تمت في كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة ( دور ادارة الموهبة القيادية في السيادة الاستراتيجية بتوسيط التجديد الاستراتيجي / بحث تحليلي في بعض كليات الطب في بغداد ) في تخصص الادارة العامة للطالب ( منذر سامي جاسم ) بأشراف أ.م. د. سهير عادل حامد
يهدف البحث الحالي وعبر فصوله الى تحليل العلاقة بين ادارة الموهبة القيادية بوصفها متغير مستقل والسيادة الاستراتيجية متغير معتمد، في ظل التأثير المتوقع للتجديد الاستراتيجي كمتغير وسيط في بعض كليات الطب في بغداد ، وانطلقت مشكلة البحث الميدانية من خلال ملاحظة واستقراء الباحث واقع كليات الطب في بغداد ، فقد لاحظ وجود ضبابية في مجال ادارة الموهبة القيادية وتحقيق السيادة الاستراتيجية لتلك الكليات مقارنته بمثيلاتها في الدول العربية والاقليمية ، الامر الذي يؤشر ضرورة الوقوف على عمل القيادات وما تمتلك من مواهب وطبيعة التعاقب المنظم للقيادات الموهوبة ، فالبيئة العراقية اصبحت بحاجة ماسة الى دراسة تطبيقية للتحقق من واقع ادارة الموهبة القيادية وتحقيق السيادة الاستراتيجية على المستوى الاكاديمي لكليات الطب .
وتتمثل أهمية البحث في الجوانب الاتية :-
- جمع البحث بين متغيرات تنظيمية حاسمة تمثلت (ادارة الموهبة القيادية ، السيادة الاستراتيجية ، التجديد الاستراتيجي ) بمزيج تفاعلي لاستكشاف انماط علاقة جديدة واختبارها ، والذي لم تتطرق اليه دراسات سابقة بالربط المباشر بينها حسب علم الباحث.
- السعي في ان يكون البحث انطلاقة من اجل توجيه الاهتمام بشكل اكبر نحو موضوع ادارة الموهبة القيادية وتأثيرها بالسيادة الاستراتيجية من خلال التجديد الاستراتيجي ، والتي تعد من المواضيع التي لا تزال بحاجة الى المزيد من الاهتمام في المنظمات العامة
- التصدي لمشكلة تواجه اغلب المنظمات بشكل عام ، ومنظومة التعليم العالي بشكل خاص ، والتي تتمثل بعدم القدرة على فرض السيطرة على المجال التنافسي ، وجعل السيادة الاستراتيجية طموح توجيهي ترغب في الوصول الية جميع المنظمات ضمن المجال التنافسي في منطقة نفوذها .
- سعى البحث الى اختيار قطاع يعد مصدرا اساسيا من مصادر تطوير الفكر الابداعي وصناعة المواهب القيادية ، وتقديم الاسس التي تحكم ادارتها ، وهو قطاع التعليم العالي ، الذي يعد الرافد المهم في جميع قطاعات المجتمع ، لذا فهو يسهم في زيادة وعي الكليات بأهمية الموهبة القيادية ، وكيفية تحقيق السيادة الاستراتيجية من خلالها ، بالاعتماد على التجديد الاستراتيجي
وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات اهمها :
- حقق متغير ادارة الموهبة القيادية مستوى مرتفع من حيث اهميته على مستوى الكليات عينة الدراسة وهذا يدل على اعتماد الادارات وضع برامج حيوية لادارة المواهب التي تمتلكها قياداتها الادارية من حيث تحديد المهارات والامكانات الذاتية التي يمتلكها القادة والتي يكون لها تأثير كبير في اداء وسلوك التابعين وتحديد الخطط اللازمة والاجراءات الكفيلة بتعزيز هذه المواهب وتفعيل السلوكيات الايجابية .”
- “ان بعد تنمية الموهبة القيادية حقق مستوى اهتمام مرتفع من قبل عينة الدراسة وهذا يشير الى اهتمام الادارات ببرامج التدريب والتنمية المعدة لرفع مستوى اداء القادة وتوفير الندوات وورش العمل المفيدة في هذا الاطار اضف الى ذلك اهمية تكليف القادة بالمسؤوليات المختلفة والاعتماد على خبراتهم الفنية والتخصصية في ادارة المواقع المكلفين بها .”
- حصل بعد الاحتفاظ بالموهبة القيادية على مستوى اهمية مرتفع في الكليات عينة الدراسة وهذا يدل على اهمية الاحتفاظ بالقادة من خلال وضع استراتيجية واضحة المعالم للاحتفاظ بالقادة خاصة المؤثرين منهم استنادا الى برامج الحوافز والمكافئات التي يحصلوا عليها سواء كانت مادية او عينية فضلا عن توفير متطلبات العمل حسب رغباتهم .”
- “تهتم ادارات الكليات عينة الدراسة ببعد التعاقب القيادي بمستوى معتدل وهذا بدوره يدل على سعي الادارة المحدود الى وضع الاجراءات التي تعوض دور القادة او تأهيل المرشحين الى خلافة القادة في مناصبهم وتوفير الميزانية اللازمة التي تغطي وتدعم هذا الهدف .”
ومن خلال الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة قدم الباحث عدد من التوصيات اهمها :
- التوصية بتأسيس وحدة متخصصة في الكليات عينة الدراسة ضمن هياكلها التنظيمية خاصة بإدارة الموهبة القيادية ترتبط بشكل مباشر بالسيد العميد لتمثل جهة صريحة مسؤولة عن ادارة برامج وممارسات الموهبة القيادية وتحديثها باستمرار ومن اجل تفعيل التعامل مع افكار وبرامج الموهبة القيادية على انها حق اساسي للقادة ولمرشحيهم يوازي في الاهمية حقوقهم الاخرى المادية والاجتماعية وهو حاجة ملحة ينبغي اشباعها بشتى الوسائل.
- توفير كافة المتطلبات الاساسية لادارة الموهبة القيادية خاصة ما يتعلق بـ(المدربين المتخصصين , المناهج المعتمدة في برامج التدريب , المكان والقاعات المناسبة , الفترات الزمنية , الاساليب المعتمدة , المستلزمات المالية , والاجهزة والمعدات اللوجستية) وتحديد الاختبارات الملائمة لذلك من اجل ضمان تهيئة المرشحين للمناصب القيادية .
- الاهتمام المتزايد بتحسين موهبة القادة (خبرتهم ، مهارتهم ، وقابلياتهم) الفنية والادارية وتعزيز الثروة الفكرية والمعرفية لديهم الى مستويات افضل مما هي عليه الان وتوفير الدعم المناسب لهم وتهيئة المناخات الايجابية المناسبة وتأهيلهم لتلبية الضرورات الاستراتيجية لهذه البرامج والتي تتطلب مستويات عالية من الخبرة والكفاءة .
- تهيئة بيئة العمل والمناخ الداعم والاجواء المناسبة اللازمة لنجاح برامج ادارة الموهبة القيادية وتوجيه الثقافة العامة في الكليات على الخصوص لدى القادة الى دعم وتعزيز هذه البرامج والعمل بروح الفريق الواحد لما لذلك من اثر كبير في تكامل معتقدات ومشاعر القادة مع سلوكياتهم الميدانية المطبقة في العمل وتعميق الفهم المشترك فيما بينهم وبالتالي يمكن مواجهة مجمل المشكلات التي تعيق تلك البرامج .