تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه في تخصص الادارة العامة للطالب (همام فلاح جاسم ) باشراف أ. د. صلاح عبد القادر احمد عن اطروحته الموسومة (توظيف المهارات الرقمية في بناء المنظمات المستدامة بتوسيط ابعاد التفكير الاستراتيجي )
يهدف البحث الحالي إلى اختبار تأثير المهارات الرقمية في بناء المنظمات المستدامة بتوسيط ابعاد التفكير الاستراتيجي لوزارة الإتصالات، فضلاً عن ملاحظة مستوى اهتمام وزارة الإتصالات بمتغيرات البحث وابعادها ، للخروج بجملة استنتاجات وتوصيات تسهم في تحسين ممارستها وتبنيها لهذه المتغيرات ، وانطلاقا من حداثة الموضوع واهميتهُ الملحة للوزارة وقادتها الاستراتيجيين من جهة ، والعاملين والمجتمع من جهة أخرى وتمثلت مشكلة البحث في صعوبة تحديد مسارات عمل بناء المنظمات المستدامة ، وبسبب البناء المعقد لأغلب المنظمات ومنها وزارة الأتصالات يجعلها تقليدية بعيدة عن الواقع، في حين يجب عليها أن تكون رقمية متخصصة في هذا المجال،وأن تتخلص من قيود العمل وتعيد حساباتها على مستوى البرامج ،الممارسات،الهيكل التنظيمي،الأهداف،كذلك الأهتمام بالمتغير الوسيط،ومعظم أبعاده التي تعاني من ضعف في جوانب معينة مما يؤثر سلباً على الممارسات ويجعلها من دون فائدة تذكر .
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- تبين للباحث أن العينة في وزارة الإتصالات أغلبهم من الذكور،ومن ضمن فئة الشباب، التي عاصرت وشاهدت التطور التقني الهائل في العالم،وتعد قادرة على تحويل مسار العمل بالإتجاه الصحيح .
- تبين اهتمام وزارة الاتصالات والشركات التابعة لها المتوسط بالمهارات التشغيلية، الناجم عن اعتقاد قادتها بأن التقدم الرقمي للمعلومات يساعدها على تقليص حجم الجهاز الإداري وبما يخفض من نفقاتها التشغيلية، فضلاً عن ميلهم المعتدل الى استعمال الحواسيب الالية في عملية صنع القرار.
- ثبت اهتمام الوزارة المتوسط بمهارات الانترنت عبر الهاتف النقال، اذ تميل الوزارة الى إدارة برامجها التعليمية وتوجيه افرادها من خلال الأجهزة المحمولة، والناجم عن اهتمامها بعامل الوقت عند ميل قياداتها الى توظيف تطبيقات الجهاز المحمول في تدعيم تلك المهارات.
- اتضح اهتمام الوزارة بمهارات المعلومات بالشكل متوسط، اذ استطاعت قياداتها من البحث عن المعلومات بسهولة عبر الانترنت، فضلاً عن ميلها المعتدل وبشكل منخفض نسبياً لا يلبي الطموح الى تطوير قدراتها على متابعة المعلومات من خلال موقع الويب
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها:
1.يتوجب على وزارة الإتصالات إعطاء أولوية للفئات من أعمار الشباب،وذلك من خلال إسنادهم بالمناصب القيادية حسب التخصص الاكاديمي والخبرة والافراد من ذوي المهارات الأفضل،ويتم ذلك عبر عدة آليات أهمها :
أ .التوظيف على أساس الأنشطة والبرامج والشهادة الجامعية والتخصص ،وفق سيرة ذاتية موثقة ومعلنة يتم أختبارها للمتقدم .
ب .الاهتمام بالتخصصات المناسبة،مثلاً(المبرمجين،تقنيين في مجال الحاسبات،الإداريين) وإدخالهم في أنشطة تدريبية مكثفة تزيد من قدراتهم المهارية .
2 .ينبغي على وزارة الإتصالات الأهتمام بشكل أكثر من الوضع الحالي بالمهارات التشغيلية وتعلمها في بيئة العمل ،بسبب أهميتها في تحسين وضع المنظمات واستمراريتها في العطاء وأختصارها للوقت والجهد، ومن خلال تبني آليات العمل إدناه :
أ .إدخال تحسينات على مناهج العمل،وإدخال عمليات فريدة من نوعها تتناسب وعصر الإبتكارات،ومن ضمنها إنشاء عمليات المعرفة،ضمن إداراتها وأقسامها المتعددة ودعمها .
ب . التعاون مع المنظمات العالمية المتطورة وتشكيل حالة تكامل مع الشركاء في ميدان العمل والتعلم من التجارب المتقدمة في هذا المجال،وإعادة التشكيل التشغيلي بما يلائم تطورات العصر ودعمها بالتحسينات التي تسهم في إبتكار المنظمة .
3 .الارتقاء بخدمات الانترنت على مستوى منظومة وزارة الإتصالات،أضافة إلى الأهتمام بها على مستوى البيئة الخارجية والمجتمع،حتى يتهيأ وسط ناقل يمثل سلسلة مترابطة بين الأطراف،ومن خلال اعتماد مجموعة من الآليات:
أ.توفير أعلى باقات الانترنت وأجودها سرعة وكفاءة وذات خدمة مستمرة،وفي حال مواجهة معوقات وصعوبات بهذا الجانب،يتم تسليمها للقطاع الخاص،لاسيما الشركات العاملة في العراق حالياً، مثل شركة زين العراق،كورك،اسياسيل،أو فتح باب المنافسة من خلال العطاءات لشركات عالمية أخرى وفرض شروط للمعايير المطلوبة عبر نظام رقابة وتقييم مستمر يستند إلى أعمال لجان متخصصة تتابع مع تلك الشركات في فترات زمنية بالتوافق مع التطورات الحاصلة عالمياً في هذا المجال .
ب.فتح نوافذ ومنصات للتواصل المجتمعي مع الوزارة ، يتضمن استبانة متكونة من تساؤلات عن مستوى الخدمات المقدمة ونقاط الخلل الموجودة،وأخذها على محمل الجد في ترتيب سًلم العمل،واعتماد الشفافية والوضوح كأحد المتبنيات الأساسية في كل عمل،حتى يفهم المستفيدين توجهات الوزارة وبرامجهم المقبلة .