اقتصادية وفنية وبيئية للحد من التلوث الناجم من عملية هدر الغاز سواء عن حرقه او تنفيسه للجو.