تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة رسالة الماجستير الموسومة (القدرات الدينامية وتأثيرها في الحيوية التنظيمية بتوسيط المرونة الاستراتيجية ) في تخصص الادارة العامة للطالبة (حياة ياسر سالم) بأشراف أ. د. هديل كاظم سعيد
يهدف البحث الحالي إلى التحقق من تأثير القدرات الدينامية بأبعادها (الاستشعار, والاستيلاء, واعادة التشكيل) بوصفها متغيراً مستقلاً في تعزيز الحيوية التنظيمية بأبعادها (البقاء/الاستمرارية, والنمو/ التغيير, والاداء) بوصفه المتغير التابع عبر الدور الوسيط للمرونة الاستراتيجية بأبعاده (المرونة الاستباقية, والمرونة التفاعلية)، فضلاً عن التعرف على مستويات توافر هذه المتغيرات وتوظيفها بما يتوافق مع طبيعة الظروف التي تواجه المنظمات الصناعية في العراق.
ومن هنا تتعلق مشكلة البحث الاساسية بمدى امتلاك الشركة محل البحث القدرات الدينامية وتأثير تلك القدرات في تعزيز الحيوية التنظيمية بتوسيط المرونة الاستراتيجية.
تتمثل اهمية البحث في الجوانب الاتية :
- يشكل البحث إسهامًا علميًا وتطبيقيًا في بحث تأثير القدرات الدينامية على الحيوية التنظيمية، مع إدراج دور المرونة الاستراتيجية متغيراً وسيطاً، ويبرز أهميته الميدانية من خلال اختيار القطاع الصناعي، ممثلاً بشركة أور العامة للصناعات الهندسية، التي تُعد من القطاعات الحيوية في العراق، نظرًا لدورها في تقديم المنتجات والخدمات للمواطنين والمساهمة في التنمية الصناعية والاقتصادية.
- توفير قاعدة معلومات عملية يمكن للمنظمة المبحوثة الاستفادة منها لتطوير أساليب عملها، بما يعزز قدراتها الدينامية ويقوي مستويات الحيوية التنظيمية عبر تطبيق استراتيجيات مرنة واستجابات فعالة للتغيرات البيئية المستمرة.
- رفع مستوى وعي واهتمام قيادات الشركة بالقدرات الدينامية والاستراتيجيات المرنة، بما يسُهم في تطوير مهاراتهم القيادية، وتمكينهم من مواجهة التحديات البيئية والتغيرات المفاجئة، وتعزيز قدرتهم على تحقيق الحيوية التنظيمية والتكيف السريع.
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- اظهرت النتائج بأن الشركة تمتلك قدرات استشعار جيدة الى حد ما، تمكنها من متابعة التغيرات البيئية وجمع المعلومات الاقتصادية، مما يعكس وعيًا إداريًا عميقًا بأهمية المعلومات الخارجية في صياغة الاستراتيجيات, ويظهر هذا في شركة اور العامة من خلال جولات المدير العام التفقدية والمعلومات الصادرة عن تجهيزات وتعاقدات حديثة ما يدل على ان الادارة تراقب السوق المحلي واحتياجات الجهات المستفيدة.
- تظهر الشركة امتلاكها لاليات رصد وتحليل بيئي تعد مقبولة نسبيا, وتوفر لها قاعدة معقولة لاتخاذ قرارات استباقية تسهم في تعزيز جاهزيتها وقدرتها التنافسية, كما يعكس اعلانها عن قرب تشغيل خطوط انتاج جديدة لدعم الصناعة الوطنية تبنيها نهجا استباقيا في ادارة مواردها وفرصها, اذ تعمل على تهيئة متطلبات النمو مسبقا بما يسهم في تعزيز موقعها في السوق وتحقيق استدامة عملياتها .
- تحظى قدرات الشركة على الاستيلاء بالاهتمام الكافي، حيث تمكنها من تحويل الفرص السوقية الى نتائج فعلية من خلال ممارسات صناعية فعالة, ويظهر ذلك من خلال تسجيل شركة اور العامة عقودا مع جهات التوزيع للكابلات والقابلوات وتنفيذها على ارض الواقع , مما يشير الى قدرتها على استغلال الفرص المتاحة في السوق المحلي للمنتج الوطني.
- اهتمام الشركة بإعادة التشكيل يعكس قدرتها على تكييف الموارد واستراتيجيات التسويق بما يتوافق مع التغيرات البيئية, ويظهر ذلك جلياً في سعي الشركة الى تشغيل خطوط انتاج اضافية لتلبية الحاجة المحلية وتوسيع الطاقة الانتاجية, وهو ما يدل على انها تعمل على اعادة تشكيل عملياتها او على الاقل توسيعها انسجاما مع المتطلبات المتغيرة.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدمت الباحثة عدد من التوصيات اهمها :
يوصى بأن تعزز شركة اور العامة للصناعات الهندسية قدراتها في الاستشعار البيئي عبر تشكيل فريق مختص برصد البيئة الخارجية واعداد تقارير دورية عن السوق والمنافسين واحتياجات الجهات المستفيدة وتطوير آليات لرصد التغيرات الاقتصادية والسوقية والتكنولوجية، وربطها بأنظمة اتخاذ القرار الاستراتيجي لضمان استشراف الفرص والمخاطر المستقبلية بكفاءة, عبر توسيع وحدات المتابعة والتخطيط في الشركة لتشمل تحليل الاسواق المحلية والاقليمية خصوصا في مجالات القابلوات والالمنيوم وربط نتائج التحليل بمجلس الادارة لاتخاذ قرارات سريعة تتناسب مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية.
2 . يوصي الباحث بضرورة تعظيم فعالية الاستيلاء على الفرص وتحويلها الى نتائج فعلية: وضع سياسات تحويل الفرص السوقية إلى مشاريع عملية قابلة للقياس، مع متابعة نتائج التنفيذ وتحليل العائد الاستراتيجي لتعزيز القدرة على المنافسة, من خلال انشاء وحدة متخصصة لادارة المشاريع والفرص السوقية تقييم العروض والمناقصات وتحويلها الى مشروعات انتاجية واقعية, من خلال الاليات: تطوير نظام متابعة للعقود والفرص السوقية يضمن رصد الفرص الجديدة وتقييم جدواها بسرعة, تعزيز قنوات التواصل مع جهات التوزيع عبر اجتماعات دورية وعقود شراكة استراتيجية لتأمين طلب مستمر على منتجات الشركة, تحديث قاعدة بيانات بالعقود المنفذة والفرص المستقبلية لدعم اتخاذ القرار وتحسين عملية التخطيط.
3 . يوصى بأن تعزز شركة اور العامة جهودها في إعادة التشكيل التنظيمي والتشغيلي: تبني استراتيجيات مرنة لإعادة ترتيب الموارد والعمليات الداخلية بما يتلاءم مع التغيرات البيئية، مع تحسين الهيكل التنظيمي لضمان التكيف السريع والفعّال, عبر اجراء مراجعة دورية للهيكل التنظيمي للشركة بما يسمح بمرونة اكبر في اتخاذ القرار واعادة توزيع المهام بما يعزز سرعة الاستجابة, تطوير استراتيجيات تسويق تكيفية تعتمد على تحليل الطلب المحلي وتوجيه الانتاج نحو المنتجات الاكثر احتياجا.

