تمت في كلية الادارة والاقتصاد – جامعة بغداد ، مناقشة بحث الدبلوم العالي في تخصص الادارة المحلية للطالب (علي عباس عبود) باشراف م.د. محسن رشيد مصيحب عن بحثة الموسوم (ممارسات القيادة الاصيلة في تحسين اعتذار العاملين – بحث تحليلي في مديرية. احصاء بابل)
ان الموظفين سواء في القطاع العام أو الخاص معرضين للخلافات سواء مع زملائهم أو مع الادارة، بغض النظر عن المؤهلات التي يمتلكونها أو مدى اعجابهم بالقيادة، وذلك يرجع لاسباب عديدة منها ساعات العمل الطويلة أو الضغوطات التي يتعرضون لها، وهنا يبرز دور دور القيادة الاصيلة في تحفيزهم على الاعتراف باخطائهم وتقديم الاعتذار، ليس بقول كلمة أسف فقط، وانما تجعلهم على استعداد لتلافي الخطأ وتعويضه من خلال بذل مزيد من الجهود بشكل ذاتي، وهنا تبرز مشكلة البحث الحالي في عدم امتلاك مديرية احصاء بابل قيادات قادرة على التعامل مع مرؤوسيها في معالجة المشكلات التي يعاني منها قطاع البلديات، فضلاً عن قدرتها على التعامل مع مرؤوسيها بشكل شفاف واخلاقي يشجع على الانفتاح في تبادل المعلومات لاتخاذ القرار المناسب بخصوص أي مشكلة قد تواجههم.
يهدف البحث إلى ما يأتي :
- تقديم اطار نظري وفلسفي حول متغيري البحث (القيادة الأصيلة) و (اعتذار العاملين).
- التعرف على مستوى توافر نمط القيادة الأصيلة وابعادها في مديرية احصاء بابل.
- تسليط الضوء على دور القيادة الاصيلة في تحسين اعتذار العاملين في مديرية احصاء بابل.
- اختبار علاقة الارتباط والتأثير بين القيادة الأصيلة واعتذار العاملين.
- أختبار تأثير القيادة الاصيلة في تحسين اعتذار العاملين في المديرية.
- تقديم أنموذج فرضي بمتغيرات البحث تساعد المديرية المبحوثة على تشخيص علاقات والتأثير بين متغيرات البحث وكيفية تفعيل ذلك الدور في المديرية.
وقد توصلت الدراسة الى مجموعة من الاستنتاجات اهمها :
- تبين لجوء مديرية إحصاء بابل الى شفافية العلاقات عندما تستهدف تحسين قيادتها الاصيلة بشكل جيد من خلال الالتزام بتطبيق كل ما تصدره قياداتها، فضلاً عن اعتراف تلك القيادة لتابعيها بأخطائهم حال حدوثها.
- اتضح اهتمام مديرية الإحصاء في محافظة بابل بالمنظور الأخلاقي عندما تعزز من مستوى ممارسات قيادتها الأخلاقية، نتيجة لاستنادها الى دعم قياداتها لمواقف تابعيهم في مختلف المواقف من منظور الدفاع عن قيمهم الجوهرية، فضلاً عن تعامل قياداتهم مع المعتقدات التي يحملها ويتبناها تابعيهم والمتوافقة مع سلوكياتهم الإيجابية اثناء العمل.
- أظهرت المديرية قدرتها على استثمار المعالجة المتوازنة في تحسين ممارسات القيادة الاصيلة، والنابع من قدرة قياداتها على الاصغاء بعناية لمختلف وجهات النظر قبل وصولهم الى تثبيت الاستنتاجات النهاية واتخاذ القرار، لاسيما وإنها تهتم بتحليل البيانات المناسبة والمتوفرة ليها قبل اتخاذهم القرار.
- ثبت اهتمام المديرية بالوعي بالذات وبما يمكنها من تحسين مستوى ممارسات قيادتها الاصيلة نتيجة لقدرتها على تحديد الوقت الملائم لإعادة تقييم موقفها على أساس أهمية القضية، فضلاً عن اهتمامها بالتغذية العكسية وبما يحسن التفاعل مع تابعيهم.
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات :
- على مديرية إحصاء بابل تحسين مستوى شفافية علاقاتها وبما يضمن الارتقاء بمستوى ممارسات قيادتها الشفافة من خلال اللجوء الى تطبيق الاليات الاتية:
- لجوء قياداتها الى الاعتراف الصريح بالأخطاء المرتكبة بشكل غير مقصود حال حدوثها وتحمل المسؤولية المترتبة عليها بدون تشتيت او التعذر.
- اظهار التعاطف مع التابعين حيال مختلف القضايا بدون مبالغة او تحيز.
- اطلاع الجميع على الحقائق التي تواجهها المديرية
2.ضرورة تعزيز المديرية للمنظور الأخلاقي لما له من دور مهم في ممارسات القيادة الاصيلة وذلك بالاستناد الى الاليات الاتية:
- التعامل مع معتقدات وثقافات وسلوكيات التابعين المتفقة والمختلفة مالم تخل بالذوق العام.
- اعتماد السلوك الأخلاقي معيار رئيس لاتخاذ القرار.
- الدفاع عن التابعين وحمايتهم عندما يتوافق موقفهم مع القيم الجوهرية للمديرية.
3.ينبغي على المديرية الاهتمام الإضافي بالمعالجة المتوازنة، نتيجة للدور الذي تسهم فيه بتحسين مستوى ممارسات القيادة الاصيلة من خلال تبني الاليات الاتية:
- السماح للتابعين بتقديم وجهات النظر واحترامها حتى وان تباينت مع مواقفه الراسخة.
- الاصغاء لوجهات النظر المختلفة والاعتماد على مشاركة التابعين أصحاب الخبرة والأفكار غير التقليدية.
4.ضرورة إيلاء المديرية المزيد من الاهتمام بالوعي الذاتي ، عندما تحتاج الى تحسين مستوى ممارسات قيادتها الاصيلة من خلال اللجوء الى اعتماد الممارسات الاتية:
- الاهتمام بالتغذية العكسية وبما يقود الى مزيد من التفاعلات الإيجابية بين القيادة وتابعيها.
- تحديد الوقت الملائم لإعادة تقييم مواقف القيادة إزاء القضايا التنظيمية المهمة.
- تحديد القضايا وتقييم توجهات قيادات المديرية على اساس الموارد المتاحة.