تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (تأثير رأس المال النفسي في التوافق المهني – بحث تحليلي ) في تخصص الادارة العامة للطالبة ( أروى قيس احمد ) بأشراف أ.م.د. خالد مهدي صالح
حيث تهدف الدراسة الى توضيح و تقديم اهم المفاهيم النظرية و المضامين الفكرية لمتغيرات البحث الحالي (رأس المال النفسي ، التوافق المهني ) من خلال النظر الى اهم الطروحات العلمية االخاصة بتلك المواضيع في الفكر الاداري في محاولة جادة لتقديم االاجابات الملائمة لدى الوزارة عينة البحث كونها منظمة عامة.
ويمكن تلخيص أهمية الدراسة من الناحية النظرية بالآتي:
- حداثة البحث الذي تتناول متغيري االبحث ( رأس المال النفسي ، التوافق المهني )، لكونها من الموضوعات الحديثة التي ظهرت في السنوات الماضية ، و لم تحظ بالاهتمام الكافي من الدارسين و الباحثين. وهو ما يدعو إلى ضرورة الخوض التجريبي لدراسة التأثير في كل من المتغيرين .
- دراسة رأس المال النفسي وأهميته في حياة العاملين في الوزارة المبحوثة وتأثيره على التوافق المهني للعاملين
- تناول البحث موضوع التوافق المهني الذي لم يأخذ النصيب الكافي في واقع الدراسات المحلية ، فالبحث الحالي يعدُّ إسهاماً متواضعاً تجاه تعزيز هذا المفهوم وتعبيد الطريق لباحثين آخرين للخوض في مضماره.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- يبدو ان هنالك نوع من الثقافة المنظمية تلتزمها الادارة تعتمد على ايجاد حواجز بينها وبين موظفيها وهذا ما تم ملاحظته من خلال اجابات العينة حول بعد الكفاءة الذاتية , اذ يلاحظ ان الادارة غير جادة في مسألة الانفتاح امام اراء العاملين وفتح باب المشاركة لهم في ابداء ارائهم في القرارات التي تخصهم وتخص المنظمة .
- من خلال تحليلات اجابات العينة المبحوثة على بعد التفاؤل الخاص بمتغير رأس المال النفسي تم ملاحظة ان العاملين في المنظمة لايمتلكون اي نظرة ايجابية وان سلوك المبادرة في رفد المنظمة بافكار جديدة او تقديم اعمال اضافية ضعيف نوعا ما ويغلب عليه طابع الخجل والتردد .
- بحسب اجابات العينة فان المستقبل بالنسبة لهم داخل المنظمة يبدو انه يتسم بالصورة الضبابية فهم غير محفزين بشكل جيد من اجل انجاز الاعمال التي تحقق الاهداف التنظيمية .
- يبدو ان الرغبة في التكيف مع الاحداث ومواجهتها بحلول مختلفة عن الحلول الخاصة بتصورات الادارة وحدها ضعيفة جدا, وهذا ما تم ملاحظته في تحليل اجابات عينة البحث على بعد المرونة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :
- ضرورة انفتاح الادارة امام العاملين وفتح الباب امامهم لغرض المشاركة في صياغة القرارات المهمة الخاصة بالمنظمة فضلا عن منحهم جزء من الاستقلالية في تنفيذ مهامهم بالكيفية التي يرونها مناسبة وليس فقط بحسب ما تراه الادارة العليا , لان هذا من شأنه ان يعزز من شعور الكفاءة الذاتية والرغبة في المشاركة في صنع القرارات وحس الانتماء للمنظمة .
- من شأن هذا الانفتاح ايضا ان يعزز من روح التفاؤل والنظرة الايجابية لدى العاملين تجاه المنظمة , لذلك يوصي البحث ان يتم تعزيز السلوكيات الاجتماعية في الادارة وعدم التطرف في التمسك باللوائح والتعليمات الخاصة بتنفيذ القرارات المنظمية , لما في هذه السلوكيات الاجتماعية من اثر ايجابي في نفسية العاملين وشعورهم بالرضا و والروح المعنوية العالية.
- الاهتمام اكثر باشراك العاملين في تحديد الاهداف المنظمية (على المستوى التنظيمي) بسبب ان هذه الاهداف تمثل المستقبل الخاص بالمنظمة وطالما ان العاملين ساهموا في تشكيل هذا المستقبل فأنهم سوف ينظرون له نظرة ايجابية مفعمة بالأمل وهذا من شأنه ان يجعلهم محفزين لانجاز هذه الاهداف وتحقيقها.
- منح الاستقلالية للعاملين في تنفيذ المهام الخاصة بالمنظمة يولد لديهم القدرة على التكيف في وضع الحلول الخاصة بالمشاكل المنظمية والقدرة على التكيف مع الاحداث التي تحدث داخل بيئة العمل ومنحهم صفة المرونة في التكيف مع كل ما يحدث داخل المنظمة, بدلا من التذمر وايجاد الاعذار والتهرب منها, لذلك يوصي البحث بضرورة ان تتسم الثقافة المنظمة بالمرونة وعدم التمسك بالروتين كون ان مثل هذه الثقافة ستنعكس بشكل سلبي على سلوكيات العاملين.